بعد حزب العمال الكردستاني.. هل تواجه بوليساريو مصير الموت السريري؟

تقيم دعوة عبدالله أوجلان مؤسس وزعيم حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح وحل الحزب، الدليل على أن كافة الحركات الانفصالية بما فيها جبهة بوليساريو، على طريق التفكك، لا سيما في ظل مؤشرات عديدة على دخولها مرحلة الموت السريري، بفعل المتغيرات الدولية وفشل مشروعها، في الوقت الذي نجحت فيه الدبلوماسية المغربية في فرض اعتراف دولي واسع بمبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب كحل وحيد لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء.
وتكبدت بوليساريو العديد من الانتكاسات ما أدى إلى تفاقم عزلتها بعد أن تلاشي مشروعها الانفصالي الوهمي وانفضاض أغلب داعميها من حولها، بينما تقترب المملكة أكثر من أي وقت مضى لحسم قضية الصحراء المغربية.
-
توتر متصاعد.. البوليساريو تهدد موريتانيا بسبب معبر السمارة
-
فيضانات تندوف تكشف تمعُّش بوليساريو من المساعدات الإنسانية
وقارن متابعون بين جبهة بوليساريو الانفصالية وحزب العمال الكردستاني الذي توصل زعيمه بعد عقود من القتال إلى أن إنهاء النزاع هو الحل للوصول إلى السلام، ففي دعوة وصفتها أوساط سياسية بأنها “إعلان تاريخي”، دعا أوجلان إلى إلقاء السلاح وحل الحزب، ما يفتح صفحة جديدة في النزاع الكردي التركي، بينما رحبت رئاسة إقليم كردستان العراق بهذه الخطوة، داعية المقاتلين الأكراد إلى “تنفيذها” ومؤكدة عزمها دعم عملية السلام.
ويرى هؤلاء أن بوليساريو مطالبة بالاستفادة من الدرس الذي خلص إليه أوجلان خصوصا بعد تورطها في الضلوع في أعمال إرهابية تستهدف المدنيين في مناطق عديدة آخرها مدينة السمارة بالصحراء المغربية، فيما تشير تقارير إلى ارتباطها بجماعات متطرفة تنشط في منطقة الساحل والصحراء بهدف زعزعة الاستقرار الإقليمي، بينما تروّج إلى أنها حركة تحرير وطني تسعى إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي.
-
“رايتس ووتش” تكشف انتهاكات بوليساريو وسط تحولات تدعم مغربية الصحراء
-
دور بوليساريو في الإرهاب: خبير مصري يكشف النقاب عن الحقائق
وتدعو مجموعة من المنظمات الحقوقية إلى تصنيف الجبهة “منظمة إرهابية”، خاصة بعد أن باتت تشكل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة ومخيماتها بتندوف والتي تحولت إلى حاضنة إرهابية، بسبب تنامي الاحتقان الاجتماعي نتيجة قمعها للسكان وحرمانهم من أبسط حقوقهم.
وفي ظل اشتداد الخناق على بوليساريو وداعمتها الجزائر، لجأت إلى الجبهة الانفصالية إلى استخدام أساليب الحرب غير المتكافئة داخل المخيمات، حيث وثقت تقارير ارتكابها جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة في حق الفئات الضعيفة وخاصة الأطفال والنساء.
-
مخطط إرهابي مرتبط بالبوليساريو ينهار بتنسيق أمني بين المغرب وإسبانيا
-
يقظة المغرب تفشل محاولة تسلل بوليساريو إلى اجتماع ‘تيكاد’ بوثائق جزائرية
وكان المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب التابع لمعهد “بوتوماك” في واشنطن، قد حذر من التهديد المتنامي للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وعلاقاتها بالمنظمات الإجرامية المحلية، مشيرا إلى تورط أعداد من عناصر جبهة بوليساريو في الإيديولوجيا السلفية، وتحول مخيمات تندوف إلى أحد أهم مراكز الاستقطاب للمقاتلين وخط إمداد لوجيستي لفائدة التنظيم المتطرف، وفق موقع “تليكسبريس” المحلي.
وأكد الناطق باسم أعيان القبائل الصحراوية الركيبي حسنة الإدريسي تزايد انخراط المجتمع الدولي في دعم سيادة المغرب على صحرائه، إلى جانب التأييد الواضح الذي يحظى به من قبل قوى دولية كبرى على غرار الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا وألمانيا، مؤكّدا أن حل الحكم الذاتي ينسجم مع الديناميكية التي أرستها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي تدعو إلى حل سياسي واقعي ومستدام يتجاوز الأطروحات الانفصالية التي عفا عليها الزمن في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة.
-
الجزائر توقف إحصاء تندوف: هل يهدف ذلك لإخفاء فساد بوليساريو؟
-
البوليساريو خارج اجتماعات الاتحاد الأفريقي
ونقل موقع “تليكسبريس عن الإدريسي تأكيده خلال المؤتمر الدولي الثالث للسلام والأمن في الصحراء، الذي انعقد الخميس في لاس بالماس على أن هذا الاعتراف الدولي يكرس تفوق المملكة في حسم قضية النزاع المفتعل لصالحها ويقضي نهائيا على الأوهام الانفصالية.
وحسب المصدر ذاته، ندد الشيخ الصالحي عبدالله، أحد أعيان القبائل الصحراوية، بالمناورات التي تقوم بها بوليساريو والتي لا تخدم سوى عرقلة تطلعات الصحراويين إلى السلام والتنمية ولم الشمل داخل الأقاليم الجنوبية للمملكة، موضحا “على مدى ما يقارب 50 عاما تعمل الجبهة على بث الانقسام وزرع الهشاشة في صفوف الصحراويين عبر الترويج لخطاب العنف”، واصفا الجبهة الانفصالية بـ”الكيان الذي يتم استغلاله لخدمة أجندات خارجية”.
وأضاف أن “جبهة بوليساريو بدلا من الإسهام في إيجاد حل نهائي، يسعى إلى إطالة أمد هذا النزاع المفتعل، مستغلا معاناة سكان مخيمات تندوف لمصالحه الخاصة”.