تركيا من أكثر الدول المستوردة للنفايات من الاتحاد الأوروبي
بينما تملك تركيا سجل سيء في إعادة التدوير، كان اللافت أنها من أكثر الدول المستوردة للنفايات من الاتحاد الأوروبي.
الأمر الذي حولها إلى ما يمكن وصفه بـ”مكب لنفايات أوروبا”، وهي الأزمة التي بدأت تلتفت لها تركيا مؤخرا، بعد احتجاج شعبي على صور للقمامة أُلقيت بشكل غير قانوني وحُرقت على جوانب الطرق.
وحظرت تركيا، الثلاثاء الماضي، استيراد نفايات البوليمر مثل الأكياس البلاستيكية وأكواب الستايروفوم بعد استياء شعبي أثارته صور القمامة التي أُلقيت بشكل غير قانوني وحُرقت على جوانب الطرق، وهو الأمر الذي أعاد للأذهان السجل التركي السيء في إعادة تدوير النفايات، الذي أشارت إليه تقارير دولية.
وجاء في تقرير صادر مؤخرا عن منظمة السلام الأخضر أن “ما يقرب من 20 بالمائة من النفايات البلاستيكية التي تدخل البحر الأبيض المتوسط كل عام – ما يقدر بنحو 110 آلاف طن – تأتي من تركيا “.
وكانت تركيا لا تلقي بالا لهذه النفايات البلاستيكية، بالرغم من تأثيرها على الحياة البحرية، حيث اختبرت منظمة السلام الأخضر في عام 2019، الأسماك في المياه التركية ووجدت أن نصفها تقريبا يحتوي على مواد بلاستيكية دقيقة، ولكن جاءت الصور الأخيرة على جوانب الطرق و خارج نطاق البحر، والتي نشرتها وكالة فرانس برس ووسائل إعلام أخرى، لتدفع الإدارة التركية لاتخاذ موقف.
وأزال إشعار من وزارة التجارة نُشر في الجريدة الرسمية للحكومة التركية، الثلاثاء، البوليمرات من منتجات النفايات التي يمكن استيرادها إلى تركيا، وذلك بعد تحول الدولة الشاسعة التي يبلغ عدد سكانها 84 مليون نسمة إلى وجهة رئيسية للنفايات الأوروبية.
وقال تقرير نشرته منظمة السلام الأخضر هذا الشهر إن تركيا تحولت إلى المتلقي الرئيسي للنفايات البريطانية بعد أن حظرت الصين استيراد العديد من أنواع البلاستيك في عام 2017.
وذكر تقرير منظمة السلام الأخضر أن “الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي صدرت 20 ضعفًا من النفايات البلاستيكية إلى تركيا في عام 2020 مقارنة بعام 2016 ، مع زيادة الحجم من 22 ألف طن إلى 447 ألف طن”.
وتُظهر بيانات يوروستات أن تركيا تلقت ما يقرب من ربع النفايات البلاستيكية التي صدرتها دول الاتحاد الأوروبي في عام 2019.
ويمنح إشعار وزارة التجارة الشركات 45 يومًا لاستكمال الإجراءات الجمركية للنفايات التي كانت بالفعل في مرحلة العبور ولكنها لم تصل إلى تركيا بعد.
ويؤدي هذا القرار التركي لإعادة تشكيل سوق إعادة التدوير العالمي بشكل جذري، حيث تتدافع الدول الغنية بحثًا عن أماكن لإلقاء نفاياتها بعد أن أغلقت الصين أبوابها أمام معظم الواردات.