سياسة

بين المراقبة والتسلل.. إيران تتوجس من استهداف قادتها عبر تقنيات أجنبية


شدد مدير عام مكتب تطوير التكنولوجيا في وزارة الاتصالات الإيرانية، على أن كبار المسؤولين في الدولة والجيش يجب ألا يستخدموا تطبيق “واتساب” إطلاقاً، مشيرا إلى أنه لا مانع للعامة من استخدامه موجهاً رسالة للشعب بعدم تبادل معلومات عائلية أو حساسة من خلاله.

وقال حسين ميثمي في برنامج تلفزيوني بُثّ مساء الأحد، “كبار المسؤولين في الدولة والجيش يجب ألا يستخدموا واتساب على الإطلاق، وبالطبع لا توجد مشكلة في استخدامه من قبل المواطنين، لكن ينبغي اتخاذ الحيطة اللازمة”.

ورغم عدم اعتبار استخدام المواطنين لهذا التطبيق أمراً ممنوعاً، إلا أنه شدّد على ضرورة الامتناع عن تبادل المعلومات العائلية أو الحساسة من خلاله، وفق ما نقلته قناة محلية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، حذر النظام الإيراني المواطنين بأنه يجب عليهم أن يتوقفوا عن استخدام تطبيقات واتساب وتيليغرام وتطبيقات تحديد الموقع الأخرى، قائلا إنها إحدى “الطرق الرئيسية” التي تتبعها إسرائيل لتحديد هوية الأفراد واستهدافهم، بحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية نقلا عن تقرير أمني.

وأضافت الوكالة “في أعقاب الاغتيالات الأخيرة التي نفذها النظام الإسرائيلي، بما في ذلك اغتيال علماء، تشير التقارير إلى أن النظام الإسرائيلي يستخدم تتبع الهواتف المحمولة لاستهداف أشخاص في إيران”.

وأشار التقرير إلى أن استخدام هذه التطبيقات “خطير في ظل هذه الظروف”. كما أمر التقرير المواطنين بإغلاق هواتفهم المحمولة قبل تغيير أماكنهم، مضيفاً “يجب على الناس الامتناع عن اصطحاب هواتفهم المحمولة إلى الأماكن الحساسة”.

ونصح التقرير الأمني ​​الجمهور “وخاصة موظفي المؤسسات الحساسة، باستخدام خطوط اتصالات آمنة وتجنب استخدام برامج غير آمنة”، قائلا إنها إحدى “الطرق الرئيسية” التي تتبعها إسرائيل لتحديد هوية الأفراد واستهدافهم.

ويرى خبراء الأمن السيبراني أن ما تقوم به إيران هو إجراء تقني أمني تقليدي في أنظمة الحكم التي تعيش حالة طوارئ. وترى أن الانترنت المفتوح يشكّل منفذاً لاختراقات استخبارية أو تنسيق عمليات على الأرض، خصوصاً في ظل ظروف الحرب أو التوترات.

لكن شركة واتساب، ردت في بيان سابق إنهم “قلقون من تحذير إيران للمواطنين بالتوقف عن استخدام التطبيق”.

وكانت إيران قد واجهت احتجاجات داخلية متكررة خلال السنوات الماضية، غالباً ما كانت تنفجر شرارتها الأولى على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي كل مرة، كانت الحكومة تلجأ إلى قطع الانترنت أو فرض قيود واسعة، لكن هذه المرة تأتي الاجراءات في سياق مختلف تماماً، إذ تتزامن مع وضع أمني هش، وتزايد التقارير عن شبكات تجسس تعمل لصالح اسرائيل.

وأوضح مصدر في إيران أن “السلطات اكتشفت أن مجموعات واتساب كانت تُستخدم للتنسيق بين عملاء أو لنقل معلومات، ولهذا السبب تحديداً جاء الحجب الصارم، وطلبت وزارة الاتصالات حذفه نهائياً من أجهزة المستخدمين”.

وحظرت إيران الوصول إلى منصات تواصل اجتماعي مختلفة على مر السنين، لكن العديد من الأشخاص في البلاد يستخدمون وكلاء وشبكات افتراضية خاصة “في.بي.إن” للوصول إليها. وقد حظرت واتساب وغوغل بلاي في عام 2022 خلال احتجاجات جماهيرية ضد الحكومة على وفاة امرأة احتجزتها شرطة الأخلاق في البلاد. وتم رفع هذا الحظر في أواخر العام الماضي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى