حماس تصر على سردية الانتصار لتفادي تحمل مسؤولية الخسائر الفادحة


أظهر رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، تمسكه بسردية الانتصار وتحقيق “لإنجازات والمكاسب” في عملية طوفان الأقصى في الذكرى السنوية الأولى لها، في خطاب يشير إلى استمرار حماس على نفس النهج بعد عشرات الآلاف من القتلى والدمار في القطاع، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة للاستهانة بدماء الفلسطينيين.

واعتبر مشعل أن إسرائيل فشلت في القطاع على مر عام كامل. مضيفا أن صورة الردع الإسرائيلية تحطمت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على الرغم من بعض المكاسب الإسرائيلية التي تحققت مؤخرا في لبنان. ورأى أن خسائر ما أسماه “محور المقاومة تكتيكية، بينما خسائر إسرائيل استراتيجية”.

وقال في خطاب مصور الاثنين “نبارك لأهل غزة صمودهم”، وحث على فتح جبهات قتال جديدة، لاسيما في الضفة الغربية. ووجه التحية “لمن ساند غزة في لبنان وإيران واليمن والعراق وضحوا من أجلنا، وعلى رأسهم حسن نصرالله، زعيم حزب الله”.

وتابع أن الأثمان الباهظة مطلوبة في مسيرة التحرير، مضيفا أن رسالة “طوفان الأقصى” مفادها أن “توحيد جبهات المقاومة تؤدي إلى الانتصار وتشتيت الجهود الإسرائيلية”. ودعا إلى فتح جبهات إضافية أخرى، من ضمنها الضفة الغربية.

وأثارت كلمة مشعل غضبا واستنكارا واسعين في الشارع العربي، فمن جهة حملت تصريحاته استهانة واستخفافا بدماء الفلسطينيين، مع الترويج لميليشيات إيران التي ساهمت في توسيع نطاق الحرب دون أن تقدم أي خدمة لأهالي غزة، ومن جهة أخرى يسعى مشعل للتحريض على الفتنة والفوضى في الدول التي تعاني أصلا تداعيات الحرب.
وجاءت أولى ردود الفعل من مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش، الذي أكد في تصريحات للعربية/الحدث الاثنين أن “الشعارات الكاذبة لن تحقق مصلحة أو تحمي مواطناً”، متهما إيران بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية، ومعتبرا أنها لم تدعم الشعب الفلسطيني بل تاجرت بدمه فقط.

كما اعتبر أن “حماس فضلت التحالفات الخارجية على المصلحة الوطنية”. وقال “أولويتنا وقف الحرب وليست المتاجرة بالدم الفلسطيني”.

وتابع أن “هجوم 7 أكتوبر جعل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في وضع أفضل”، معتبرا أن الانتصار الحقيقي يكمن في حماية الشعب الفلسطيني. وتابع قائلا إن “من لا يريد الوحدة أو المصالحة يخدم مصالح نتنياهو”. ورأى أن حماس وإسرائيل تسببتا بمعاناة للفلسطينيين.

وعكست التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، حجم الاستياء والغضب من كلمات مشعل التي تكرر مزاعم الإخوان.

ولخص ناشطون ما جاء في كلمة مشعل، معتبرين أنه منفصل عن الواقع:

وسخر آخرون من الخسائر التكتيكية  التي تحدث عنها القيادي في حماس:

واستنكر آخرون المزاعم المضللة:

وبالتزامن مع كلمة مشعل، أكد حزب الله في بيان أصدره بذكرى 7 أكتوبر/تشرين الأول أنه سيواصل “صد العدوان” الإسرائيلي رغم الأثمان الباهظة”.

كما اعتبر أن إسرائيل “غدة سرطانية” في المنطقة لا بدّ من “إزالتها ولو طال الزمن”.

وفي سياق متصل أكد أبوعبيدة المتحدث باسم كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن “خيار الحركة هو مواصلة خوض معركة استنزاف طويلة مع إسرائيل”.

وقال في كلمة مصوّرة في الذكرى الأولى للهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الدولة العبرية إن “ضربة المقاومة في معركة طوفان الأقصى كانت استباقية بعد أن وصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي لمرحلة خطيرة”، داعيا إلى  “أوسع تضامن عالمي مع الشعب الفلسطيني ومقاومته” كما حث على شن هجوم سيبراني على إسرائيل.
وندد باغتيال قادة فصائل المقاومة في فلسطين وفي كل الجبهات، معتبرا أن هذه السياسية “تعد خاتمة خير وعلامة نصر حقيقية للأحرار”.

وأوضح أن “وضع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة في غاية الصعوبة”، معتبرا أن ملفهم قد يدخل في “نفق مظلم”.

وفي سياق متصل ذكر موقع وزارة الخزانة الأميركية اليوم الاثنين أن الولايات المتحدة أصدرت عقوبات جديدة متعلقة بحركة حماس في الذكرى الأولى لهجومها على إسرائيل.

ومن بين الأفراد المستهدفين المواطن اليمني حامد عبد الله حسين الأحمر الذي يقال إنه مؤيد دولي لحماس، وتسعة كيانات مرتبطة به.

وتم ذكر أسماء العديد من جامعي التبرعات في أوروبا، بما في ذلك محمد حنون المقيم في إيطاليا وماجد الزير في ألمانيا وعادل دغمان في النمسا.

وأشارت وزارة الخزانة إلى استخدام “جمعيات خيرية وهمية وصورية تدعي زورا مساعدة مدنيين في غزة”، في حين تدعم حماس.

وقدرت الوزارة أنه “منذ أوائل 2024، ربما تكون حماس قد تلقت ما يصل إلى 10 ملايين دولار شهريا من خلال مثل هذه التبرعات”، مضيفة أن أوروبا تعتبر مصدرا رئيسيا لجمع الأموال من قبل المجموعة.

كما استهدفت العقوبات بنك الإنتاج الذي يقال إنه يستخدم لتمويل العمليات الداخلية و”الالتفاف على العقوبات الدولية من خلال العمل خارج النظام المالي الدولي”.

Exit mobile version