خامنئي: حذرنا دمشق من مخطط إسقاط النظام لكنها تجاهلت التحذير
قال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي إن بلاده حذرت الحكومة السورية منذ سبتمبر/أيلول الماضي من مخطط أميركي إسرائيلي للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، لكنها تجاهلت تلك التحذيرات. مؤكدا أن دولة مجاورة لعبت دورا واضحا في اسقاط النظام السوري، في إشارة لتركيا التي تدعم فصائل مسلحة نجحت في السيطرة على دمشق.
-
غموض حالة خامنئي الصحية يثير شائعات جديدة حول وفاته وتوريث السلطة
-
سوريا منذ 2011: محطات بارزة في طريق إسقاط الأسد
واتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء أحداث سوريا، قائلا “المتآمر الرئيسي والمخطط الأساسي وغرفة العمليات الرئيسية هي في أميركا والكيان الصهيوني. لدينا دلائل على ذلك وهذه الدلائل لا تترك مجالا للشك لدى الإنسان”.
ونقلت وكالة تسنيم المحلية عن خامنئي قوله “رقعة المقاومة ستنتشر أكثر من أي وقت مضى لتشمل المنطقة بأسرها، مضيفا “المقاومة هي المقاومة: كلما زاد الضغط عليها. أصبحت أقوى وكلما ارتكبتم جرائم ضدها، ازدادت عزيمتها، وكلما حاربتموها، ازدادت اتساعا. وأقول لكم إنه بعون الله وقدرته ستنتشر رقعة المقاومة أكثر من أي وقت مضى لتشمل المنطقة بأسرها”.
-
خامنئي ونصر الله: تفاصيل الرسالة الأخيرة قبل الوفاة
-
إيران.. خامنئي يستغل الأزمة الاقتصادية لتحقيق مكاسب غير مشروعة
وشدد على أن من يعتقد أنه إذا ضعفت المقاومة، ستضعف إيران. واهم وأن طهران “قوية ومقتدرة وستصبح أقوى وأشد اقتدارا”، في إشارة إلى التحليلات التي تجمع على أن سقوط الأسد سيضعف الجمهورية الإسلامية.
وتحدث المرشد الأعلى الإيراني عن الجماعات السورية المسلحة التي أسقطت نظام الأسد، مشيرا إلى أن لكل منها “غاية مختلفة. أهدافهم ليست واحدة؛ بعضهم يسعى من شمال سوريا أو جنوبها إلى احتلال الأرض، بينما تسعى أميركا إلى ترسيخ وجودها في المنطقة. هذه هي أهدافهم، ولكن الزمن سيظهر، إن شاء الله، أن أيا منهم لن يحقق أهدافه. المناطق المحتلة في سوريا سيتم تحريرها على يد الشباب السوري الغيور ولا شك في أن هذا سيحدث”.
-
سقوط الأسد ونصرالله.. ضربة قاصمة للمشروع الإيراني في المنطقة
-
خامنئي يعترف بتداعيات مقتل السنوار: ضربة موجعة لجبهة المقاومة
وقال إن “موطئ قدم أميركا لن يثبت وسيتم طردها من المنطقة على يد جبهة المقاومة”. موضحا أن تدخل إيران في سوريا كان لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. وحماية ما وصفها بالأماكن المقدسة، في إشارة إلى المزارات والمقامات الشيعية في الأراضي السورية.
وأضاف أن مخطط داعش كان زعزعة الأمن في العراق ثم في سوريا ومن بعدهما تعميم الفوضى في المنطقة، ما استدعى تدخل إيران لتقويض هذا المخطط.
وقال “أدرك المسؤولون (في ايران) في وقت مبكر وبسرعة أن هذا الخطر إذا لم يُوقف في مكانه، فسيمتد ليصل إلى داخل إيران. مما سيعرض هذا البلد الكبير بأسره لحالة من الفوضى وعدم الاستقرار. ولم تكن فتنة داعش مجرد حالة عدم استقرار عادية”.
وبرر الوجود العسكري الإيراني في كل من سوريا والعراق، بمواجهة الخطر الذي شكله تنظيم داعش. لكنه نفى أن يكون حضور قوات بلاده هناك “لتحل محل جيوش تلك الدول. بل كان دور قواتنا دورا استشاريا”.
وتحدث كذلك عن خلافات بين القادة العسكريين السوريين والمستشارين الإيرانيين والميليشيات الإيرانية، قائلا “كان هناك تدخل ميداني في ساحات القتال عند الضرورة. لكن العنصر الأكثر أهمية كان تعبئة الشباب المحليين في تلك المناطق. ومع ذلك، لم يكن هذا الأمر كافياً بالنسبة لشبابنا، فقد كانوا متحمسين للمشاركة. وذهب العديد منهم بإصرار كبير ورغبة شديدة للمساهمة في هذه المعركة، لكن للأسف، بعد ذلك قام بعض المسؤولين العسكريين في ذلك البلد بإثارة المشكلات وخلق عقبات. بدلا من استغلال الموقف لتحقيق مصلحة بلدهم، تخلوا عن بعض الأمور التي كانت تصب في مصلحتهم، وهو أمر مؤسف للغاية. وبعد أن هدأت فتنة داعش، عادت بعض القوات إلى إيران. بينما بقيت أخرى في تلك المناطق”.
وأشار إلى أن الجيش العربي السوري (القوات النظامية) “هو من يجب أن يخوض الحرب الأساسية. دور القوات الشعبية أو القوات القادمة من خارج البلاد يعتمد على تعاون الجيش الوطني. إذا أظهر الجيش ضعفا، فلن تتمكن هذه القوات من تحقيق النتائج المرجوة. وللأسف، هذا ما حدث”.
وألمح خامنئي إلى تقصير أو خيانة في صفوف الجيش السوري ما أضعف روح وصمود المقاومة.
وتابع “بعد الأحداث التي وقعت في سوريا، ابتهجت قوى الاستكبار ظنًا منها أن سقوط الحكومة السورية الداعمة لجبهة المقاومة. يعني إضعاف هذه الجبهة لكن هذا التصور خاطئ تماما. أولئك الذين يعتقدون أن جبهة المقاومة قد ضعفت بسبب هذه الأحداث يفتقرون إلى الفهم الصحيح لطبيعة المقاومة وماهية هذه الجبهة”.
وقال إن “جبهة المقاومة ليست مجرد معدات مادية أو نظام يمكن كسره أو تفكيكه أو القضاء عليه. بل هي إيمان، فكر، قرار حاسم وقاطع ينبع من القلب. المقاومة هي مدرسة فكرية وعقائدية. لا يمكن القضاء على إيمان مجموعة من الناس بالضغط عليهم، بل على العكس، الضغط يجعل هذا الإيمان أقوى”.
واستشهد في هذا السياق بحزب الله اللبناني، مشيرا إلى أن فقدانه لأمينه العام وكبار القادة. لم يكسر عزيمته وأنه أصبح أقوى ولم تنجح إسرائيل في تحقيق أهدافها وهي دفع الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني واحتلال أجزاء من لبنان.