تداعيات دعم الإخوان.. كيف انقلبت الشبكات الإرهابية على داعميها؟
تؤكد التطورات المتلاحقة أن سياسة التوظيف الانتهازية للجماعات الإرهابية، التي انتهجتها كل من تركيا وقطر خلال العقد الماضي، بدأت تعود عليهما بنتائج عكسية. فالدولتان اللتان قدمتا المال والملاذ والدعم الإعلامي لتنظيمات الإسلام السياسي، تواجهان اليوم تهديدات متزايدة من نفس الشبكات التي رعتهما.
وبحسب ما نشره موقع “اليوم السابع”، فإن النظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان وفر الحماية لقيادات الإخوان الهاربة، وحوّل أراضيه إلى منصة دعاية وتجنيد ودعم لوجستي للجماعات المتطرفة في المنطقة.
غير أن هذا النهج الذي وُصف بـ”الشيطاني” ارتد عليه، بعدما تحوّل بعض تلك المجموعات إلى خلايا نشطة داخل تركيا نفذت عمليات ضد الشرطة والجيش والمواطنين الأتراك أنفسهم.
ويشير التقرير إلى أن أنقرة تبنت سياسة احتضان الجماعات الإرهابية بدعوى “التحكم فيها” أو “تجنب خطرها”، غير أن هذه المقاربة انتهت إلى نتيجة عكسية؛ إذ تمدد الإرهاب في المجتمع التركي حتى فقدت الحكومة السيطرة على العناصر التي آوتها.
ومع تصاعد العمليات المسلحة داخل المدن التركية، أصبحت البلاد مهددة باضطرابات داخلية عميقة قد تطيح باستقرارها من الداخل.
أما قطر، التي سارت على النهج نفسه، فقد تحولت بدورها إلى ملاذ واسع للعناصر الإخوانية والمتطرفة القادمة من دول عربية عدة.
التقرير يحذر من أن هذه السياسة قد تنقلب على نظام تميم بن حمد في أي لحظة، إذ بدأت مؤشرات التمرد تظهر داخل الدوحة مع بروز خلافات فكرية وتنظيمية بين تلك الجماعات والأجهزة الأمنية القطرية، خصوصاً حول قضايا تتعلق باستضافة كأس العالم 2022 والتناقض بين المتطلبات الغربية والإيديولوجيا الدينية للإخوان.
هذا وتكشف التجربة أن الإرهاب لا يُمكن توظيفه إلى الأبد، وأن الدول التي تتبناه كأداة نفوذ سياسي سرعان ما تصبح ضحية له. فقد ذاقت أنقرة والدوحة مرارة ما زرعتاه، بعدما انقلب السحر على الساحر.







