تناقضات العطا والبرهان: رسائل سياسية للإخوان في السودان
كشفت وسائل إعلام سودانية حقيقة الخلاف بين قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان ومساعده الفريق ياسر العطا حول مسألة التفاوض لإنهاء الحرب. فقد أعلن البرهان استعداده للتفاوض تلبية لدعوة أمريكية. بينما أكد العطا مواصلة القتال ضد قوات الدعم السريع.
-
محاولة اغتيال البرهان تثير التساؤلات: هل تورطت الحركة الإسلامية والجيش؟
-
تحليل محاولة اغتيال البرهان: تداخل الأجندات الداخلية والخارجية
ووفق صحيفة (الراكوبة)، فقد جاءت تصريحات العطا الرافضة للتفاوض في سياق مخاطبته لجنود الجيش، وثنائه على كتيبة البراء بن مالك التابعة للإخوان المسلمين. وقائدها المصباح أبوزيد طلحة، وهو ما اعتبر مؤشراً على أنّ الحركة الإسلامية، أو النظام السابق، هي من تتحكم. بشكل كبير، بقرار الجيش السوداني، ومن تقود المفاوضات، ومن تتخذ القرار الأخير حولها.
هذا، وأوضح المحلل السياسي أبو عبيدة برغوث أنّ تصريحات العطا ليست إلا جزءاً من مناورة ينتهجها قادة الجيش السوداني للتأثير على المجتمع الدولي.
-
أنصار “البرهان” ثقتهم بالجيش السوداني.. الإخوان السبب
-
محاولة اغتيال البرهان تثير تساؤلات حول تورط الحركة الإسلامية والجيش
وأشار إلى أنّ العطا يُعبّر في الحقيقة عن رأي البرهان. حيث يستهدف الجيش من خلال هذه التصريحات الحصول على شرعية مفقودة منذ انقلاب البرهان على الحكم الانتقالي في تشرين الأول (أكتوبر) 2021.
وأضاف برغوث أنّ البرهان يستخدم الحرب كورقة ضغط للحصول على الشرعية. محاولاً تصوير الجيش السوداني كطرف يحتجز الشعب رهينة، مطالباً المجتمع الدولي بمنحه الشرعية مقابل وقف الحرب.
بدوره، أكد المحلل السياسي صلاح حسن جمعة أنّ الخلاف الظاهري بين البرهان والعطا ليس إلا عملية “تقسيم أدوار” تهدف إلى اللعب على كافة الحبال.
وأوضح أنّ العطا يعمل كمنسق مع الجماعات الإسلامية التي تقاتل إلى جانب الجيش. مثل كتيبة البراء بن مالك، ويشرف عليها، بشكل مباشر، لضمان عدم تمردها. وأنّ تصريحاته تهدف لطمأنة هذه الجماعات بأنّ الجيش لن يتفاوض مع قوات الدعم السريع.
وأشار جمعة إلى أنّ هذه التصريحات ليست معارضة للبرهان. بل تعكس تنسيقاً محكماً بين قادة الجيش لتقديم صورة مختلفة للمجتمع الدولي والمحلي. وأنّ العطا يلعب دوراً في إقناع الإسلاميين بأنّهم ما زالوا شركاء في المعركة، حتى وإن كانت هناك جهود للتفاوض.