تعرف على قنبلة «يوم القيامة»
بين الحين والآخر يرتبط مصطلح يوم القيامة بالأسلحة ليبرز مدى قدرتها على الدمار، حتى يظن المرء أن أهوال يوم القيامة وقعت في موقعها.
وأمس الإثنين، أظهرت مقاطع فيديو لوسائل إعلام روسية، طائرة “سوخوي 34” تلقي قنبلة “فاب 3000” الروسية، المعروفة أيضا بقنبلة “يوم القيامة”، أثناء تحليقها فوق مناطق عسكرية أوكرانية.
وتستخدم روسيا بشكل متزايد القنابل المنزلقة في الحرب بأوكرانيا، وهي ذخائر قديمة تم ترقيتها بأنظمة توجيه جديدة، مما يسمح بإطلاقها عن بعد.
هذه ميزة كبيرة سمحت لروسيا باستخدام هذه القنابل بإيقاع تأثير مدمر على الأهداف الأوكرانية، إذ يمكن للطائرات إطلاق القنابل من مسافة بعيدة بما فيه الكفاية بحيث لا تستطيع أوكرانيا في كثير من الأحيان إسقاط الطائرات التي تلقيها.
وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، قال في مارس/آذار الماضي، إن روسيا أسقطت 700 قنبلة انزلاقية على أوكرانيا بين 18 مارس/آذار و24 من الشهر نفسه.
ويرى الخبراء أن الطريقة الوحيدة التي تمكن أوكرانيا من الدفاع بشكل صحيح ضد هذه الأنواع من القنابل، هي اعتراض الطائرات الروسية قبل إطلاق القنابل، أو عن طريق ضرب الطائرة بينما لا تزال على الأرض، وفق ما نقله موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي.
لكن الولايات المتحدة تقول إن أوكرانيا لا تستطيع استخدام المعدات طويلة المدى التي قدمتها، لضرب أهداف عسكرية في عمق روسيا، مما يعني أن أوكرانيا لا يمكنها استهداف العديد من المطارات الروسية.
ما هي قنابل يوم القيامة؟
وبدأت روسيا في إنتاج قنابل “فاب 3000” الضخمة شديدة الانفجار بكميات كبيرة. ويبلغ وزن هذه القنبلة نحو 3 أطنان، ويمكن مقارنتها بالقنابل النووية التكتيكية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في أواخر شهر مارس/آذار الماضي عن بدء الإنتاج على نطاق واسع للقنابل الجوية شديدة الانفجار “فاب 3000”
وقام وزير الدفاع السابق سيرغي شويغو، آنذاك، بتفقد عمليات تنفيذ قرار وزارة الدفاع في مؤسسات المجمع الصناعي العسكري بمقاطعة نيجني نوفغورود.
ويتم إلقاء قنبلة “فاب 3000″، المزودة بأجنحة، من الجو باتجاه هدفها، وتدور القنبلة 180 درجة بعد سقوطها لتصحيح نفسها للانزلاق. وعند اصطدامها بالهدف، فإنها تلحق أضراراً بالغة بالتحصينات والبنية التحتية.
ذخائر القيامة
وبالإضافة لهذه القنابل، زادت روسيا حجم الذخائر المعروفة باسم القيامة في إعادة تصنيع ذخيرة ” 53‑Ф‑864″ التي يستخدمها مدفع الهاون “تولبان” عيار 240 ملم.
ودخلت مثل هذه المدافع القوية احتياطي القائد العام للقوات المسلحة الروسية، وقد أطلق عليها سلاح “يوم القيامة” لأنها يمكن أن تستخدم ألغاما نووية بقوة حتى 2000 طن من مادة التروتيل، وفقا لصحيفة “روسيا غازيتا “.
غير أن الألغام الكلاسيكية غير النووية التي يطلقها مدفع “تولبان” أثبتت فاعلية واضحة في أفغانستان في الثمانينيات وفي شمال القوقاز في التسعينيات لتدمير الأهداف الواقعة في مناطق يصعب على الطائرات الميدانية الوصول إليها وكذلك لتدمير المنشآت المحصنة.
ويحتوي مخزون المدفع على عدة أنواع من الألغام عيار 240 ملم، بما فيه الألغام النفاثة النشطة المتحكم فيها برأس الليزر والتي تطلق إلى مسافة 20 كيلومترا، وباحتمالية تدمير تصل إلى 90%.
لذا تضمن مثل هذه الذخائر إلى جانب قنابل “فاب – 3000” بوزن 3 أطنان وقوات الهندسة العسكرية إصابة أية منشآت دفاعية محصنة يبنيها حاليا الجيش الأوكراني على طول الجبهة.