سياسة

خلاف قادة الإخوان يرجع لأسباب مالية وليس لأسباب فكرية كما يزعمون

                                                                       


عادت أزمة التنظيم الإرهابي الداخلية من جديد، حيث أثبت تسجيل مسرب لقيادات الإخوان تورطهم في اختلاسات مالية، ولتؤكد بذلك أن الخلاف المشتعل داخل الجماعة قد كان من أجل التمويل وليس لأسباب عقائدية أو فكرية كما يزعمون.

وبالرغم من أن التسجيل المسرب قد كشف فضائح واختلاسات مالية لعدد من قادة الإخوان الهاربين في تركيا، لكن هذا الأمر لم يفاجئ المتابعين، نظرا كونه دليل إثبات على أن الخلاف بين قيادات الجماعة لم يكن على حمل السلاح ولكن على الأموال المدفوعة فيه.

ومن جهته، فقد فضح مؤخرا عضو مجلس شورى الإخوان الهارب بسام أمير، فساد قيادات الإخوان الإرهابية في تركيا، وذلك من خلال مقطع صوتي متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يوضح حصول الأمين العام للجماعة الإرهابية محمود حسين، والمتحدث باسمها إبراهيم منير، ومسؤول الإخوان في أفريقيا محمد البحيري، على مبانٍ وسيارات واختلاس أموال باهظة.

محمود حسين.. بطل الأزمة منذ 2014

 

وقد بدأت أزمة الاختلاسات هاته داخل تنظيم الإخوان الإرهابي منذ عام 2014، حيث كان شخصها الأول القيادي الهارب بتركيا محمود حسين والذي يشتغل في منصب الأمين العام، إذ قام شباب حينها باتهامه بسرقة 500 مليون دولار قام بتحويل جزء منها لأولاده في عدة دول أوروبية، فضلا عن شراء عقارات في إسطنبول، وفي ذلك الوقت حاولت الجماعة أن تتدارك الموقف فأعلنت تحويل أطراف قضية الاختلاس المالي للتحقيق دون ذكر أسمائهم.

ظلت مسألة الاختلاس من بين أبرز أوجه الصراع المشتعل بين جبهة الكماليون التي يمثلها الشباب، والصقور التي يمثلها شيوخ الجماعة،  وقد اتسعت بالتدريج لتشمل بذلك القائمة أفرادا اخرين، منهم محمود غزلان عضو مكتب إرشاد الجماعة، ومحمود عزت القائم بأعمال المرشد العام.

في حين يرى المفكر الإسلامي ثروت الخرباوي، كتعقيب على فضائح الاختلاسات داخل الجماعة الإرهابية، بأن قضية الاختلاس تعد قديمة داخل تنظيم الإخوان، حيث ترجع بدايتها إلى مؤسس الجماعة حسن البنا الذي سرق أموال التبرعات التي كانت تجمع لصالح فلسطين في أربعينيات القرن الماضي.

وفي حديث للعين الإخبارية، فقد ذكر الخرباوي كدليل على ما ذكر من قبل، واقعة تاريخية قد حدثت عندما أعلن أحد قيادات الجماعة إنشاء جامعة تحت مسمى الجامعة العالمية للتجديد، وقد عين الإخواني يوسف القرضاوي رئيسا شرفيا لها، والتحق بها شباب جماعة الإخوان الهاربون بمصروفات عالية، وتبين فيما بعد أنها جامعة وهمية وغير معترف بها، وقد اكتشف الطلاب ذلك بعد عامين من التحاقهم بالجامعة. وأضاف الخرباوي بأن عددا من قيادات الجماعة خصصوا لأنفسهم الحق في التصرف بالتمويلات، ولا يحق للقواعد السؤال عنها.

كما بين بأن أموال خيرت الشاطر واستثماراته كلها من التبرعات، وأشار أيضا إلى أن مسألة الصراع على التمويل قد بدأت تتفاقم بعد هجرة القيادات من مصر، إذ قاموا بسرقة أموال التبرعات التي كانت تجمع بالخارج لأسر المحبوسين والمصابين في العمليات الإرهابية، وأكد كذلك الخرباوي بأن الجزء الأكبر من التمويلات ينفق على تمويل العمليات الإرهابية التي تستهدف استقرار مصر. 

لماذا ظهرت علنًا؟

وحسب مراقبين بشأن الصراع على التمويل والحق في استخدام الاسم، يمكن تقسيم الأزمة في الإخوان بين كتلتين متخاصمتين تتنافسان على الأتباع والتمويل. حيث تشمل الكتلة الأولى ما تبقّى من قيادات الجماعة التي كانت موجودة قبل عام 2013 ويرأسها ثلاثة أشخاص هم: محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام، والأمين العام محمود حسين الهارب في تركيا والأمين العام للتنظيم الدولي إبراهيم منير الهارب في لندن.

في حين قد أنشأت الكتلة الثانية، هيكلية تنظيمية جديدة عام 2014 ورسّختها في عام 2016. وفي البداية قد انشقت هذه الكتلة تحت قيادة محمد كمال (الذي قُتل لاحقًا في عام 2016) ومحمد طه وهدان (الذي سُجن لاحقًا عام 2015) وعليّ بطيخ (الهارب إلى تركيا منذ عام 2015).

بينما في نظر الباحث السياسي عمرو فاروق فإن جماعة الإخوان قد حاولت تصدير مشهد الصراع بين طرفيه باعتباره اختلافا حول أيديولوجية استخدام العنف، بين تيار يرفضه وآخر يحض عليه ويقوم بممارسته علنا.

وفي تصريح للعين الإخبارية، فقد أوضح فاروق بأن الأزمة داخل الجماعة قد تكونت بسبب الصراع على القيادة والتمويل، إذ أن كلا من الطرفين يسعيان إلى السيطرة على مراكز صناعة القرار وتوجيه دفة الأمور وفقا لرؤيته الخاصة.

وذكر أيضا فاروق بأن عملية تمويل الشباب بدأت بالفعل، كما أشار إلى أن الأمن المصري قد نجح في إفشال مخطط لتدفق الأموال من التنظيم الدولي للجماعة إلى الكماليين من خلال 19 كيانا اقتصاديا وشخصيات إيثارية بعد ضبط خلية الأمل.

تمويل تجاوز المليارات

أما الباحث في جماعات الإسلام السياسي سامح عيد فقد قال : أن تمويل جماعة الإخوان المسلمين يتخطى المليارات، فكل فرد من الجماعة يدفع اشتراكات شهرية، بالإضافة إلى الأموال التى يتم تحويلها عن طريق المصريين فى الخارج وشيوخ وأمراء قطر ورجال أعمال فى ماليزيا وتركيا وقيادات التنظيم الدولى، فيما يزيد على 88 دولة حول العالم.

وأوضح عيد في حديث للعين الإخبارية، مصدر مهم لتمويل العمليات الإرهابية لجماعة الإخوان، وهو أجهزة مخابرات جماعة الإخوان، وعلى رأسها جهازا المخابرات القطرى والتركى، والتى تعمل بشكل كبير فى الوقت الحالى لهدم البنية التحتية وإرهاق مصر أمنيا.

كما أشار إلى أن تلك المبالغ كلها يتم تحويلها إلى أرصدة أشخاص من الجماعة، و90% منها يتم دمجه ضمن أملاك قائد التنظيم في مصر المحبوس حاليا على ذمة قضايا إرهاب خيرت الشاطر، مما جعل أملاك الجماعة تختلط بأموال الشاطر، ولم يعد هناك فرق بينها.

وقد اعتبر أيضا عيد بأن ذلك يعد سببا في انشقاق السيد عبد الستار المليجى وعدد كبير من قيادات التنظيم الإرهابي عن الإخوان، حيث طالبوا بضرورة الكشف وتوضيح مصادر تمويل الجماعة وأوجه إنفاقها، وفصل أملاك الجماعة عن شركات الشاطر.

وقد ذكر كذلك عيد الوقائع التاريخية التي تؤكد بأن قيادات الجماعة قد اعتادوا على ذلك الأمر، إذ رفض جمعة أمين (متوفى)، نائب المرشد العام للجماعة، تسجيل أوراق ملكية مدارس المدينة المنورة، وأصر على تقرير معاش لأولاده من بعده كشرط للتنازل أو إعادة الملكية للجماعة، كما أن الإشاعة تقول بأنه هدد بنقل ملكية المدارس إلى أولاده فى حياته. وأضاف أيضا : أيضا محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد استولى على أسهم الجماعة فى شركة التنمية العمرانية، التى يملكها عبد الرحمن سعودي.

تابعونا على

Related Articles

Back to top button