تصاعد النفوذ الإيراني والتركي في قطر
نشر الشيخ فهد بن عبدالله آل ثاني، مقالا مؤخراً، حيث يكشف أسرارا عن تآمر الدوحة على بعض دول المنطقة، وقد لقي ذلك تفاعلا من طرف مغردين من قطر ومن الدول الخليجية والعربية.
وقد انتقد من جانبهم المغردون تصاعد النفوذ الإيراني والتركي في قطر، وعدم جدية الدوحة بشأن التعامل مع مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، مستبعدين حدوث فرج قريب في الأزمة القطرية في ظل استمرار سياسات النظام الحاكم في قطر.
مقال كاشف
وقد عبر الشيخ فهد بن عبدالله آل ثاني، عضو الأسرة الحاكمة في قطر، في مقاله الذي نشرته جريدة الشرق الأوسط، عن أسفه وغضبه لما يحدث في بلده، لاسيما مع انتهاج الدوحة لسياسات تخريبية ضد جيرانها ومعاداتها. مشيرا إلى أن قطر قد أصبحت تغص بالإخوان وبجرائمهم، وحذر أيضا من تزايد الاستنكار الخليجي المتزايد لسلوك الدوحة، سواء الإعلامي أو السياسي.
وذكر من جديد الشيخ فهد بن عبدالله آل ثاني تسريبات قطر لحديث الراحل معمر القذافي مع أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني والتي كان يتم فيها التآمر على السعودية.
وأشار أيضا إلى حكمة المملكة العريية السعودية في التعامل مع الأمر، وبأنها لم تتخذ أي إجراء، مع أن بعض الأصدقاء والمقربين يؤكدون صحته، ويقولون إنَّ ما ظهر من التسجيل هو مجرد جزء بسيط من المخطط العدواني من النظام القطري ضد السعودية بشكل أساسي، ثم لباقي إخوتها في الخليج.
وقد استند الشيخ فهد بن عبدالله آل ثاني أيضا في مقاله إلى انتهاكات الدوحة ضد قبيلة الغفران، ثم أبناء الأسرة الحاكمة حيث قال: بدأت قطر في التحول في كل النواحي، ولم يسلم من ذلك أهلها، فكانت كارثة الغفران الذين انتزعوا من أرضهم وبيوتهم، فتفرقوا بين السجون والشتات.
وتابع القول: أنا شخصيا أشعر بغصَّة كلما سمعت شيئاً عن قصر الوجبة؛ لأنه كان علامة مجدنا وراية انتصارنا، قبل أن يعود الترك إليه بكل عنفوان، فيحكمونه سلماً واستصغاراً، بعد أن عجزوا عنه حرباً.
وأضاف أيضا في مقاله بأنه لم يتحقق حلم واحد للشيخ حمد بن خليفة، حيث لم تنجح ما سميت ثورات الربيع العربي، وأصبحت إيران حاليا مثل قفص للخوف، كما لم تعد تركيا نموذج الإسلام الصاعد. واعتبر بأن الصورة الخادعة التي يحملها تنظيم الإخوانقد أظهرت وظهر شرهم لكل بلد، حيث أصبحوا لا مكان لهم سوى تركيا مؤقتاً، وقطر التي تغص بهم وبجرائمهم.
انهيار منافذ التسوية
ووفق ما نقلته رويترز عن مصادر متعددة، فقد أجهضت قطر مبكراً محادثات مع السعودية لتسوية أزمتها، بالرغم من حاجة الدوحة الشديدة لإنهاء المقاطعة المستمرة.
وقد ذكرت أيضا المصادر عدم جدية قط في التعامل مع هذه المحادثات والتي قد بدأت في أكتوبر الماضي، بالرغم من أن الرياض قد فتحت الباب أمام الدوحة للتعهد بإحداث تغيير جوهري فيما يتعلق بسياستها الخارجية تجاه المملكة والإمارات ومصر والبحرين. وبذلك فقد أنهت السعودية المحادثات بعد القمة الخليجية التي عقدت في الرياض، في ديسمبر الماضي، وتغيب عنها أمير قطر.
وقد كشفت وثائق اتفاق الرياض عام 2013 وآليته التنفيذية عام 2014 من أجل ضبط السلوك القطري نحو دول مجلس التعاون الخليجي، عن موافقة الدوحة، من خلال توقيع أمير قطر تميم بن حمد على إجراءات قد تتخذ حيالها في حال لم تلتزم بالاتفاق.
وقد كشفت أيضا وثائق عرضتها شبكة سي إن إن الأمريكية في عام 2017، عن عدد من البنود التي تمثل المطالب ذاتها التي وجّهتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب إلى قطر في الأزمة الحالية. وقد تضمن الاتفاق بندا ينص على أنه في حال عدم الالتزام بهذه الآلية، فلبقية دول المجلس اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية أمنها واستقرارها.
استنكار واسع
ومن جهة أخرى فقد اعتبرت شريحة واسعة من المغردين بأن تنظيم الحمدين الحاكم في قطر يتحمل المسؤولية كاملة عن عدم حل أزمة قطر، إذ اعتبر المغرد العوام بأن قطر حاليا تحت حصار تنظيم الحمدين.
ولفت أيضا العوام إلى تأييده لما تضمنه مقال الشيخ فهد بن عبد الله آل ثاني عضو الأسرة الحاكمة في قطر من تأكيد على أنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وقد وجه الاتهام لتصرفات تنظيم الحمدين بإضاعة هوية الشعب القطري؛ وقد حذر بقوله: شعب قطر فقد هويته وتم استبداله بشعب غريب!!
ومن جهته، فقد أيد المغرد سعود بن عبدالله الرأي السابق، حيث قال: لن يكون هناك نجاح لأي مفاوضات (لحل أزمة قطر) وحمد بن جاسم في دولة قطر وكذلك حمد بن خليفة. بينما حذر المغرد سامي الصالح من استمرار سياسات الحمدين الداعمة للإرهاب، وأكد بأن قطر تدار من قبل هذا التنظيم على أرض الواقع.
وذكر أيضا: الحمدين هم من دعموا الجماعات الإرهابية في الدول العربية للإضرار بها واليوم نرى تخبط داخل قطر بسياستها المراوغة وهذا ما يثبت بأن قطر لا تدار من قادتها.
وقد ذكرت من جديد الكاتبة والأكاديمية السعودية أمل عبد العزيز الهزاني سيطرة الأتراك على مقاليد الحكم في قطر، حيث قالت، أنا شخصياً أشعر بغصَّة كلما سمعت شيئاً عن قصر الوجبة؛ لأنه كان علامة مجدنا وراية انتصارنا، قبل أن يعود الترك إليه بكل عنفوان، فيحكمونه سلماً واستصغاراً، بعد أن عجزوا عنه حرباً.
الأزمة مستمرة
وقد من جهته أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل بن أحمد الجبير في يناير الماضي في كلمة أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي، استمرار الأزمة مع قطر لعدة أسباب من بينها دعم الإرهاب.
وقال الجبير في ذلك الوقت بأن قطر تمول جماعات متطرفة مثل تنظيم حزب الله، ولدينا مشاكل معها لأنها تتدخل في شؤوننا، ووسائل إعلامها هي منابر لترويج خطاب الكراهية.
وقد أعلنت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في يوم 5 يونيو عام 2017، قطع العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، وذلك بسبب إصرارها على دعم التنظيمات الإرهابية في عدد من الساحات العربية، والعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقد قدمت الدول الأربع (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) إلى قطر وفي 22 يونيو من نفس العام، من خلال الكويت، قائمة تضم 13 مطلبا لإعادة العلاقات مع الدوحة، حيث تدور في فلك ما سبق أن تعهد به أميرها في إطار اتفاق الرياض 2013 والاتفاق التكميلي 2014.