سياسة

تونس.. الأطباء يفرون من ويتسببون في أزمة كبرى


بات شباب تونس عبارة عن طيور مهاجرة ينتفع بها الغير، وأصبح العديد من القطاعات في تونس يمر بأزمة كبيرة منذ عهد جماعة الإخوان الإرهابية في العشرية السوداء في تونس.

والقطاع الصحي يعد الأبرز في تلك اللحظة. حيث يشهد موجة كبيرة من الهجرة الجماعية لشباب الخريجين من كليات الطب إلى أوروبا. 

القطاع الصحي في تونس 

ويعانى القطاع الصحي من الأزمات خاصة أن أغلب الأطباء يقررون الهروب إلى دول مثل إيطاليا وفرنسا وهو ما يترك المشافي التونسية تتعرض لنقص واضح في الأطباء بداخلها. ما يؤثر على المواطن التونسي. 

كما تواجه البلاد ظروف عمل صعبة ورواتب متدنية وساعات طويلة من العمل في البلاد إلى الهجرة. وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة التي تؤدي إلى انهيار القطاع الطبي في البلاد. 

ومن ضمن دوافع الشباب التونسي لهجرة بلادهم والعمل بالخارج  بعد إقدام العديد من الطبيبات والأطباء على الانتحار إثر انهيار نفسي.

وبحسب تقارير واردة فإن ما يعانيه الأطباء من نقص في العامل البشري بالمستشفيات وتردي ظروف العمل؛ ما أدى لارتفاع حالات الإرهاق النفسي والاكتئاب في صفوف الأطباء الشباب.
وتقدر الإحصائيات الصادمة بأن 80% من خريجي كليات الطب في تونس يقررون الهجرة كل عام، ويتبقى فقط 20% لخدمة المواطن التونسي.  

وهو ما فتح الباب لدعوات عاجلة من المنظمات المهنية العاملة في قطاع الصحة لإيجاد حلول جذرية تنهي نزيف هجرة الأطباء وتأثيراتها على جودة الصحة العامة والاستثمارات الطبية. 

السوق الأوروبية الهدف الرئيسي 

وتشير الإحصائيات الجديدة إلى أن الأطباء يتجهون إلى السوق الأوروبية نظراً لزيادة ظاهرة العنف داخل المستشفيات ضد الأطقم الطبية. حيث تعرض 200 طبيب للعنف الجسدي على الأقل مرة واحدة في المستشفيات التونسية. إلى جانب تدهور ظروف العمل ونقص المعدات خاصة في المستشفيات العامة وضعف أجور الأطباء هي من أكثر العوامل الدافعة بالأطباء الشباب نحو الهجرة.

وكذلك البحث وراء حلم الأموال خاصة وأن دول الخليج تطلب أطباء تونس بشكل واضح، وتليها كندا وفق آخر أرقام نشرتها وكالة التعاون الفني في تونس.

وفي دراسة شملت عينة من 393 طبيبا فإن 70 بالمئة من الأطباء هاجروا نتيجة ظروف العمل وإن 50 بالمائة. منهم مستعدون للعودة إلى تونس في حال تحسنت ظروف التأجير والقوانين المنظمة لممارسة المهنة.

وتشير آخر الإحصائيات الرسمية في تونس إلى هجرة 3300 طبيب خلال الخمس سنوات الأخيرة بمعدل يفوق 400 طبيب سنويًا. في حين يبلغ عدد الأطباء الناشطين في تونس حوالي 8500 طبيب، ويتخرج سنوياً نحو 500 طبيب من كليات الطب بتونس يغادر أغلبهم لمزاولة المهنة خارج البلاد.

أزمات متتالية  

ومن جانبه، يقول إبراهيم جدلة الباحث السياسي التونسي، إن القطاع الصحي في تونس يواجه العديد من الأزمات منذ العشرية السوداء في البلاد. وعقب انتهاء هذه الحقبة فقد تتواصل الأزمة إثر الأزمات التي تأثرت بها البلاد أثناء حكم الإخوان.

فيما أشار جدلة أن الأزمة الاقتصادية التي تواجهها البلاد وساعات العمل الطويلة وأجور الأطباء المتدنية في المستشفيات العامة، أدت إلى العديد من الأزمات والهجرة في البلاد، مشيرا إلى أن هجرة الأطباء تفاقمت في الفترة الأخيرة. وأن هذا مصدر قلق لأن التوازنات في أعداد الأطباء ستختل، وأشار إلى أن أغلبية من قرروا الهجرة هم من فئة الشباب.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى