سياسة

بعد الحرب الطويلة.. صورة الترسانة العسكرية لحماس اليوم


تتداخل الأرقام والتقديرات حول قدرات حماس العسكرية بعد عامين من الحرب، ما يثير تساؤلات حول حجم السلاح الفعلي المتوفر للحركة.

وتشترط إسرائيل إنهاء الحرب المتواصلة منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بنزع سلاح الحركة والسلاح من كل قطاع غزة.

لكن لا حكومة إسرائيل ولا خبراء الأمن فيها يشيرون إلى كمية ونوع هذا السلاح الموجود لدى حماس أو الفصائل الأخرى في القطاع المحاصر، وهو ما يزيد من التساؤلات حول حقيقة القضاء على القوة العسكرية لحركة “حماس”.

قبل بدء الحرب قدّرت إسرائيل عدد مقاتلي حماس في غزة، ما بين 25 ألفا و30 ألفا، وتقول إنها قتلت خلال الحرب أو جرحت ما يزيد على 20 ألفا منهم.

غير أن المحللين العسكريين الإسرائيليين يقدّرون عدد القتلى في صفوف حماس بأنه أقل بكثير.

وبحسب تقديرات مؤسسات حقوقية محلية ودولية فإن ما يزيد على 80٪ من أصل نحو 67 ألفا قتلوا في غزة هم من المدنيين وهو ما يعني أن عدد القتلى من مسلحي “حماس” والفصائل الفلسطينية الأخرى قد يكون بحدود 10 آلاف.

وطوال الحرب نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن جنود، بأنهم نادرا ما كانوا يشتبكون وجها لوجه مع المسلحين الفلسطينيين الذين كانوا يخرجون من فتحات الأنفاق ويطلقون القذائف المضادة للدبابات ويختفون عن الأنظار تحت الأرض.

وتقول إسرائيل إنها قصفت الكثير من الأنفاق في غزة، ولكنها ما زالت غير متأكدة من مدى الضرر الذي لحق بها.

ويشير المحللون العسكريون الإسرائيليون إلى أن حماس اعتمدت بشكل متزايد خلال الحرب على تكتيك حرب العصابات بدلا من الانخراط في مواجهة مباشرة مع الجنود.

قبل الحرب

وقبل الحرب، كانت إسرائيل تردد بأن حماس “هرّبت السلاح من عدد من الدول ولكنها كانت تُنتج ذخائرها بنفسها في مختبرات وورش محلية في غزة”.

ولكن لا توجد دلائل على أن الحركة نجحت في تهريب سلاح بعد الحرب أو أنها تمكنت من تشغيل ورش تصنيع السلاح داخل غزة خلال الفترة نفسها.

وبحسب معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، كانت حماس قبل الحرب عبارة عن “قوة قتالية برية وبحرية، ضمن كتائب وفرق قوامها حوالي 20,000-25,000 مقاتل”.

ولفت إلى أن “هؤلاء المقاتلين بعضهم مُدرّب، ومُجهّز تجهيزا جيدا، ومُدمج في شبكة من أنفاق القتال والقيادة والسيطرة على أعماق مختلفة، وبطول يتراوح بين 500 و700 كيلومتر تقريبا”.

وأضاف: “كانت هذه القوة مُجهزة بعشرات الآلاف من الأسلحة الخفيفة، مثل بنادق كلاشينكوف الهجومية، وبنادق القنص، والرشاشات، وكميات كبيرة من القنابل اليدوية، والعبوات الناسفة، والأجهزة المتفجرة”.

إعادة تصنيع القنابل غير المتفجرة

وكشف المعهد النقاب عن أن “أحد مصادر إنتاج هذه العبوات الناسفة هو ذخائر الجيش الإسرائيلي التي لم تنفجر”.

ومن المعروف أن بعض ذخائر الجيش الإسرائيلي قديمة أو منتهية الصلاحية، حيث يبلغ معدل فشلها حوالي 15%، وفق المصدر.

وتشمل هذه الذخائر أيضا، كميات كبيرة من القنابل “غير المتفجرة” المنتشرة في جميع أنحاء المناطق التي تعرضت للقصف في غزة.

ولإعطاء مثال على ما سبق، يمكن لقنبلة وزنها 750 رطلا (حوالي 340 كلغم) لم تنفجر أن تُسلح كمية كبيرة من الصواريخ”.

وفي هذا السياق، أشار المعهد إلى أن “معظم العبوات الناسفة التي استخدمتها حماس في الحرب صُنعت من ذخائر الجيش الإسرائيلي غير المنفجرة”.

أسلحة حماس

ويشير المعهد الإسرائيلي إلى أن أسلحة حماس تتضمن مجموعة متنوعة من قاذفات صواريخ آر بي جي، وأنواعا مختلفة من صواريخ كورنيت القاتلة، والتي تشكل تهديدا للدبابات والمركبات المدرعة الأخرى 

وقال: “فيما يتعلق بالتهديدات الجوية، تشير التقديرات إلى أنه في بداية الحرب، كان لدى حماس حوالي 18000-30000 صاروخ وقذيفة غير دقيقة. معظمها قصيرة المدى – حتى 10 كلم، ومتوسطة المدى – حتى 40 كلم، وقليل منها طويل المدى – حتى 160-250 كلم”.

“كما تمتلك حماس عددا غير معروف من الطائرات بدون طيار، والطائرات بدون طيار للتصوير أو الهجوم أو الطائرات الانتحارية” بحسب المصدر نفسه.

كيف باتت حماس اليوم؟

وفق المعهد، “تم القضاء على حوالي 75٪ من الكوادر الفوجية، وتدمير المعسكرات والمقرات والورش ومصانع الإنتاج العسكري فوق الأرض وتحتها”. كذلك تم القضاء على سلسلة القيادة إلى حد كبير. 

وأضاف: “كما انخفض إطلاق الصواريخ والقذائف بشكل ملحوظ، وأصبح عشوائيا وعلى نطاق محدود جدا مقارنة ببداية القتال، وذلك بسبب التدمير الممنهج للصواريخ والقذائف والبنية التحتية لإنتاجها، بالإضافة إلى السيطرة الأرضية المحكمة التي تمنع فرق الإطلاق من حرية الحركة”.

ولفت إلى أن قتال حماس ” يُدار حاليا بشكل متقطع، كنوع من الاحتكاك، وغير منظم”.

أما موقع بيز بورتال الإسرائيلي، فذكر أنه قبل الحرب، “كان لدى حماس مخزونا يتراوح بين 10,000 و20,000 صاروخ وقذيفة هاون تقريبا، بما في ذلك صواريخ بعيدة المدى مثل M-75 وR-160، والتي تم إنتاجها بمساعدة إيرانية”، مشيرا إلى أنها أطلقت الآلاف منها على إسرائيل خلال الصراع.

لكنه أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي دمّر جزءا كبيرا من مخزونات حماس الصاروخية ومنشآت إنتاجها، بما في ذلك البنية التحتية تحت الأرض المستخدمة للإنتاج المحلي. مستدركا “ومع ذلك، احتفظت حماس ببعض القدرة على إنتاج صواريخ جديدة”.

وفي هذا الصدد، ذكر أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن حماس ما زالت تمتلك عدة آلاف من الصواريخ، رغم انخفاض وتيرة إطلاقها بشكل كبير جدا في الأشهر الماضية.

سلاح الأنفاق

شبكة أنفاق حماس، المعروفة باسم “مترو غزة”، تُعتبر من أهم قدراتها، حيث قُدِّرت أوليا أن طولها يتراوح بين 400 و500 كيلومتر.

ووفقا موقع بيز بورتال “دمَّر الجيش الإسرائيلي حوالي 65% من الشبكة، بما في ذلك الأنفاق الرئيسية في شمال غزة”.

ومع ذلك، يضيف الموقع “لا يزال حوالي 35% من الأنفاق قيد التشغيل، وقد سُجِّلت إعادة تأهيل جزئي للأنفاق تحت الأرض مما قد يسمح لحماس بمواصلة هجماتها المفاجئة”.

الصواريخ المضادة للدبابات

ويشير الموقع إلى أنه “قبل الحرب، كانت حماس تمتلك مئات الصواريخ المضادة للدبابات (مثل الكورنيت الروسي) والصواريخ المضادة للدبابات”.

لكنه أشار إلى أن كميات كبيرة من هذه الذخيرة قد انتهت.

المُسيرات

وذكر الموقع الإسرائيلي أنه خلال الحرب، “استخدمت حماس طائرات هجومية مُسيّرة ومركبات تحت الماء”.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي دمّر معظمه، إلا أنه لا يزال لديها عشرات الطائرات المُسيّرة البسيطة للاستخدامات الاستخباراتية والهجومية”. بحسب المصدر.

الأسلحة الخفيفة والعبوات الناسفة

يشير الموقع الإسرائيلي إلى أنه لا تزال حماس تُنتج الأسلحة.

ورغم تضرر إنتاجها بشدة، إلا أن الحركة لا تزال تُنتج أسلحة خفيفة وعبوات ناسفة بدائية باستخدام مواد متوفرة في غزة.

ولفت إلى امتلاك مسلحي “حماس” رشاشات متعددة الأنواع.

الكتائب

بحسب الموقع، خسرت حماس معظم كتائبها المنظمة، مشيرا إلى أنه “من أصل 24 كتيبة في بداية الحرب، تمك تدمير 18 كتيبة كقوات منظمة”.

وأمام ذلك، تحولت حماس إلى “تكتيكات حرب العصابات المتمثلة في هجمات مباغتة، وعبوات ناسفة، وهجمات أحادية الجانب بالمتفجرات”.

الخلاصة

وخلُص الموقع إلى أن حماس “ضعفت بشكل ملحوظ من حيث القيادة والسيطرة، وإمدادات الأسلحة، والقدرة الهجومية التقليدية”.

وقد أضرّ فقدان كبار القادة وقادة الكتائب بسلسلة القيادة.

ومع ذلك، لا تزال حماس تُشكل تهديدا، خاصة في ظل تجنيدها آلاف المقاتلين الجدد.

وإضافة لذلك، تُمكّنها الأنفاق المتبقية من الحفاظ على وجودها.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى