سياسة

تقارب إماراتي روسي يجني ثماره حول العالم


دائما نشأة دولة الإمارات وتعتمد مد يدها بالسلام للعالم أجمع، حيث تهتم الإمارات بنبذ العنف والحروب، والحفاظ على الإنسانية والهدوء العالمي، ومع تزايد وتيرة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتخطيها لتصبح حربا طويلة الأمد تسعى الإمارات إلى إنهاء الحرب التي أثرت اقتصاديًا على العالم بشكل عام.

وتلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً إقليمياً ولاعباً أساسياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الأعوام الأخيرة.

لاعب أساسي في الشؤون الإقليمية والدولية

وتعود جذور صعود الإمارات كلاعب أساسي في الشؤون الإقليمية وحتى الدولية إلى ما قبل اندلاع الربيع العربي، فقد بدأ هذا الدور يتبلور في مرحلة التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأحد أسباب ذلك هو التحول بعد أن أصبح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أبوظبي أكثر بروزاً في مجال صنع القرار بعد وفاة الوالد، وقد اعتبرت الشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد شخصيتين طموحتين.

وقد عملت الإمارات على نشر مفهومها لصناعة السلام في العلاقات الدولية، من خلال كثير من المساعي التي بذلتها من أجل محاولة رأب الصدع وتسوية الخلاف بين الأطراف والدول المتخاصمة والمتحاربة في مناطق مختلفة من العالم.

وقد استطاعت في كثير من المواقف تقريب وجهات النظر وإرساء السلام بين المتحاربين؛ الأمر الذي أنهى آلاماً ومآسي عانت منها عدة شعوب.

زيارة الشيخ محمد بن زايد لروسيا

وخلال الفترة الماضية، اعتزم  رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة روسيا والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش منتدى في سانت بطرسبرغ وصرح بن زايد قائلا: إن هناك جسورا يتم بناؤها لتعزيز الشراكة بين البلدين، حيث تأتي الزيارة بعد نجاح جهود دولة الإمارات في إتمام عملية تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا في فبراير الماضي، وذلك بعد شهرين من نجاح وساطتها لتبادل أسرى بين روسيا وأميركا؛ الأمر الذي يعكس التقدير الدولي والروسي لدولة الإمارات والثقة في جهودها ووساطاتها لدعم الأمن والاستقرار والسلم الدوليين بحسب ما رأته بعض وسائل الإعلام العربية.

كما أتت الزيارة بعد أيام من زيارة أخرى قام بها وفد إماراتي رسمي تترأسه مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة لأوكرانيا، في أحدث حلقة من جهود دولة الإمارات المتواصلة للدفع بحل سلمي مستدام للأزمة الروسية الأوكرانية، ودعم جهودها الإنسانية المتواصلة للتخفيف من حدة الأزمة.

تجاوز الاستقطاب في العلاقات الدولية

وعكست زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في روسيا نهج الإمارات في السعي لتهدئة الاستقطاب الدولي؛ ما يشير إلى تأكيد دولة الإمارات على الالتزام بالاستماع إلى كل الأطراف الدولية لمواجهة التحديات المشتركة.

كما حرص اللقاء بين بوتين والشيخ محمد بن زايد على دعم الجهود الجماعية للمجتمع الدولي من أجل تجاوز الاستقطاب الحالي في العلاقات الدولية، فضلا عن تبني نهج إيجابي لحل الأزمات الدولية وعلى رأسها الأزمة الروسية الأوكرانية.

كما شددت الإمارات على الجلوس إلى طاولة الحوار ودعم الدبلوماسية؛ حيث يعتبران الأداة الأفضل للخروج من أي أزمة مهما بلغ حجمها، ومن هذا المنطلق تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لروسيا ولقاؤه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما تؤمن الإمارات بأهمية المحافظة على قنوات التواصل، وقناعاتنا راسخة أن الحلول السياسية هي السبيل الوحيد لإرساء قواعد النظام الدولي.

ومن هذا المنطلق تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى روسيا تماشيا مع إيماننا أن الدبلوماسية والحوار هما الأداة الأفضل للخروج من أي أزمة مهما بلغ حجمها.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى