تعزيز الحوار الخليجي.. وحلول بحجم المسببات
تتجه أعين المراقبين غدا إلى الرياض لرصد ما ستشهده القمة الخليجية الـ41 من تطورات.
وعلى الرغم من وجود مؤشرات حول تعزيز الحوار الخليجي، فإن هناك الكثير من الأسباب تدعو إلى عدم المبالغة في التفاؤل، خاصة من قِبل المراقبين المختصين، إذ يجب النظر إلى التطورات بقدر أكبر من الحذر، فكما هو معلوم وبقراءة تاريخ الأزمة فهذه ليست المرة الأولى التي تخرج لنا مؤشرات حوار، ودائماً ما يخسر النظام القطري الاستفادة منه.
لا يوجد طرف لا يرغب في تعزيز الحوار الخليجي، لكن في الحقيقة أن الأمر ليس تباينا في وجهات نظر سياسية بين قطر ودول المقاطعة، ولم ينشأ فقط بسبب اتخاذ قطر نهجا سياسيا مخالفا للرؤية الخليجية، بل يمتد ليصل إلى التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج وزعزعة استقرارها، الأمر الذي لم تسلم منه أي من دول الخليج العربية، ناهيك عن دعم قطر للتحركات المشبوهة وماسمي “الرييع العربي” من خلال العمل على دعم جماعات إرهابية وطائفية تشكل خطراً على دول الخليج والدول العربية كالإخوان المسلمين والقاعدة والحوثي، وبفشلها في تحقيق أجنداتها عملت على احتضانها لقيادة هذه الجماعات في قطر، بالإضافة إلى خطابها الإعلامي الذي امتهن التحريض والترويج لفكر الجماعات الإرهابية، وتبني خطاب الكراهية والعنف كأداة داعمة لتنفيذ أجنداتها التي ذكرت أعلاه.
بهذه المسببات كيف للبعض أن يرى الوضع عبارة عن خلاف أو تباين في مواقف سياسية، والواقع أن دوافع بهذا الحجم هي تهديد مباشر للأمن القومي للمنطقة ومهدد خطير للدول.
لذلك علينا أن نقرأ مسار تعزيز الحوار الخليجي بناءً على الواقع والمعطيات اللاحقة له والسابقة، فما لحق دول الخليج العربية من سلوك قطري سواء من خلال التقرب بجرأة أكبر من إيران -الخصم اللدود لدول المنطقة- وتمكين تركيا من إقامة معسكرها في الخليج العربي مع استمرار حملات التشويه عبر أذرعها الإعلامية تجاه الدول الأربع، و السلوك الذي يتزامن مع مؤشر تعزيز للحوار الخليجي أراه خبيثا نوعا ما، ففي اللحظة التي تُبذل خلالها الجهود لمناقشة سبل تعزيز الحوار، تحاول قطر توجيه أدواتها الإعلامية كعادتها ضد الإمارات ومصر والبحرين وإيقافها عن السعودية، على أمل خلق نوع من الفتنة غير مدركة لحجم التنسيق وقيمة العلاقة بين الدول الأربع.
بين ذكر المسببات ورصد السلوك في مراحله المختلفة وقراءة التاريخ العميق للنظام القطري، حيث اعتاد نكث العهود وإضاعة فرص العودة للحضن الخليجي، لذلك علينا أن نراقب بحذر مستجدات القمة حتى لا تتسع فجوة التوقعات، آملين أن تتوج جهود السعودية الحريصة دائماً على وحدة الخليج واستقرار أمنه بالوصول إلى نتائج حقيقية وضمانات تضمن ذلك.