سياسة

تفكيك شيفرة صفقة القرن في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس


انطلقت الإثنين، فعاليات اليوم الثاني من ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس، بجلسة ناقشت موضوع صفقة القرن وتفكيك شيفرتها في محاولة لفهم أبعادها وما يمكن أن تؤتيه من نتائج إيجابية أو سلبية على عملية السلام.

أكد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، خلال مداخلته في الجلسة التي خصصت لمناقشة صفقة القرن وإعادة صياغة الشرق الأوسط، ضمن أعمال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس، أن القضية الفلسطينية لا تزال حية لدى الشعوب والدول العربية، والدليل أنه لم يوافق أحدٌ من العرب على قرار إدارة ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مضيا أن صفقة القرن لا تُشكل صفقة بأي حال من الأحوال لأنها فيما يبدو تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، فهي استبعدت قضية القدس من التفاوض بداية، كما أنها تأتي مرة أخرى بالخيار الأردني إلى الطاولة، إضافة إلى أنها تأتي بالخيار المصري لأول مرة، مشدداً على أن الأردن ومصر وحتى الفلسطينيين لن يقبلون ذلك.

وتساءل موسى مستنكراً أنه إذا تم استبعاد قضيتي القدس واللاجئين من الحل، والتعامل مع المستوطنات كأمر واقع، فكيف يمكن لطرف فلسطيني أو عربي أن يقبل بالصفقة، وشدد على أنه من دون حل القضية الفلسطينية لا يمكن حل مشكلات الشرق الأوسط، ولا يعوض عن ذلك إجبار إيران على وقف سياساتها الخشنة أو اقتناع تركيا بأنها لا يمكن أن تقود العالم العربي.

كما دعا الأمين العام الأسبق للجامعة العربية إلى إحياء المبادرة العربية للسلام لعام 2002، التي كما قال تلبي مطالب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على نحو متوازن، أو أن يجلس الخبراء الضليعون بالنزاع من كل الأطراف المعنية معاً، ليقوموا بوضع خطة واقعية ومقبولة للسلام.

من جانبه، قال السفير دينيس روس، المستشار في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن ترامب يرى نفسه مختلفاً عن الرؤساء الأمريكيين السابقين، وأنه قادر على التوصل إلى حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مضيفا أنه من الخطأ الحكم على صفقة القرن قبل كشفها، لكنه شدد على أن الخطة يجب أن تحظى بنوع من المصداقية لدى الطرفين، ويجب أن تُعطي العرب شيئاً يُتيح لهم توفير غطاء للقيادة الفلسطينية.

ورأى روس أن الخطة يجب أن تُقدم خطياً إلى القادة العرب المعنيين بمحاولة الوصول إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحديداً قادة مصر والسعودية والإمارات والأردن والمغرب، وأن تأخذ بالاعتبار ملاحظات هؤلاء القادة، كما أنه يجب على الخطة في نهاية المطاف أن تلبي مطلب الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة، فأي حل لا يرتكز على حل الدولتين لن يقبله الفلسطينيون.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى