بعد ستة أيام من كشف ملف للمحكمة عن أدلة تفيد بأنه ضغط سرا لصالح قطر كشفت وسائل إعلام أمريكية خبر استقالة الجنرال المتقاعد جون ألين من رئاسة معهد بروكينغز.
وتعتبر استقالة ألين هي أحدث مؤشر على جدية التحقيق الفيدرالي في قضية الضغط السري الذي مارسته قطر في العام 2017 لتسيير مصالحها في الولايات المتحدة الأمريكية والتآمر على جيرانها العرب.
وكان معهد بروكينغز، وهو مركز أبحاث عمره 106 أعوام وأحد أعمدة المؤسسة الليبرالية في واشنطن. قد وضع الجنرال ألين في إجازة إدارية يوم الأربعاء الماضي.
وبحسب وسائل الإعلام فإن استقالة ألين ناجمة عن طلب المدعون العامون للحصول على مذكرة لتفتيش الاتصالات الإلكترونية له. واستشهد ممثلو الادعاء في الطلب برسائل أرسلها الجنرال ألين للحصول على مدفوعات مقابل العمل لمساعدة قطر في كسب دعم واشنطن ضد السعودية والإمارات.
ويقول مراقبون أيضا إن فتح الملف القطري أمام المحاكم وتغطية قضية الضغط القطري من قبل معظم وسائل الإعلام الأمريكية. ستكشف العديد من الملفات السوداء والأيادي الخفية التي وظفتها قطر في حياكة المؤامرات. حيث كان السفير الأمريكي السابق ريتشارد أولسون الذي تجري محاكمته الآن بنفس قضية الضغط القطري هو أول أحجار الدومينو التي سقطت. وبعد المضي بالدعوى انكشف الدور المخفي للجنرال جون ألين. ولا يدري أحد كم من الأدوار ستتكشف في الفترة القادمة وما هي الإجراءات التي قد تطال الدوحة نتيجة تطاولها على غيرها بوسائل غير مشروعة.
وبحسب المراقبون فإن ما يجري هذه الأيام في الولايات المتحدة من كشف أدوار قطر ليس بالشيء العادي بل هو كارثة كبيرة قادمة ستتلقاها الدوحة.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن معهد بروكينغز أصبح يواجه موقفا محرجا بعد أن وجد نفسه في وسط فضيحة سياسية. وأبلغ موظفيه في رسالة بالبريد الإلكتروني أن المعهد نفسه ليس قيد التحقيق وأن نائب الرئيس التنفيذي لمركز الأبحاث، تيد غاير، سيعمل كرئيس بالإنابة.
وجاء في الرسالة الإلكترونية “لدينا ثقة كاملة في قدرة فريق بروكينغز على الاستمرار في التركيز على تقديم الجودة والاستقلالية والتأثير”.
ويعتبر معهد بروكينغز واحدا من أكثر المؤسسات الفكرية تأثيرا في الولايات المتحدة ولطالما كانت تربطه علاقات قوية بقطر، ففي 2007. وافقت وزارة الخارجية القطرية على تمويل فرع تدعمه المؤسسة في الدوحة وهو مركز بروكينغز الدوحة.
وقالت الحكومة القطرية في بيان صحافي صدر سنة 2012 إن دور المركز تضمّن إبراز “صورة قطر المشرقة في وسائل الإعلام الدولية، وخاصة الأمريكية”. ووفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” قدمت قطر 14.4 مليون دولار من التبرعات لمعهد بروكينغز على فترة امتدّت أربع سنوات.
وبصفته منظمة غير ربحية، لا يتعيّن على بروكينغز تحديد ما يتلقاه من تبرّعات ولكنه يكشف عن بعض البيانات طواعية. وتظهر تقاريره السنوية أن قطر قدمت ما لا يقل عن مليوني دولار سنويا من عام 2016 إلى 2021.
كما ذكر الإعلام الأمريكي أن معهد بروكينغز كان يتلقى التمويل القطري. ولكن الجنرال ألين شعر بالخطر فأصدر قرار بالتوقف عن تلقي الدعم القطري عام 2019.