سياسة

تشييع جثمان الرئيس التشادي الراحل


بدأت، اليوم الجمعة، في نجامينا مراسم تشييع جثمان الرئيس التشادي الراحل، إدريس ديبي اتنو، بحضور العديد من رؤساء الدولة الأفريقية، إضافة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ووصل نعش إدريس ديبي الذي توفي الإثنين متأثرا بجروح أصيب بها على الجبهة في مواجهة المتمردين، إلى ساحة الأمة على منصة شاحنة صغيرة وقد لف بالعلم الوطني ويحيط به جنود من الحرس الرئاسي.

وتولى الجنرال محمد إدريس ديبي نجل الرئيس الراحل، والذي يبلغ من العمر 37 عاما السلطة في البلاد، على رأس مجلس عسكري وعد بمؤسسات جديدة بعد انتخابات ”حرة وديموقراطية“ خلال عام ونصف العام.

وحضر رؤساء حوالي 12 دولة إلى العاصمة التشادية الجمعة بينهم قادة الدول الأربع الأخرى في مجموعة الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا) ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي، الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأفريقي.

ووصل ماكرون رئيس الدولة الغربي الوحيد الذي يحضر التشييع، مساء الخميس إلى العاصمة التشادية نجامينا التي مقر قيادة القوات الفرنسية في الساحل، والتقى على الفور حاكم البلاد الجديد، ابن الرئيس الراحل.

ورأى خبراء والمعارضة أن هذه الخطوة تعني أن فرنسا التي أنقذت نظام الرئيس الراحل عسكريا مرتين على الأقل بعدما هدده المتمردون في 2008 و2019، ستبقي على دعمها لخليفته على الأرجح.

وأكدت الرئاسة الفرنسية الجمعة أن فرنسا ودول الساحل الخمس التي تكافح معا الجهاديين في هذه المنطقة من إفريقيا، أعربت عن ”دعمها المشترك للعملية الانتقالية المدنية العسكرية“ لنجل الرئيس.

وأوضحت أنه قبل بدء الجنازة الوطنية زار ماكرون ونظراؤه النيجيري والبوركينابي والمالي والموريتاني الجنرال محمد إدريس ديبي وعبروا له عن ”وحدة رؤيتهم“ كما قال مصدر في الإليزيه موضحا أن مجموعة الساحل ”تقف إلى جانب تشاد وتعرب عن دعمها المشترك لعملية الانتقال المدني العسكري من أجل استقرار المنطقة“.

النظام الجديد

وبعد التكريم العسكري والخطب، ستتم الصلاة على ديبي في المسجد الكبير في نجامينا ثم ينقل جثمانه بطائرة إلى أمجراس التي تبعد أكثر من ألف كيلومتر، لدفنه بالقرب من والده في تلك القرية الصغيرة المجاورة لمسقط رأسه بيردوبا عاصمة إقليم إنيدي الشرقي (شمال شرق) بالقرب من الحدود السودانية.

ويمثل حضور رؤساء الدول تحديا أمنيا كبيرا للنظام الجديد الذي ما زال يواجه متمردين قادمين من ليبيا وعدوا بالزحف إلى نجامينا ويرفضون انتقال السلطة للمجلس العسكري الذي يتزعمه ديبي الابن.

كما يمكن أن يأتي التهديد من داخل النظام لأن تولي الشاب محمد إدريس ديبي السلطة مفاجئ، في ظل وجود شخصيات كانت تطمح للصعود إلى السلطة من داخل عشيرة رئيس الدولة الراحل.

إنقسام

وقال رولان مارشال المحلل في مركز الأبحاث الدولي التابع لجامعة العلوم السياسية في باريس إن الإدارة العامة للخدمات الأمنية لمؤسسات الدولة، الهيئة التي تتمتع بنفوذ كبير ويقودها الرئيس الجديد ”قد تنقسم“.

وأضاف مارشال: ”سيحلون (المسؤولون العسكريون التشاديون) مشاكلهم كما فعلوا في الماضي، عن طريق محاولات القيام بتصفيات جسدية أي مع عنف مسلح في العاصمة“.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى