تعرف على تفاصيل دعم قطر لحركة النهضة في تونس
كشفت هيئة الدفاع بقضية اغتيال المعارضين اليساريين بتونس، شكري بلعيد ومحمد البراهمي، تورط رئيس حركة النهضة بقضايا تتعلق بغسل الأموال. فضلاً عن تهمة التخابر مع جهات أجنبية والتجسس على السياسيين وعلى المسؤولين في الدولة.
وقال عضو الهيئة رضا الرداوي: أحد الأذرع الحقيقية لرئيس النهضة راشد الغنوشي يدعى ناجح اللطيف وهو المشرف على حساباته وأمواله. وكشف أنّ هذا الشخص كان قبل الثورة وكيل شركة تنشط في مجال النسيج بتونس العاصمة لكن تم فيما بعد طرده. موضحا أنه كان يستعمل الحساب الإلكتروني للشركة في إدارة جملة العلاقات المالية المشبوهة مع قيادات حركة النهضة.
دعم قطري سخي
وأشار الرداوي إلى حسابات قطرية تعود إلى الديوان الأميري وتورط الغنوشي وحزبه في إيداع أموال بهذه الحسابات. كاشفا أنّ اللطيف يستعمل حسابين ماليين في قطر يتم تمويلهما غالباً من الديوان الأميري دون عمل منجز. مشيراً إلى أنّ المبالغ تتجاوز 15 مليون دولار و20 ألف دولار.
وقالت رئيسة الحزب الدستورى الحر عبير موسى: إنّ بحوزة حزبها أدلة تثبت إدانة حركة النهضة بتلقي أموال أجنبية مشبوهة. مضيفة أنّ تمويل قطر للنهضة لا يعني بالضرورة أنّها مؤمنة بأفكار الحركة، بل لأن لها أجندة معينة تعمل على تمريرها.
وأضافت موسي إنه تقدم بطلب تحقيق جاد حول التمويلات الأجنبية التي تتلقاها أحزاب سياسية بطرق مختلفة عبر جمعيات أو إدخال المال خلسة إلى البلاد، ودعا إلى التحري في كل التصريحات والتقارير وغيرها من الشبهات التي تحوم حول الثراء الفاحش والإمكانيات الخارقة للعادة التي تتمتع بها أحزاب تونسية وعلى رأسها حزب النهضة.
تحالف الشر
لم يكن خافيا على جل المراقبين لعبة الأيادي القطرية الخبيثة في الخفاء، والتي سعت (بأموالها) لتغيير موازين القوى في الساحة التونسية. لصالح حلفائها الإسلاميين والعمل لإيصالهم إلى السلطة.
ولم تدخر قطر جهدا لدعم حليفها راشد الغنوشي، ذراع الدوحة داخل تونس ودمية الشيخ يوسف القرضاوي؛ لتنفيذ الاتفاقات السرية بينهما. وفتحت جهات داخلية تونسية وأحزابا من داخل البرلمان التونسي ملفات التحقيق مع بنوك ثبت تورطها واستخدامها لإدخال الأموال القطرية. وتواجه حركة النهضة نفس الاتهام الذي لم تستطع نفيه.
وأسهم التحالف المسموم بين حركة النهضة بقيادة راشد الغنوشي، وآل خليفة، في تحول تونس إلى مركز وقاعدة تجمع للإرهاب. ونقطة انطلاق لتنظيم داعش في المغرب العربي، كما يشمل الاتفاق السري أن تشرف حركة النهضة على تدريب مقاتلي داعش وإيوائهم.
وربطت الدوحة بإخلاص النهضة بشبكة علاقات قوية مع الجماعات الإسلامية المتشددة في ليبيا والجزائر ونيجيريا. وقام الغنوشي بزيارات عديدة “سرية” إلى الدوحة. لتنفيذ الاتفاق المرسوم الذي كشف عن قيام حركة النهضة بالإسناد والإشراف على تنفيذ المخطط الذي خصصت له الدوحة أموالا طائلة لتحويل الأراضي التونسية إلى ساحة. لتجنيد الإرهابيين لتسفيرهم إلى ساحات القتال في الدول العربية المستهدفة وخاصة ليبيا والجزائر. وهو ما شكل أزمة داخلية حانقة في الداخل التونسي، كادت تتطور إلى حرب أهلية طاحنة. بسبب العبث القطري بالسيادة الوطنية التونسية، وتوريطها في دعم الإرهاب في الإقليم.
أذرع قطر بتونس
تحقيقات الأجهزة الأمنية التونسية التي أجرتها مع المسؤولين على أكثر من 100 جمعية خيرية، كشفت أن 99% من التمويلات الخارجية تضخها دولة قطر مصدرها جمعية قطر الخيرية التي تعد نواة التمويل الإرهابي داخل تونس، وعملت تحت ستار العمل الخيري في المناطق الفقيرة في الريف التونسي، ويتهمها الشارع التونسي بزرع الأفكار التكفيرية داخل الشباب التونسي.
يفصل الكاتب التونسي رياض الصيداوي، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف، في كتابه خريف الدم العربي: “أسرار داعش وأخواتها” حقيقة المؤامرات القطرية ضد دول المغرب العربي الثلاث تونس وليبيا والجزائر، ويذكر الصيداوي في كتابه أن مشروع قطر الأساسي يهدف لزعزعة استقرار المنطقة وخلق حالة من البلبلة والغليان.
ويشير لتخطيط الدوحة للهيمنة على المنطقة عبر تونس وجعلها نقطة الانطلاق الإستراتيجية إلى داخل العمق الإفريقي المفكك، بسبب فساد الأنظمة التي تحكم تلك الدولة وتدهور اقتصاديتها، والتي يمكن استمالتها بالأموال القطرية.
ويشرح كيف استهدفت دولتي ليبيا والجزائر وأسقطت نظام القذافي، ثم خلقت حالة من الانقسام والاحتراب الداخلي بين المكونات الليبية الرئيسية، وإفشال أي جهود للمصالحة الوطنية، وشرعت في دعم الحركات الجزائرية المعارضة بتمويل قنوات ومؤسسات إعلامية مأجورة في لندن تحت ذريعة دعم التحول الديمقراطي؛ ليكون شغلها الشاغل فبركة أحداث عن الجزائر لأجل زعزعة نظام الحكم حتى يسهل وقوعه في قبضة الجماعات الإرهابية.
أشار الصيداوي إلى استغلال الدوحة حال التفكك والارتباك في المؤسسات الأمنية التونسية التي حلت بالأجهزة الأمنية التونسية بعد سقوط نظام بن علي، وعملت على زرع وكلائها بعناية في داخلها، ويشير كذلك إلى دور حركة النهضة التي دعمت إنشاء الجمعيات الخيرية؛ لتعمل كغطاء لزرع الأفكار التكفيرية المتطرفة وغسل أدمغة الشباب.