تركيا: كيف أصبح القانون وسيلة لتقويض حرية التعبير واحتواء الاحتجاجات؟

يحاكم القضاء التركي اليوم الجمعة نحو 200 شخص بينهم العديد من الطلاب وثمانية صحافيين متهمين بالمشاركة في الاحتجاجات. التي تفجرت إثر اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وشكلت أبرز تحدي لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان، خاصة وأن المئات من المتظاهرين رفعوا شعارت تطالب بتغيير سياسي عميق ووضع حد للاستبداد.
-
إمام أوغلو ينفي التهم: اتهامات الإرهاب افتراء لا يمكن تصوره
-
اعتقال إمام أوغلو يفتح باب الشهرة لأوزيل.. نجومية غير متوقعة
وكانت الباحة أمام محكمة إسطنبول حيث تعقد الجلستان. تعج بالطلاب الذين جاؤوا لدعم رفاقهم وبذويهم القلقين وسط إجراءات أمنية مشددة.
وقال أفني غوندوغدو المؤسس المشارك لشبكة التضامن بين الأهالي .”نريد العدالة لأبنائنا! على أولادنا أن يكونوا في الجامعات وليس في السجن!”.
وداخل المبنى، تنظر محكمتان في ملفات 189 متهما بالمشاركة في تظاهرات غير مرخصة نظمت بعد اعتقال أكرم إمام أوغلو المنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب إردوغان، في 19 مارس/آذار.
وبين هؤلاء العديد من الطلاب وثمانية مراسلين منهم مصور في وكالة فرانس برس. وفي البداية كانوا يحاكمون بالطريقة نفسها التي حوكم بها المتهمون الـ182. الآخرون واعتبرت النيابة أنه من غير المؤكد ما إذا كانوا في التظاهرات لتغطيتها.
وقال محاميهم فيسيل أوك “يقوم الصحافيون بتغطية التظاهرات ويتقاضون أجرا لذلك. كانوا حاضرين كصحافيين!”. ونجح في إحالة قضيتهم على جلسة استماع منفصلة دون تحديد موعد حاليا.
كما تتم محاكمة البعض بتهمة حمل السلاح أو إخفاء وجوههم أو التحريض على ارتكاب جريمة عبر نشر رسائل على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو إلى التظاهر.
-
مصادر سياسية وديلوماسية: أوروبا تعول على إمام أوغلو للإطاحة بأردوغان
-
اعتقال أوغلو يعمق التساؤلات حول مصير المصالحة مع الأكراد في تركيا
وكانت السلطات التركية التي واجهت تحركا غير مسبوق منذ احتجاجات غيزي التي انطلقت من ساحة تقسيم عام 2013، حظرت مؤقتا كل التظاهرات في إسطنبول وأنقرة وإزمير. المدن الرئيسية الثلاث في البلاد، بعد اعتقال إمام أوغلو.
ويحاكم 819 شخصا على خلفية هذه التظاهرات. حسبما ذكر مكتب المدعي العام في إسطنبول مطلع أبريل/نيسان. ونددت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية في بيان بـ”الغياب الصارخ للأدلة” في الملفات التي تم النظر فيها الجمعة.
-
وزير الداخلية التركي يهدد رئيس بلدية إسطنبول “إمام أوغلو” بالتدمير
-
العلاقات الأوروبية التركية على المحك.. مسؤول أوروبي يدعو لتعليق المحادثات السياسية
وقال هيو وليامسون المسؤول في المنظمة عن أوروبا وآسيا الوسطى “الهدف من هذه المحاكمات المتسرعة هو إرسال تحذير من ممارسة حق التظاهر سلميا وحرية التعبير”.
وتراجعت وتيرة التظاهرات التي نظمت في الأسبوع الأول .حيث خرج الأتراك من جميع الفئات العمرية إلى الشارع في عشرات المدن كل مساء، مع حلول عيد الفطر.
واستؤنفت الاحتجاجات منذ أسبوع ونصف أسبوع. لكن الآن يشارك فيها الطلاب بشكل رئيسي في جامعتي إسطنبول وأنقرة، ومنذ أيام تلاميذ المدارس الثانوية في كل أنحاء البلاد.