تركيا توقف إمدادها للسودان بالكهرباء


بعد أن قطعت تركيا إمدادها للخرطوم بالكهرباء بزعم تراكم ديونها، فقد أصيب القطاع الكهربائي في السودان بالشلل. وقد اعتبر من جهتهم خبراء ومصادر سودانية بأن الخطوة التركية قد جاءت في إطار مخطط إخواني من أجل ضرب الحكومة الانتقالية وإحراجها وتأليب الرأي العام عليها.

في حين قد غضبت السلطة الانتقالية في السودان من الموقف التركي إذ قامت بوصفه بأنه غير أخلاقي نظرا لأنه لم يراعِ الظروف الصعبة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

ووفق معلومات قد حصلت عليها العين الإخبارية، فإن أنقرة قد زودت السودان بالكهرباء عبر بارجة تركية من البحر الأحمر منذ عامين، بمقدار 150 ميجاواط، في المقابل تدفع الحكومة السودانية 3 ملايين دولار في الشهر، بموجب اتفاق عقد بين نظام الإخوان البائد بقيادة المعزول عمر البشير مع التركي محمد علي أوكتاي مالك البارجة.

وقد تسبب توقف البارجة التركية في شلل الإمداد الكهربائي، حسب ما ذكرت وزارة الطاقة والتعدين السودانية، الأمر الذي زاد من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي وقد طغى الظلام الحالك في معظم المدن السودانية.

وفي حديثهم للعين الإخبارية، فقد قال من جانبهم سكان ومهتمون في السودان بأن التيار الكهربائي يتوقف بمعدل 16 ساعة على الأقل في اليوم الواحد، مما يتسبب في إحداث شلل في القطاعات الحيوية والإنتاجية.

وقد أعلنت وزارة الطاقة والتعدين عن هذه الانقطاعات حيث بررتها بارتفاع العجز في التوليد الكهربائي الذي قدرته بألف ميجاواط في اليوم، جراء توقف البارجة التركية وأعمال الصيانة ونقص الوقود في محطات التوليد الحراري.

هذا وقد أشارت مصادر مقربة إلى أن البارجة التركية كانت تمنح الكهرباء لمدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر بموانيها، وبأن المالك الإخواني أوكتاي كان حابى نظام الإخوان المعزول الذي منح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جزيرة سواكن لتأهيلها، ولم يضغط عليها لسداد المستحقات الشهرية العالية.

وقد قال من جانبه المكتب الإعلامي لحكومة ولاية البحر الأحمر شرقي السودان للعين الإخبارية بأن متأخرات البارجة التركية على السودان قد وصلت إلى 30 مليون دولار، وبأنها وعدت بمعاودة الإمداد الكهربائي في حال التزمت وزارة الطاقة السودانية بدفع مبلغ 5 ملايين دولار من المتأخرات.

وذكر أيضا بأن البارجة قد وعدت باستئناف الإمداد غير أنها أعطت نفسها حق التوقف في أي لحظة إذا ما لم تفي الحكومة السودانية بسداد مديونيتها، الأمر الذي الذي اعتبره كثيرون بأنه بمثابة ابتزاز شنيع.

في حين اعتبر وزير الطاقة والتعدين في السودان، عادل علي إبراهيم في بيان صحفي منذ يومين، بأن بعض الشركات الأجنبية والوطنية لا تتحلى بالأخلاق، وقد ساهمت بشكل كبير في تفاقم أزمتي الكهرباء والمواد البترولية. مضيفا بأن هذه الشركات ومن ضمنها البارجة التركية التي كانت تغطي حاجة مدينة بورتسودان والميناء من الكهرباء، قد اتخذت مواقف ليست أخلاقية بالتوقف عن إمداد السودان بالكهرباء والوقود بسبب المديونيات من دون أن تراعي الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

بينما كشف بدوره الصحفي السوداني علي الدالي بأن توقف البارجة التركية قد جاء في إطار مخطط كبير للتنظيم الدولي للإخوان نحو الحكومة الانتقالية، إذ كانت هذه الجماعة الإرهابية تسعى لإطفاء مدينة بورتسودان بالكامل وأيضا شل حركة الموانئ غير أن وزارة الطاقة قد هبت إلى إنقاذ المدينة الاقتصادية باستقطاع جزء مقدر من الشبكة القومية لصالحها.

وفي تصريحات للعين الإخبارية، فقد قال الدالي بأن الإخواني التركي أوكتاي جاء به نظام البشير البائد وقام بتعطيل مشاريع كهربائية حكومية لصالحه حتى يتمكن من تمديد هذا القطاع بما يخدم أجندة هذا التنظيم الإرهابي، وقد كان ذلك سببا في ضرب الاقتصاد السوداني.

وتابع القول: هذه المديونيات غير حقيقية، وكانت في عهد النظام البائد، وهي نتيجة أرباح غير مستحقة منحها رجال البشير للبارجة التركية وصاحبها أوكتاي.

وقد شرعت وزارة الطاقة والتعدين السودانيين ببدء التحسن التدريجي في انقطاعات التيار الكهربائي في نهاية مارس الجاري، وذلك بعد أن انتهت من أعمال الصيانة في المحطات الحرارية، وتوفير الوقود المطلوب لهذا السبب.

Exit mobile version