سياسة

تقنية صينية متقدمة.. آر-6000 يضع بكين على أعتاب تفوق جديد في الطيران العمودي


دخلت الصين مرحلة جديدة في تطوير تقنيات الطيران المائل مع بدء اختبارات الطيران الأولى للطائرة آر-6000، وهي طائرة كبيرة من دون طيار من فئة تيلتروتر تطوّرها شركة يونايتد إيركرافت.

ورغم تقديمها كمنصة موجهة للاستخدامات المدنية، فإن المؤشرات الفنية وقدرات التحليق تكشف بوضوح إمكاناتها العسكرية المتقدمة، وفقا لموقع تايم وور زون، المختص بالشؤون العسكرية.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور لاختبار تحليق الطائرة، حيث كانت آر-6000 مربوطة بحبال أمان في إجراء يُستخدم عادة لزيادة السلامة خلال المراحل الأولى لاختبارات الطيران في المنصات العمودية.

ولم يتبين على وجه الدقة توقيت الاختبار، إلا أن الصور تأتي بعد عام من نشر أول صورة للنموذج المكتمل داخل منشأة الإنتاج التابعة للشركة في مدينة ووهُو بمقاطعة آنهوي شرقي الصين.

تشابه كبير مع التكنولوجيا الأمريكية

طائرة آر-6000 الصينية

الصور المنشورة تُظهر أجزاء مكشوفة من الطائرة، خاصة منطقة المراوح القابلة للميلان التي تم طمس تفاصيلها عمداً.

ويبدو جلياً أن تصميم هذه الآلية مستوحى بشكل واضح من مروحية في-280 فالور الأمريكية التي تطوّرها شركة بيل، سواء من حيث آلية الميلان أو شكل الحاضنات.

وتعمل الولايات المتحدة حالياً على تطوير نسخة مستقبلية مشتقة من في-280 تحمل إم في-75 إيه ضمن برنامج “طائرة الهجوم البعيدة المدى”.

ويُذكر أن شركة بيل نفسها كانت قد أخفت تفاصيل مماثلة عند عرض النماذج الأولى من في-280، ما يعكس حساسية هذه التقنية.

وعلى عكس الطرازات الشائعة مثل في-22 أوسبري التي تدور فيها الحاضنات بالكامل، تعتمد في-280 وبالتالي آر-6000 على نظام يميل فيه جزء من الحاضن فقط، وهو ما يعزز الأداء ويقلل التعقيد ويرفع مستوى الاعتمادية.

طائرة آر-6000 الصينية

مواصفات تقنية تكشف فئة الطائرة

وفق البيانات المنشورة على موقع الشركة، يبلغ طول آر-6000 نحو 12 متراً، فيما يصل باع الجناحين شاملاً المراوح إلى نحو 17 متراً. ويُقدّر الحد الأقصى لوزن الإقلاع بنحو 6100 كيلوغرام، مع سرعة تحليق قصوى تبلغ 297 عقدة.

أما المدى الأقصى فيصل إلى 2485 ميلاً، في حين يبلغ نصف قطر المهمة 932 ميلاً، من دون تحديد الحمولة. ولم يُحسم بعد ما إذا كانت هذه المواصفات تخص النسخة المأهولة أم غير المأهولة، لكنها تضع آر-6000 في فئة قريبة من الطائرة المائلة إيه دبليو 609 التي طورتها شركة ليوناردو الإيطالية، والأصغر من في-22 الأمريكية.

مهام مدنية.. وإمكانات عسكرية واسعة

تروّج شركة يونايتد إيركرافت للطائرة باعتبارها مناسبة لعدد من الاستخدامات المدنية، من بينها: نقل البضائع، ونقل كبار الشخصيات، والإخلاء الطبي الجوي (في حال وجود مقصورة مضغوطة)، ومكافحة الحرائق من الجو

ورغم هذا الطرح المدني، فإن التصميم يفتح الباب أمام استخدامات عسكرية واسعة. فطائرة مائلة غير مأهولة أو مأهولة، بسرعة تقارب 300 عقدة وبنصف قطر قتال يصل إلى 1000 ميل، يمكنها توفير دعم حيوي لقوات جيش التحرير الشعبي الصيني (PLA) في المناطق النائية والجزر البعيدة التي تفتقر للبنية التحتية الجوية.

طائرة آر-6000 الصينية

كما تعمل الصين منذ سنوات على تعزيز قدراتها في الطائرات المسيّرة اللوجستية ذات الأجنحة الثابتة، التي تتطلب مدارج. وهنا يأتي دور آر-6000 التي يمكنها الوصول إلى المواقع البحرية والجزرية في بحر الصين الجنوبي، وكذلك المناطق الحدودية الوعرة.

بالإضافة إلى الدور اللوجستي، قد تُطوّر نسخا عسكرية لأدوار أخرى، مثل: الاستطلاع والمراقبة، والحرب الإلكترونية، وتوسيع شبكات الاتصالات، وربما تنفيذ ضربات محدودة

وتبدو الطائرة أيضاً مناسبة للعمل من على متن سفن الهجوم البرمائية الصينية، مثل السفينة سيتشوان من فئة Type 076 التي أنهت مؤخراً أول تجاربها البحرية.

توسع صيني متسارع في مجال الطائرات المائلة

“آر-6000” ليست المشروع الوحيد في هذا المجال داخل الصين. فقد ظهرت في الأيام الأخيرة صور لطائرة مائلة أصغر حجماً من تطوير الشركة نفسها، كما نُشرت سابقاً صور لاختبارات طائرة مائلة مأهولة جديدة يُعتقد أنها من إنتاج شركة أفيك.

هذه المشاريع تكشف عن مسار صيني واضح نحو دخول سوق الطائرات المائلة بقوة، على خطى التطور الأمريكي المتسارع في هذه التكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى