خطة ترامب السرية لإنهاء الحرب في أوكرانيا
أبلغ الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، مقربين منه بقدرته على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية عبر الضغط على كييف.
ويرى أشخاص مُطلعون على وُصف بـ”خطة” ترامب الخاصة بأوكرانيا، أن الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات المقررة أواخر العام الجاري، يعتزم التغاضي عن السلوك الروسي تجاه أوكرانيا، وفقا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وتبدو خطة ترامب بسيطة جدا، لكنها تعتمد على إقناع كييف بما رفضته طوال العامين الماضيين منذ بدء المعارك في البلد السوفياتي السابق.
وقال أشخاص ناقشوا الخطة مع ترامب أو مستشاريه، إن مقترحه يقضي بتنازل أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس الحدودية لصالح روسيا.
ذلك النهج، الذي لم يكشف عنه سابقا، يتناقض بشكل كبير مع سياسة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، التي ركزت على الحد من “العدوان الروسي” و”تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا”.
وتصف واشنطن العملية الروسية في أوكرانيا بـ”الغزو”، وتعتبرها منافية لقواعد القانون الدولي، لكن موسكو ترد بأن عمليتها في أوكرانيا جاءت لإنقاذ الأوكرانيين الناطقين بالروسية من اضطهاد النازيين الجدد في كييف.
وخلال حملاته الانتخابية، تباهى المرشح الجمهوري في كثير من الأحيان بقدرته على التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة إذا تم انتخابه، وحتى قبل توليه منصبه. لكنه رفض مراراً الإفصاح عن خططه لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين.
وكان كبير موظفي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أندريه يرماك، قال إنه “يجب على الجمهوريين الأمريكيين ومرشحهم للبيت الأبيض، دونالد ترامب، أن يتذكروا أنهم حزب رونالد ريغان (الرئيس الأمريكي الأسبق) وأنهم يدعمون أوكرانيا بينما تستعد القوات الروسية لهجوم كبير في مايو/ أيار أو يونيو/ حزيران” وفق ما نقلت عنه مجلة “بوليتيكو”.
وردا على سؤال عما إذا كان يخشى إعادة انتخاب ترامب، أو عدم تمرير حزمة المساعدات التي قدمها الرئيس جو بايدن لأوكرانيا بقيمة 60 مليار دولار في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، حيث تم تأجيلها لعدة أشهر من طرف الموالين لترامب، قال يرماك إنه لا يعتقد أن الجمهوريين سوف ينسون رئاسة ريغان في الفترة من 1981 إلى 1989 وحملته في الحرب الباردة ضد موسكو.
وفي سعيه للعودة إلى السلطة، تفاخر المرشح الجمهوري المفترض في كثير في مناسبات عديدة، بأنه قادر على التفاوض على اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة إذا تم انتخابه، حتى قبل توليه منصبه بصفة كاملة.
ورفض ترامب مرارا الكشف عن خطته لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من عامين.
وكانت وسائل إعلام عديدة، نقلت في شهر مارس/ آذار الماضي، قول رئيس الوزراء المجري اليميني المتطرف، فيكتور أوربان، بعد اجتماع مثير للجدل مع ترامب في فلوريدا، إن الرئيس الأمريكي السابق “لن يعطي فلسا واحدا” لأوكرانيا إذا أعيد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب، ذكر في مجالس خاصة، إنه يعتقد أن روسيا وأوكرانيا تريدان حفظ ماء الوجه، وتريدان مخرجًا، وأن مواطني أجزاء من أوكرانيا “سيكونون على ما يرام إذا كانوا جزءًا من روسيا”.
ويحاول بعض أنصار ترامب إقناعه بعدم التوصل إلى مثل هذه النتيجة.
وقال السيناتور ليندسي غراهام (الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية)، الذي كان منتقدًا لترامب في السابق، ثم تحول إلى حليف، متحدثا عن بوتين “لا يمكنه الفوز في النهاية”.