سياسة

تركيا تحيك خطة جديدة في ليبيا


في الفترة الأخيرة، عرفت ليبيا مجموعة أحداث تزامنت مع زيارة سرية قام بها رئيس الاستخبارات التركية، هاكان فيدان، إلى غربي البلاد في بداية شهر مايو الجاري أبرزها قصف سفارتي تركيا وإيطاليا في طرابلس بعد الزيارة بأسبوع.

وإثر ذلك، قالت الخارجية التركية بأنّها ستعتبر بذلك قوات الجيش الليبي أهدافاً مشروعة في حال ما تعرضت بعثاتها ومصالحها في ليبيا للتهديد، في حين قد روّجت منصات وفضائيات تابعة لتنظيم الإخوان بأنّ الجيش الليبي هو من قام بالقصف وهذا ما نفاه تماما الناطق باسم الجيش اللواء أحمد المسماري جملة وتفصيلاً.

كل هذه الأحداث جاءت في إطار خطة للاستخبارات التركية كشف عنها تقرير ألماني نشره موقع إيه إن أف نيوز تحت عنوان خطة ليبية جديدة تحمل توقيع هاكان فيدان، حيث يؤكد التقرير وجود خطة تركية جديدة للحرب في ليبيا يترأسها رئيس الاستخبارات التركية، هاكان فيدان، من أجل تحويل البلاد والمنطقة إلى فوضى عارمة على نفس منوال سوريا.

وتضمن التقرير بأنّ الخطة يشرف عليها فيدان بطريقة خلق الذرائع التي انتهجتها في سوريا سابقا، مشيرا إلى أنّ واقعة استهداف السفارتين قد جاءت في ظل خلق سبب لمزيد من الاعتداء العلني على ليبيا.

ووفق التقرير ذاته فإنّ هذه الواقعة تعيد إلى الأذهان التسجيل الصوتيّ المسرب لهاكان فيدان الذي قال فيه فيما يتعلّق بخلق الذرائع أستطيع إرسال 4 أشخاص إلى الجانب الآخر من الحدود (يقصد سوريا) ليطلقوا 8 صواريخ على مساحات خالية من الأراضي التركيّة لنخلق الذرائع.. لا تقلقوا الذرائع موجودة.

وقال أيضا التقرير بأنّ هذا التسجيل المسرب كان في اجتماع سرّي، جرى عقده بعد عام 2014 لمناقشة الأوضاع في سوريا، حيث شمل كلّاً من وزير الخارجيّة السابق أحمد داود أوغلو ومستشاره فريدون سينيرلي أوغلو، النائب الثاني للقائد العام للجيش، الجنرال يشار كولير ومستشار الاستخبارات التركيّة وقتها هاكان فيدان، وتطرق التقرير إلى وقائع لذرائع صنعها فيدان في عدة مدن سورية بهدف تمهيد الرأي العام الدولي لتقبل اقتحام الأتراك لها بارتكاب المجازر ضد سكانها.

كما أشار التقرير الألماني إلى أنّه في 24 أغسطس من العام 2016، شرع الجيش التركي في شن عمليّة عسكريّة بهدف احتلال طرابلس، إعزاز والباب وقبل العمليّة بـ4 أيّام، حيث قام إرهابيّو تنظيم داعش بتنفيذ هجوم على حفلة زفاف لعائلة كرديّة في مدينة عنتاب (أي خلق ذريعة للتدخّل في تلك المدن السوريّة) ونفس الشيء في عفرين لدى احتلالها إذ ادّعت الدولة التركيّة سقوط 4 قذائف هاون على مدينة هاتاي (لواء إسكندرون) كان مصدرها مدينة عفرين.

غير أن عدة تقارير كشفت فيما بعد بأنّ مصدر القذائف كانت الأراضي التركيّة وأيضاً ظهرت مزاعم مماثلة قبل احتلال تركيا لمدينتي تل أبيض ورأس العين، أما بخصوص الدافع وراء تغيير تركيا خطتها فقد لفت التقرير الألماني إلى أنّ الأوضاع في طرابلس لا تسير مثلما أرادتها تركيا، وبأنّ تنظيم الإخوان والتنظيمات المسلحة التي تدعمها الحكومة التركية هناك تحت قيادة رئيس حكومة الوفاق فايز السراج لا تقوم بالأداء المطلوب منها، وأيضا إرسال أردوغان لرئيس الاستخبارات فيدان في زيارة غامضة إلى طرابلس أوائل الشهر الجاري تشير إلى أنه يسعى وراء خطة جديدة تهدف إلى خلق حجج تمهد لمزيد من التدخل المباشر على غرار النموذج السوري.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى