دراسة علمية.. الفتيات متساويات مع الأولاد في فهم الرياضيات والهندسة
وردت أغنية ألطف الكائنات في مسلسل درامي غنائي مصري شهير جمع بين الراحلين سعاد حسني وأحمد زكي حيث تشير إلى أن الفتيات متساويات مع الأولاد في القدرات والإمكانيات وذلك في مسعى لتنوير المجتمع وتغيير النظرة السائدة بأن الأولاد أكثر تميزا عن الفتيات بحكم تكوينهم البيولوجي.
وفي هذا الصدد، فقد ذكرت بعض الدراسات بأن نقص تمثيل المرأة في مجالات التكنولوجيا والهندسة والرياضيات يرجع إلى أسباب تتعلق بالاختلافات البيولوجية التي تؤثر على مهاراتهن في الرياضيات. غير أن دراسة علمية حديثة قد دحضت نتائج تلك الدراسات، وذلك حسب ما نشرته نيوزويك الأميركية نقلا عن الدورية العلمية .NPJ Science of Learning
لقد كشفت الدراسة العلمية بأن عقول الفتيات متماثلة مع عقول الأولاد ويمكنهم الفهم بنفس القدر عندما يتعلق الأمر بالرياضيات.
وقد شمل البحث 104 أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 10 سنوات، 55 منهم من الفتيات. إذ قام الأطفال بمشاهدة مقطع فيديو تعليمياً يتضمن مفاهيم الرياضيات مثل العد والجمع، في حين قد رسم العلماء نشاط المخ باستخدام ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي. وبعد ذلك قارن الفريق جميع نتائج المسح.
وقد قام أيضا الباحثون بعقد مقارنة بين نشاط مخ الأطفال و38 رجلاً و25 امرأة بالغين قاموا أيضا بمشاهدة مقاطع الفيديو نفسها أثناء رسم أمخاخهم بواسطة ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي.
وحسب البيانات المحصل عليها، ثبت أنه لم تكن هناك فروق في معدلات النمو أو وظائف المخ للأطفال. وقد ظهر كل من الأولاد والبنات على حد سواء منضبطين في مقاطع الفيديو.
ودرس أيضا فريق الباحثين نتائج اختبار القدرة على الرياضيات، الذي قام به 97 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و8 سنوات، 50 منهم فتيات. وقد كان أداء كل من الجنسين متماثل بشكل جيد، بغض النظر عن العمر.
وقد ذكر الباحثون بأن الأرقام تشير إلى أن معالجة الأطفال العصبية للرياضيات تشتمل على مجموعة واحدة غير متجانسة بدلاً من مجموعتين متميزتين بسبب الجنس. مضيفين بأنه في الواقع، أظهرت الفتيات والفتيان مستويات متكافئة إحصائياً للنضج العصبي في جميع أنحاء المخ، مما يشير إلى أن المعالجة العصبية للرياضيات تتطور بمعدلات مماثلة عند الأولاد والبنات.
بين عامي 2015 و2016، شكلت النساء نسبة 35.5% فقط من طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الولايات المتحدة، و32.6% من دورات الماجستير، و33.7 % على مستوى الدكتوراه.
ومن جهتها، فقد علقت بروفيسور جيسيكا كانتلون، أستاذة علم الأعصاب التنموي بجامعة كارنيغي ميلون، الباحث الرئيسي للدراسة، حيث قالت: إن العلم لا يتماشى مع المعتقدات الشعبية. وأضافت أيضا: نحن نرى أن دماغ الأطفال تعمل بشكل متشابه بغض النظر عن جنسهم، ولذلك نأمل أن نعيد معايرة توقعات ما يمكن أن يحققه الأطفال في الرياضيات.
وذكرت أيضا كانتلون بأن التنشئة الاجتماعية المتبعة حاليا يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الاختلافات الصغيرة بين الأولاد والبنات، التي يمكن أن تؤثر في كيفية تعاملنا معهم في العلوم والرياضيات. ونحن بحاجة إلى أن ندرك هذه الأصول للتأكد من أننا لا نتسبب بأنفسنا في خلق عدم المساواة بين الجنسين.
في حين أن أليسا كيرسي، وهي عالمة ما بعد الدكتوراه في قسم علم النفس بجامعة شيكاغو، وأحد الباحثين المشاركين في هذه الدراسة العلمية، قالت في بيان: لا يقتصر الأمر فقط على أن الفتيان والفتيات يستخدمون شبكة الرياضيات بالطريقة نفسها وإنما هناك أيضا أوجه تشابه واضحة في جميع أنحاء المخ.
وقد كشف فريق باحثين آخر، بقيادة ماتثيس أوسترفين، الباحث في جامعة إراسموس في روتردام، في وقت سابق من هذا العام، إلى أن الفتيات سيحرزن نتائج أفضل في اختبارات الرياضيات والعلوم إذا كانت الامتحانات أطول. وأن هذا النهج يمكن أن يساعد في سد الفجوة بين الجنسين في موضوعات العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة والرياضيات.
وقد توصل فريق العلماء إلى أن الطالبات أفضل في الحفاظ على أدائهن على مدى فترة طويلة بالمقارنة مع الذكور، ويجادلن بأنه ينبغي اعتبار ذلك مهارة وليس عائقًا.
وقد ذكر أوسترفين بأنه كان يٌنظر عادة إلى الاختلافات بين الجنسين في أداء الاختبار في الرياضيات والعلوم بشكل عام على أنها مظهر ضعف للإناث، ولكن يمكن لنتائج هذه الدراسة أن تخدم كنقطة انطلاق لإعادة التوازن إلى القوالب النمطية الجنسية التي تشكلها هذه النظرة.