سياسة

خبراء وسياسيون: تونس لم تعرف الإرهاب إلا مع وصول حركة “النهضة” إلى الحكم


تعقيبا على شبح الإرهاب الذي يطل في كل مرة على البلاد، والذي كان آخره التفجير الانتحاري الذي استهدف سيارة للشرطة بالعاصمة التونسية، وأسفر عن مقتل الانتحارية وإصابة 9 آخرين، 8 منهم من عناصر الأمن، أجمع خبراء ومفكرون وسياسيون تونسيون على أن بلادهم لم تعرف الإرهاب إلا مع وصول حركة النهضة الإخوانية إلى الحكم قبل 6 سنوات.
ومنذ صعود الإخوان إلى السلطة في 2012، بدأ التونسيون يعانون من الإرهاب، في سابقة لم تكن معهودة في بلد كان بمنأى عن هذه الظاهرة، واللافت هو أنه كلما ضاق الخناق على الحركة الإخوانية الإرهابية وتوجهت إليها أصابع الاتهام في ملف شائك، خصوصا ما يتعلق منه بأمن تونس، يقع تفجير أو عملية إرهابية تحوّل الأنظار واهتمام الرأي العام إليها بعيدا عن الأداء السياسي والأمني للنهضة.
فقبل أيام، عاد الجدل حول وجود تنظيم عسكري سري لإخوان تونس، ليطفو من جديد إلى واجهة الأحداث، عقب إثارة هذا الموضوع من جانب هيئة الدفاع عن الشهيدين المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
قال الخبير الأمني التونسي، عز الدين مرابط، إن تونس لم تعرف وتيرة متصاعدة للعمليات الإرهابية إلا منذ 7 سنوات، أي في عهد حكومة حمادي الجبالي الأولى، وأضاف أن تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية تعود إلى ضعف أجهزة الدولة، وعدم قدرتها على الحسم النهائي مع الخلايا الإرهابية النائمة، وإن هذا الضعف لم يكن نتاج تسلسل طبيعي لخلل على مستوى معين، وإنما نجم عن حل الإخوان لجهاز (أمن الدولة) الذي كان تابعا للداخلية التونسية، وكانت مهمته ملاحقة المتطرفين، وفق ما نقلت العين الإخبارية.
ومنذ ذلك الوقت، انتشر السلاح داخل تونس قادما من الغرب الليبي (منطقتي طرابلس وزوارة) وهما المنطقتان اللتان يسيطر عليهما الإخوان في البلد المجاور.
ووفق مرابط، فإن وجود تنظيم داعش الإرهابي في تونس، بدأ من خلال الذئاب المنفردة، على غرار الهجوم الإرهابي الذي استهدف في 2015، فندقا بمحافظة سوسة الساحلية (شرق)، وأسفر عن مقتل العشرات من السياح، ثم حادثة التفجير التي استهدفت، العام نفسه، حافلة تقل عناصر من الأمن الرئاسي، وخلفت مقتل 12 منهم.
ونقلت إذاعة شمس إف إم المحلية، عن مصادر لم تسمها، أن الانتحارية التي فجرت نفسها تنتمي لتنظيم داعش الإرهابي.
وتعقيبا على ربط الجدل بشأن الجهاز السري للإخوان بالتفجير، قال مرابط إن الحديث عن تنظيم موازٍ مسألة تدعمها العديد من الفرضيات، خصوصا أن الأحداث التي شهدتها البلاد في أبريل 2012، أثبتت وجود عناصر ملثمة تقوم بقمع المحتجين ضد وزير الداخلية حينها الإخواني علي العريض.
من جانبه، طالب يوسف الصديق، المفكر التونسي، في مقابلة مع صحيفة محلية، بضرورة حل حركة النهضة، معتبرا أنها اخترقت أجهزة الدولة، وهيأت المناخ للهجمات الإرهابية منذ 2012، ورأى أن النهضة لم تقطع مع الإرث الإخواني، وأن المُعلن في خطابها من تمدن، لا يعكس النوايا غير البريئة للحركة وقياداتها.
وكانت عبير موسى، رئيسة الحزب الدستوري التونسي، اتهمت المرجعية الإخوانية بالوقوف وراء الإرهاب بالبلاد، واستعرضت، في تسجيل مصور، ما قاله راشد الغنوشي، زعيم الإخوان في تونس عام 2012، بخصوص الإرهابيين، حيث أشار إلى أنهم “يذكرونه بشبابه.
وأشارت إلى أن تلك الجملة أعطت الذريعة لشباب تونس للانضمام إلى التنظيمات المتشددة، قائلة إن حركة النهضة شجّعت على نشر السلاح في البلاد، وهي مَن أطلقت سراح المتهمين في عملية سليمان الإرهابية عام 2006.
ووصفت رئيسة الحزب الدستوري، بيان حركة «النهضة» المندد بتفجير الإثنين، بدموع التماسيح، مشيرة إلى أن الحركة دفعت بالقيادات الأمنية التي تملك الكفاءة إلى الاستقالة، حتى تستطيع اختراق جهاز الدولة.
وتسير تونس باتجاه الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في 2019، وسط ضبابية المشهد السياسي العام، نتيجة التجاذبات الحادة بين القوى السياسية، خصوصا بين حركتي نداء تونس والنهضة.
عمار عمروسية، القيادي بالجبهة الشعبية التونسية المعارضة، يرى أن المستفيد الأكبر من العمليات الإرهابية حركة النهضة الإخوانية، سعيا نحو تحويل اهتمام الشعب عن قضاياه الاجتماعية.
ولفت، في حديث للعين الإخبارية، إلى أن ضعف منظومة الحكم التي تضم الإخوان لا يمكن أن تكون نتيجته سوى العمليات الإرهابية، خاصة في ظل الوضع الراهن الذي تشهده تونس.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى