سياسة

توجيه الأنظار إلى الانفصاليين الأكراد.. استراتيجية جديدة لإيران وسط توترات المنطقة


قالت إيران إن جهاز استخباراتها قتل من وصفته بأنه “إرهابي على صلة بإسرائيل” واعتقل اثنين آخرين، في إعلان بثه التلفزيون الحكومي ويأتي في سياق تصاعد التوتر مع تل أبيب، بينما بدا أن الخبر جرى توظيفه لتصفية الحسابات مع جماعات إيرانية انفصالية في كردستان العراق سبق للحرس الثوري أن قصف عددا من مواقعها. كما استهدف مقر إقامة رجل أعمال كردي عراقي بدعوى أنه مركز تابع للموساد أو على صلة به.

ويشير المشهد بتجلياته الراهنة إلى أن التوتر بين إسرائيل وإيران رغم ضجيج التهديدات من الطرفين وهجمات صاروخية تبدو أقرب لحفظ ماء وجه كليهما والإيحاء بأنها قد تنزلق إلى حرب إقليمية، لا يخرج عن ضوابط غير معلنة لكنها معلومة لكليهما وللولايات المتحدة التي تلقت إشارات من طهران يحدد موعد وبنك الأهداف في ردها على اغتيال إسماعيل هنية وقادة من الثوري الإيراني وآخرين من حزب الله  وهي الإشارات ذاتها التي تلقتها واشنطن من تل أبيب في ردها على الرد الإيراني. 

وتسعى إيران على ما يبدو إلى تحقيق بعض المكاسب من خلال التصعيد المضبوط توقيتا وأهدافا واستثمار التوترات الراهنة لإيجاد مسوغات تتيح لها تصعيد عملياتها ضد المتمردين الأكراد الإيرانيين من جهة ولفت الأنظار عن ردها المحدود الذي أثار سخرية على منصات التواصل وحتى في قراءات المحللين.

وقال التلفزيون الرسمي إن “جهاز الاستخبارات قتل أحد الأعضاء الرئيسيين في مجموعة إرهابية انفصالية تابعة للنظام الصهيوني واعتقلت اثنين من رفاقه”، مضيفا أنه تم ضبط أسلحة. وجرت العملية التي لم يتم الكشف عن تاريخها، في غرب إيران.

وخلال السنوات الماضية أعلنت طهران مرارا اعتقال عملاء تقول السلطات إنهم يعملون لحساب أجهزة استخبارات دول أجنبية، من ضمنها إسرائيل، فيما أوضح التلفزيون أن الثلاثة “خططوا لدخول إيران من إقليم كردستان العراق” المجاور “لإثارة أعمال شغب”، من دون تقديم أي تفاصيل.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، نفذت القوات الإيرانية ضربات في إقليم كردستان العراق مدعية تدمير “مقر لجهاز الموساد الصهيوني”.

وجعلت إيران التي لا تعترف بدولة إسرائيل من دعم القضية الفلسطينية أحد ركائز سياستها الخارجية منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979، مركزة الدعم على وكلائها في المنقطة تحركهم وقت ما تشاء وكيف ما تشاء لخدمة أجندتها أكثر من خدمتها للقضية الفلسطينة.

وإلى حدّ الآن تبدي رغبة كبيرة في تفادي أي صدام عسكري مباشر مع إسرائيل وتحاول تأجيج الوضع والاستفادة منه من خلال دفعها بداية بحماس إلى المواجهة ولاحقا بحزب الله، إلى أتون حرب يدفع لبنان وقطاع غزة ثمنها.

وشنت إسرائيل السبت هجوما على إيران ضربت خلاله أهدافا عسكرية ردا على الهجوم الصاروخي الإيراني على أراضيها في الأول من أكتوبر/تشرين الأول. وقال رئبيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه حقق أهدافه بدقة وأثر على إنتاج الصواريخ الإيرانية، بينما قللت طهران على لسان مرشد الثورة علي خامنئي من تأثير ذلك على قدرات بلاده الصاروخية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى