سياسة

حزب الله يقود دولة لبنان إلى المجهول بعد مقتل سليماني


إن مليشيا حزب الله، تقود دولة لبنان إلى المجهول مرة أخرى، وتعقد من أزمته وذلك على خلفية التطورات الإقليمية التي طرأت منذ مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني المصنف إرهابيا.

وبالرغم من الجهود والدعوات التي قامت قوى عدة بإطلاقها في لبنان بهدف إبعاد تداعيات مقتل سليماني عن البلاد، بالإضافة إلى التشديد على ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة، غير أن الأمور تتصاعد. وقد أعلنت وكالة أنباء الحرس الثوري الإيراني بأن حزب الله اللبناني ينقل معدات عسكرية نحو الحدود اللبنانية مع إسرائيل.

وقد انعكست التطورات الميدانية على الأزمة السياسية، حيث طالب من جانبه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، والذي عادة ما يعبّر عن موقفه وموقف حزب الله بتشكيل حكومة لم شمل جامعة، على عكس كل المشاورات التي كانت تبذل لتأليف حكومة متخصصين من المستقلين، وقد وصلت إلى المرحلة الأخيرة بإسقاط الأسماء على الوزارات بعد توزيعها على الفرقاء.

وقد توقف الخلاف الأخير عند بعض الوزارات المسيحية وتحديدا وزارتي الطاقة والخارجية، إذ رفض وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل طرح رئيس الحكومة المكلف حسان دياب اسم الوزير السابق دميانوس قطار لتولي الخارجية.

وقد جاء موقف بري في الوقت الذي كان الثنائي (حزب الله وحركة أمل)، قد أبلغا المعنيين بتأليف الحكومة أنه سيعيد النظر في الأسماء التي كان قد قدّمها في وقت سابق لتولي الوزارات الأربعة المحسوبة عليه.

وتشير أيضا المعلومات إلى أنه سيقدم أسماء حزبيين لتولي الوزارات ما يعني التخلي عن صيغة حكومة المستقلين التي كان يعمل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب على تشكيلها، وكل ذلك غداة اغتيال سليماني، وهو أيضا ما تضعه المصادر الوزارية في خانة التغيرات التي انعكست على لبنان ومسار الحكومة.

إن الأيام المقبلة ستحسم وذلك إما الإطاحة بكل جهود تشكيل الوزارة السابقة وإما بإنقاذ الوضع وتأليف الحكومة اللبنانية والتي قد وصلت إلى مراحلها الأخيرة حتى كان قد حدد موعد للإعلان عنها خلال أيام.

وقد قال أيضا نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، ومع تأكيده أن مقتل سليماني يشكل تصعيدا خطيرا سيغير ملامح الصراع في المنطقة: إن المطلوب حكومة لم شمل وطني جامعة، تطمئن الناس وتبدد الهواجس، وإن الوقت ليس وقت إلقاء المسؤوليات. مضيفا بأنه من المفروض أن تمارس حكومة تصريف الأعمال صلاحياتها.

وتعتقد مصادر وزارية لبنانية بأن تصريحات نبيه بري تعتبر مؤشرا واضحا لتبدل مسار تشكيل الوزارة الذي كان يتجه لتشكيل حكومة من لون واحد يدعمها حزب الله وحلفائه ورئاسة الجمهورية بعد رفض الآخرين المشاركة بها.

وفي حديث للعين الإخبارية، فقد توقفت المصادر عند مطالبة بري حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بممارسة صلاحياتها، مما يعني وفق رأيها، بأن تأليف الحكومة أرجئ إلى أجل غير مسمّى وبالتالي بات من الضروري تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال.

وقد جاء هذا الأمر بالرغم من أن تكليف حسان دياب قد جاء بأصوات حزب الله وحلفائه، بحيث سمي مرشح حزب الله وقد كان التوجه وقتها لتأليف حكومة من الاختصاصيين المرشحين عن الأحزاب باستثناء الذين كانوا يمثلون فريق 14 مارس، أي المعارضين لحزب الله الذين رفضوا المشاركة بالحكومة، وعلى رأسهم تيار المستقبل والذي يرأسه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.

ومن جانبه، فقد اعتذر سعد الحريري رئيس تيار المستقبل عدة مرات عن قبوله إعادة ترؤس الحكومة اللبنانية الجديدة، وذلك لعدم قبول حزب الله وحلفاؤه بمن فيهم رئاسة الجمهورية، بتشكيله حكومة تكنوقراط من غير السياسيين وإصرارهم على حكومة تكنوسياسية.

وقد دعا بدوره المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، من خلال حسابه على تويتر إلى الإسراع بتشكيل الحكومة، وقد قال: إن إبقاء لبنان من دون حكومة تتسم بالكفاية والصدقية عمل غير مسؤول في ضوء التطورات في البلد والمنطقة، وأضاف: أحض الزعماء على التحرك دون مزيد من التأخير.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى