خطوات تحرير الشام: محاولة لإعادة تشكيل الصورة أمام العالم
طرح عدد من وسائل الإعلام الكثير من علامات الاستفهام حول طريقة تعاطي هيئة تحرير الشام مع الميليشيات الإرهابية.
وتُعتبر هيئة تحرير الشام واحدة من أبرز الفصائل الجهادية في سوريا، وهي تتبع في أغلب مواقفها وإيديولوجياتها توجهات إسلامية متشددة، وفق موقع (البوابة).
-
حكام سوريا الجدد يعلنون خططًا لتحقيق الاستقرار وإنهاء الحروب
-
واشنطن تتابع تطورات سوريا.. ما موقفها من «هيئة تحرير الشام»؟
ومع تزايد الضغوط الدولية والمحلية لمكافحة الإرهاب في المنطقة، تظل هيئة تحرير الشام في وضع معقد بالنسبة إلى ملف الإرهاب.
في هذا السياق، تتعدد الطرق التي قد تتبعها الهيئة للتعامل مع هذا الملف. نظراً لعدة عوامل داخلية وخارجية.
منذ إنشائها كـ (جبهة النصرة)، مرت هيئة تحرير الشام بتحولات إيديولوجية. وقد سعت في فترة معينة إلى تقليل الظهور العلني لبعض سياساتها المتشددة، وتبنّي خطاب أقلّ تطرفاً.
-
دراسة تكشف ملامح مستقبل سوريا وسط تغييرات متسارعة
-
هل ينهي سقوط الأسد النفوذ العسكري الروسي في سوريا؟
لكنّ هذا التحول لم يكن كافياً لتغيير صورتها لدى المجتمع الدولي. الذي ما يزال يعتبرها منظمة إرهابية، خصوصاً في سياق علاقتها بتنظيم القاعدة.
قد تستمر الهيئة في تبنّي هذه الاستراتيجية عبر محاولات تجنب التصنيف الرسمي كتنظيم إرهابي، من خلال الإعلانات عن تباعدها عن القاعدة، أو تقليل الأعمال التي تثير انتباه المجتمع الدولي.
وقد تختار هيئة تحرير الشام أن تركز على محاربة الجماعات الأخرى التي تصنف على أنّها إرهابية أيضاً، مثل تنظيم (داعش) أو جماعات أخرى متطرفة.
-
“داعش” أبرز مستفيد من فوضى محتملة في سوريا
-
الإطاحة بالأسد: نظرة على الثروات النفطية ومستقبل الطاقة في سوريا
ومن خلال هذه الاستراتيجية، يمكن للهيئة أن تحاول تعزيز صورتها كـ “قوة معتدلة” مقارنة مع هذه الجماعات، ممّا يسمح لها بالحفاظ على قاعدة دعم داخلية. بالإضافة إلى تحسين مواقفها في العلاقات الإقليمية والدولية.
وقد تواصل الهيئة دعم عملياتها العسكرية ضد النظام السوري وحلفائه، مستغلة الظروف الأمنية المضطربة في شمال غرب سوريا.
وعلى الرغم من محاولاتها لتخفيف مظهرها الإرهابي. إلا أنّ هذه الأنشطة قد تبقى في إطار التكتيكات العسكرية التي تتعارض مع التوجهات الدولية لمكافحة الإرهاب.
-
روسيا تتمسك بوجودها العسكري في سوريا.. ودمشق تكشف موقفها
-
كيف أثرت حربا أوكرانيا ولبنان على مصير سوريا؟
وتواجه هيئة تحرير الشام ضغطاً دولياً متزايداً من عدة دول. بما في ذلك الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، التي تضعها في قائمة المنظمات الإرهابية.
وفي هذه الظروف، قد تحاول الهيئة تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي عبر تقليل الأنشطة العلنية التي يمكن أن تصنف كأعمال إرهابية، مثل العمليات الانتحارية والهجمات العشوائية على المدنيين.
وتتعامل هيئة تحرير الشام مع ضغوط إقليمية قد تدفعها إلى تغيير استراتيجياتها المتعلقة بالإرهاب.
وربما تلجأ الهيئة إلى بعض التفاهمات مع قوى إقليمية، مثل تركيا، التي تسعى إلى تقليل تأثيرات التنظيمات الإرهابية في مناطقها القريبة من الحدود السورية.
وهذه الضغوط قد تدفع الهيئة إلى تبنّي خطط وسياسات أكثر مرونة في تعاملها مع ملف الإرهاب، خاصة في إطار التفاوض أو التحالفات التكتيكية.
ومن الممكن أن تستمر هيئة تحرير الشام في تعزيز سلطتها في المناطق التي تسيطر عليها، مثل إدلب، مع التركيز على إدارة الأمور الأمنية والاقتصادية.
وفي هذا السياق، قد تحاول الهيئة تقديم نفسها كمؤسسة حاكمة قادرة على إدارة الوضع المحلي، ممّا يقلل من انطباعها كمنظمة إرهابية. ويساهم في تقوية سلطتها في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
يُذكر أنّ وسائل إعلام أمريكية نقلت معلومات وتصريحات عن مسؤولين تفيد بدراسة واشنطن مسألة إزالة الهيئة من قوائم الإرهاب.