سياسة

حصة قطر من تسريبات هيلاري


لم تكن هيلاري كلينتون في وقت من الأوقات صادقة مع العالم العربي والإسلامي، وكانت تمثل السياسة الخارجية لإدارة بارك أوباما بطريقة سيئة، لاتعكس بالمطلق حجم أمريكا وأهميتها في مساعدة النظام العالمي على الاستقرار، ولعل فضيحة الإيميلات المسربة والتي رفع الرئيس ترامب السرية عنها وسمح بنشرها، توضح طبيعة الأداء المترهل لعمل وزارة الخارجية الأمريكية في عهد هيلاري.

وبما أن حكومة “الحمدين” في قطر قد دأبت على نسج علاقاتها مع الدول تحت شعار التبعية حيناً والرشوة حيناً آخر، فإن نصيب الدوحة من إيميلات كلينتون كان فاضحاً في شكله، وواضحاً في مضمونه لدرجة معرفة الشخصيات والمشاريع الهدامة التي عملت عليها الدوحة منذ انطلاق ماسمي بالربيع العربي، لكن ملامح الفضيحة التاريخية تتجاوز ذلك، لتصل في نهاية المطاف إلى نقاط سياسية حتمية:

أولها : رهان قطر على المال الفاسد لشراء الذمم والضمائر وتخريب الأوطان، عبر محاولة زعزعة الأمن المصري، وإحداث الفوضى في تونس، ونشر الإرهاب في سوريا، ودعم جماعات العنف في العراق، والتشويش المستمر على الجسم الخليجي العربي المتماسك.

ثانيها : ثبوت صحة المقاطعة العربية لقطر من قبل دول مكافحة الإرهاب العربية، لأن مطالب كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين ركزت على الدور القطري السلبي، والمرتكز على إغداق المال السياسي على تنظيم الإخوان الإرهابي.

ثالثها : قصة المواقف المتقلبة لإدارة باراك أوباما جوبهت آنذاك بحزم سعودي وإماراتي، فموقف الأمير الراحل سعود الفيصل من كلينتون لايسقط بالتقادم، وحديث الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي كان بمثابة نقطة النهاية لرؤية كلينتون غير المنطقية حيال الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي تحديداً.

رابعاً : الكم الهائل من الرسائل البريدية الخاصة بالوزيرة الأمريكية السابقة، يأخذ المتتبع لسياق القرار الأمريكي في عهدها وعهد أوباما نحو أخطاء ضخمة تم ارتكابها، أو حاولت هيلاري تمريرها، و لهذا فإن محور الاعتدال العربي سعى جاهداً لتطويق تلك الأزمات، واستحق بجدارة الإشادة الإعلامية التي نشاهدها في وسائل التواصل الاجتماعي عبر الفخر بما قامت به السعودية والإمارات.

خامساً : خطر قناة الجزيرة ودكاكين عزمي بشارة الإعلامية لم يعد مقتصراً على قصة الخبر الذي يتم اختراعه، أو التغطية الصحفية فاقدة المصداقية التي يتم نشرها، كون تلك القناة وتلك الدكاكين تعمل تحت سقف سياسي انقلابي و إرهابي يستبدل الحق بالباطل، ويسرد الأوهام والأحلام القطرية على أنها سياسات ثابتة.

سادساً : التشاركية التي أرادت منها كلينتون إيجاد سبيل وحيد لتعويم المتطرفين كحكام في عدد من الدول العربية، ثبت بطلانها عندما أسقط المصريون خيار هيلاري الداعم لحكم الإخوان المسلمين لأرض الكنانة، فضلاً عن التدخل السافر في شؤون دول عربية ذات سيادة، وهو ما أدى لاحقاً إلى سوء الأوضاع في تلك البلدان وانهيار النظام السياسي والاقتصادي فيها.

وأخيراً .. لابد من مطالعة المشهد ككل من زاوية حرص قطر والإخوان ومن معهم على دق أسافين الخراب في كل مكان، ولكي يعرف العرب قيمة السعودية والإمارات في تحقيق السلام المستدام أتت رسائل كلينتون غير المسؤولة لتدحض شبهات الزيف والكذب التي تسوقها الدوحة صباحاً ومساءً، ويقع الحمدان ونظامهم في شر أعمالهم .

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى