سياسة

دبلوماسية الإمارات تلهم العالم

121


أدى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، دوراً كبيراً في ترسيخ الدبلوماسية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونقلها إلى جانب البلدان الفاعلة بنشاط في نشر السلام والمحبة بين جميع شعوب الأرض، فكما أنه لا مستحيل في التنمية والبناء والتحديث فإنه أيضاً لا مستحيل في ابتكار دبلوماسية مبدعة قائمة على التوازن ومراعاة المصالح المتبادلة، حتى أصبحت السياسة الخارجية الإماراتية، نموذجاً للفاعلية والاتزان والنجاح بفضل رجاحة الأسس التي تقوم عليها والثوابت التي تنطلق منها، وأضحت علامة مميزة يشار إليها وترغب بعض الدول في الاستزادة منها معرفة، من خلال النهج الواضح والملموس على صعيد الممارسة الواقعية.

والمتتبع لخطاب الإمارات الخارجي يجد أنها تسير على خطى مؤسسها الشيخ زايد ونهجه، فتنمي دائماً انتماءها العربي والإسلامي، وتقف مع الأشقاء في الأزمات وتدفع بهم نحو التقدم والارتقاء، وتسعى دوماً لنشر السلام والتسامح والإخاء في المنطقة والعالم.

واتسمت سياسة الإمارات الخارجية بملامح خاصة قائمة على التسامح والحوار والنأي بالنفس عن النزاعات والصراعات الإقليمية والدولية، وفق ما رسخ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أدار سياسة الدولة وفق إدراك وفهم مختلف للمتغيرات في المنطقة والعالم، وكذلك لأهمية التفاعل مع تلك المتغيرات، وضع أسساً ومنطلقات السياسة القائمة على قواعد صلبة من العمل على تحقيق السلام والأمن والاستقرار، وفق سياسة خارجية متزنة وواقعية في جميع طروحاتها وقام بتوثيق عُرى الأخوّة والتعاون مع الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي.

وفي التاسع من ديسمبر 1971، انضمت دولة الإمارات إلى عضوية الأمم المتحدة، لتكون بذلك العضو 132 في المنظمة الدولية.

وقال كورت فالدهايم السياسي النمساوي المحنك، الذي شغل منصب الأمين العام للمنظمة، عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة كان علماً من أعلام الحكمة وكان معروفاً في منطقة الخليج بما يصوغ من الأفكار النيرة، وبما يتمتع به من موقع على الصعيد الدولي…والذي زادني إعجاباً ما عرفته عن مواقفه في السياسة الخارجية، وتيقنت أن الشيخ زايد سيكون صوتاً مرحباً به على مسرح السياسة الدولية، فقد كان يستقطب احتراماً استثنائياً ومستحقاً من دون شك في كافة بلدان المعمورة.

وفي أكثر من مناسبة قال الشيخ زايد إن السياسة الخارجية للدولة تستهدف نصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب على أساس ميثاق الأمم المتحدة والأخلاق والمثل الدولية وإن دولتنا حققت على الصعيد الخارجي نجاحاً كبيراً حتى أصبحت تتمتع الآن بمكانة مرموقة عربياً ودولياً بفضل مبادئها النبيلة.

 

وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود، كانت كل جهود الشيخ زايد مكرّسة لتحقيق الوفاق بين الأشقاء، وحل الخلافات العربية بالتفاهم والتسامح، ودأب على التنبيه بصورة دائمة إلى خطورة استمرار حالة التمزق والتردي التي تمر بها الأمة العربية، حيث عبّر عن هذا الوضع بقوله: إنني منذ بداية الخلافات في العالم العربي وحتى يومنا هذا لم أبت ليلة واحدة مسروراً لأي خلاف بين شقيق وصديق وصديقه، إن الله سبحانه وتعالى الذي خلق العباد، يحاسب ويسامح، ولذلك علينا، كعرب، أن نعتمد في معالجة قضايانا على سلوك يتّسم بالحساب والسماحة في نفس الوقت.

وفي سبتمبر 2017، أطلق مجلس القوة الناعمة استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات، وذلك ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، وتهدف استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات إلى إعداد منظومة حكومية شاملة لبلورة برامج وسياسات عمل مستدامة ذات بعد إقليمي وعالمي، يشمل كافة مقوّمات الدولة الاقتصادية والثقافية والفنية والسياحية والإنسانية والمجتمعية، مع التركيز على الثقل الإنساني والحضاري والبناء على سمعتها، وإبراز الصورة الحضارية لدولة الإمارات وإرثها وهويتها وثقافتها المميزة.

مركز متقدم

وتقدمت الإمارات نحو المركز الـ17 عالمياً في مجال القوة الناعمة، بحسب المؤشر العالمي للقوة الناعمة 2021، حيث تقدمت 5 في المئة عن العام الماضي بفعل عوامل عدة، أبرزها مشروع مسبار الأمل لاستكشاف المريخ.

وأكد التقرير أن الإمارات تواصل بنجاح تعزيز تأثيرها ومكانتها على الصعيد العالمي، كما جاءت الإمارات وفق المؤشر العالمي للقوة الناعمة في المرتبة التاسعة عالمياً في اهتمام العالم إعلامياً بشؤونها متقدمة 8 مراتب عن العام السابق، وصنفها الجمهور الدولي ضمن العشرة الأوائل عالمياً في استقرار الاقتصاد والأمن والأمان وتأثيرها الدبلوماسي العالمي.

وأكّد جل المراقبين، أن ما وصلت إليه دولة الإمارات من نجاحات وازدهار يمثل حصاداً طبيعياً ومردوداً مباشراً للدبلوماسية الذكية التي صاغ معالمها وأرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث إن معايير القوة التي أدرجت الإمارات بين أول 17 دولة في العالم، قوة ناعمة للدبلوماسية، ميّزتها بالتوازن الموروث من الباني المؤسس، حيث نجحت الدبلوماسية الإماراتية من خلال نهج المؤسس وحكمة القيادة وتحت الإدارة المحنكة لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن تنسج شراكات استراتيجية متوازنة في أنحاء العالم.

قاعدة راسخة

ونجح القائد المؤسس في بناء قاعدة راسخة لسياسة الدولة الخارجية وهي القيم والمبادئ ذاتها التي تشبعت بها القيادة الإماراتية وتتمسك بها وتعمل على تطبيقها، ويمكن إرجاع كفـاءة القـوة الناعمة الإماراتية إلى عـدد مـن العوامل والأسباب، أهمها تمسكها بالقيم الإنسانية الراقية التـي أرساها المؤسس وباعث نهضتهـا المغفـور له الشـيخ زايد بن سلطان آل نهيان في نبذ العنف كوسيلة لحل المنازعات، وارتكازها على قواعد استراتيجية ثابتة تتمثل في الحرص على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة واحترامها المواثيق والقوانين الدولية، إضافة إلى إقامة علاقات مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين بجانب الجنوح إلى حل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية والوقوف إلى جانب قضايا الحق والعدل والإسهام الفعال في دعم الاستقرار والسلم الدوليين، وإبداء الاستعداد الدائم للانخراط في أي جهد أو تحرك دولي يهدف إلى محاربة التطرف.

وفي 4 نوفمبر 2011، نظمت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمبادرة غير مسبوقة حفل تأبين تاريخياً للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وقال الأمين العام للأمم المتحدة، وقتها، كوفي عنان في بيان رسمي: إن حكمة الشيخ زايد وإيمانه العميق في الدبلوماسية لحل الأزمات، وكرمه في تقديم المساعدات للدول النامية، مكنه من أن يحظى بشعبية في بلاده والعالم الإسلامي والدولي…أن الشيخ زايد كان صديقاً باراً للأمم المتحدة، وسعى دوماً نحو تعزيز أوجه العلاقات بين بلاده والمنظمة الدولية.

احتواء الأزمات

ساهمت الدبلوماسية الناعمة لدولة الإمارات في احتواء الأزمات والخلافات الناشئة بين دول العالم. فقد سعت بشكل دؤوب على تعزيز تواجدها عن طريق أدواتها الناعمة التي تبلورت في برامج مساعداتها الإنسانية والاغاثية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة والإنمائية، بالإضافة إلى مساهمتها الفاعلة في عمليات حفظ السلام لحماية المدنيين. ساهمت الدبلوماسية الناعمة لدولة الإمارات في احتواء الأزمات والخلافات الناشئة بين دول العالم. فقد سعت بشكل دؤوب على تعزيز تواجدها عن طريق أدواتها الناعمة التي تبلورت في برامج مساعداتها الإنسانية والاغاثية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة والإنمائية، بالإضافة إلى مساهمتها الفاعلة في عمليات حفظ السلام لحماية المدنيين.

تابعونا على

Related Articles

Back to top button