بضربة واحدة… السعودية تعزل أهم الأذرع لشبكة تمويل الحوثي الدولية
بضربة واحدة، قامت السعودية بإدراج 25 فردا وكيانا على قوائم الإرهاب. وذلك بعد نحو شهر واحد فقط من عقوبات مماثلة لدولة الإمارات وأمريكا طالت ذات الشبكة الدولية التي تمول مليشيات الحوثي في اليمن.
عقوبات جديدة تشدد الخناق على الشبكة الدولية لمليشيات الحوثي متعددة الجنسيات من جهة، ولإيران الداعمة والممولة لها من جهة أخرى.
ويشير توقيت العقوبات السعودية ضد كبرى القنوات المالية لمليشيات الحوثي إلى أن المملكة التي تقود تحالف دعم الشرعية باليمن بدأت في تفعيل آليات الضغط القصوى.
وهذا لقطع شرايين إمدادات الانقلابيين. ردا على هجماتهم الإرهابية بالتزامن مع دعمها جهود السلام.
وأهمية العقوبات على شبكة الجمل الحوثية المنتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وتمارس البيع غير المشروع للنفظ والبضائع الإيرانية في الخارج في كونها تخنق تجارتها المشبوهة وتوسع من دائرة الملاحقة الدولية، فضلا عن كونه ردعا قويا لكل من تسول له نفسه التعامل معها أو يحذو حذوها.
والشبكة الدولية للحوثيين تدر عشرات الملايين من الدولارات من عائدات تهريب الوقود والمنتجات البترولية للمليشيات الانقلابية والحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس وحزب الله الإرهابي بحسب التقارير الأمريكية والسعودية والإماراتية.
وقامت الخزانة الأمريكية بإدراج الشبكة المؤلفة من أفراد وشركات وسفن للمرة الأولى في يونيو 2021 قبل أن تتسع القائمة الشهر الماضي لتشمل 25 فردا وكيانا بما فيه رئيس الشبكة سعيد الجمل المقيم في إيران.
آنذاك، سددت دولة الإمارات ذات الضربة للشبكة قبل أن تدخل السعودية مؤخرا على خط معركة العقوبات. التي تأتي انتصارا لدبلوماسية الحكمة لدول التحالف العربي على خطى تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية في ظل رفضها لجهود السلام، كان آخرها مشاورات الرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.
وأعلنت رئاسة أمن الدولة السعودية، الخميس، تصنيف 25 اسمًا وكيانًا متورطين في أنشطة تسهيل عمليات تمويل مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا.
في هذا التقرير أهم المعلومات عن الكيانات والأفراد المعاقبة في الشبكة الحوثية الدولية المؤلفة من أفراد وشركات ووسطاء ومكاتب صرافة لتمويل المليشيات الإرهابية باليمن.
سعيد الجمل
حل “سعيد أحمد محمد الجمل” المولود 1979 من منطقة “همدان” بمحافظة صنعاء في رأس قائمة الإرهابيين باعتباره العقل المدبر في هذه الشبكة.
ويحمل سعيد الجمل أسماء حركية عدة لإخفاء هويته منها “أبوعلي”، “أبوأحمد”، لدى تعاملاته وتنقلاته بين اليمن وإيران ولبنان وعدد من الدول التي زرع فيها أذرعه.
وبحسب مصادر يمنية فإن الرجل استقر منذ عام 2009 بالتزامن مع آخر حرب خاضتها مليشيات الحوثي في معقلها صعدة في إيران وشيد أخطر شبكة اقتصادية لتمويل المليشيات الإرهابية.
ونجح الجمل في تكوين خلية من رجال الأعمال وخبراء الشحن يعملون على البيع غير المشروع للبضائع الإيرانية في الخارج وإعادة الأرباح إلى كيانات بما في ذلك الحوثيون في اليمن، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحزب الله وكيانات أخرى، طبقا للمصادر.
عبدالناصر محمود
يصنف “عبدالناصر علي محمود” الذي يحمل الجنسية البريطانية ومولود عام 1977 الشريك الرئيسي للحوثي سعيد الجمل وذراعه الطولى في تحويل الأموال متخذا من تركيا مقرا له في إدارة شركات واسطة وأخرى وهمية كواجهة.
محمود هو ثاني الإرهابيين وأسس انطلاقا من مقر إقامته في إسطنبول شركات استخدمها كغطاء لإخفاء نشاط الإرهابي الجمل ونسق تهريب البتروكيماويات للشبكة وعمل على تسهيل تحويل ملايين الدولارات للحوثيين.
وأبرز هذه الشركات: شركة مساهمة “جي جي أو” لصناعة وتجارة المواد الغذائية، و”أدون للتجارة العامة ذات المسؤولية المحدودة” و”أدون لصناعة وتجارة المواد الغذائية” و”مؤسسة أدون للتجارة العامة”.
هاني أسعد
وهو ثالث الإرهابيين، هو اليمني المقيم في تركيا “هاني عبد المجيد محمد أسعد” ويدير الشؤون المالية لشبكة سعيد الجمل من خلال استخدام حسابات بنكية متعددة لإرسال واستلام مدفوعات بملايين الدولارات.
أسعد المولود 1977، هو خبير ومحاسب مالي فاعل ساهم في تأمين تدفق الأموال للحوثيين وقدم الدعم المادي والمالي لشبكة الجمل الدولية.
الهنديان صبهروال وشيرانجيف
رابع وخامس الإرهابيين، هما الهنديان “شيرانجيف كومار سينج” و”مانوج صبهاروال”، إثر دورهما في تقديم التسهيلات لسفن الشبكة الحوثية وإدارة عملية الشحن.
شيرانجيف، المولود 1979، هو المدير الإداري لشركة أوروم ومقرها الهند وسنغافورة وكذا يدير شركة وهمية أخرى تسمى “بيريدوت للتجارة والشحن ذات المسؤولية المحدودة”، وعمل مع عبدالناصر محمود في تقديم دعم حاسم للسفن النفطية للشبكة الدولية.
أما الآخر “صبهاروال”، هو خبير شحن بحري، ويدير وينسق عمليات الشحن للشبكة الدولية الحوثية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا ويقدم المشورة للجمل بشأن تهريب المنتجات النفطية الإيرانية.
اليمني عبده دائل
الإرهابي السادس، “عبده عبدالله دائل أحمد”، المولود عام 1979 في المخا غربي محافظة تعز اليمنية، غادر البلاد منذ 20 عاما وكان نشاطه يتركز في بادئ الأمر في استيراد السكر والدقيق عبر ميناء الحديدة قبل أن توكل له مليشيات الحوثي مهمة غسل الأموال الخاصة بشبكة التجارة الدولية التابعة لسعيد الجمل.
وفقا للمصادر فإن تجارة الأخوان “دائل” ما هي إلا غطاء للأنشطة غير المشروعة والتهريب العابر للحدود الذي مارسه كواحد من أذرع شبكة سعيد الجمل في استيراد البضائع إلى اليمن بهدف نقل الأموال للحوثيين.
وتشير الخزانة الأمريكية إلى أن “عبده دائل”، وشركته الفلك ومقرها خارج اليمن، ساعدت شبكة الجمل في غسل وتحويل ملايين الدولارات لدعم مليشيات الحوثي، فيما حولت شركة “معاذ دائل للاستيراد والتصدير” ومقرها اليمن أكثر من 10 ملايين دولار إلى الجمل.
اليوناني ستافريديس
سابع الإرهابيين، هو رجل الأعمال اليوناني “كونستانتينوس ستافريديس” المولود 1949. حيث استخدم شركة مملوكة له تحت اسم “فاني أويل” في شراء النفط الإيراني من شبكة الجمل ثم تم إرسال عائدها لمليشيات الحوثي الإرهابية فضلا عن إنشاء مستندات شحن مزورة في بيع وشحن الوقود بملايين الدولارات.
الصومالي جامي علي
حل رجل الأعمال الحوثي “جامي علي محمد”، صومالي الجنسية، من مواليد 1980، في المرتبة الثامنة للإرهابيين.
وساعد جامي منذ عام 2017 سعيد الجمل في شراء السفن وتسهيل شحنات الوقود الإيرانية وتحويل الأموال لصالح الحوثيين، وبحسب واشنطن يعد جامي عضوا بارزا “ومساعدا في الحرس الثوري الإيراني”.
السوريان الروي والملاح
في المرتبة التاسعة والعاشرة للإرهاب حل السوريان “طالب الراوي” و”عبدالجليل الملاح”، إثر إرسالهما ملايين الدولارات لضباط الحرس الثوري الإيراني المنتشرين في اليمن عبر شركة سويد وأولاده للصرافة وذلك عبر توجيهات من سعيد الجمل .
ويقيم “طالب علي حسين الأحمد الراوي”، المولود في 1973 ببلدة البوكمال السورية حاليا في إسطنبول، فيما يقيم “عبدالجليل الملاح” المولود عام 1975 في اليونان.
وفيما سهل “الملاح” مع سعيد الجمل في شحن النفط الإيراني إلى سوريا وإرساله بقيمة ملايين الدولارات إلى حزب الله الإرهابي، عمل “الراوي” مع الجمل لتحويل ملايين الدولارات من مشتريات مجموعة القاطرجي الإيرانية إلى شركة سويد وأولاده في اليمن، وفق ما نشرته الخزانة الأمريكية.
أهم الكيانات
أورم شيب مانجمنت
هي شركة شحن ومقرها الهند وسنغافورة ويديرها الهندي “شيرانجيف”، ووفق الخزانة الأمريكية فإنها حققت أرباحًا بملايين الدولارات أثناء إدارة السفن التي تنقل النفط إلى الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، كما قام موظفوها برشوة السلطات لتجاهل أنشطة التهرب من العقوبات التي تقوم بها السفن في شبكة الجمال.
غرانتي لتجارة الذهب والمجوهرات الخارجية
شركة مقرها تركيا سهلت صفقات بملايين الدولارات لشبكة الجمل وعمليات الشحن وتحويل الأموال.
العالمية للصرافة والتحويلات
وهي إحدى شركات الصرافة التي توسع نشاطها بشكل لافت مؤخرا من خلال فروعها في صنعاء ووكلائها في المحافظات اليمنية وخارج البلاد، وترتبط العالمية إكسبريس بأنظمة تحويل تابعة لمصارف كبيرة.
واستخدمت مليشيات الحوثي العالمية للحصول على التمويلات والتهرب من العقوبات وتحويل عشرات الملايين من الدولارات للحوثيين والجمل.
الحظاء للصرافة
وشركة الحظاء للصرافة وفرت باكرا لمليشيات الحوثي الدعم المالي من خلال تسييل بضائع إيرانية كانت تصل إلى صنعاء وتورد قيمتها للحوثيين.
وأوضحت المصادر أن شركة الحظاء المعاقبة كانت تمرر حوالات مالية لقيادات حوثية في عدد من محافظات الشمال وصعدة دون وثائق وبأسماء وهمية عوضا عن تسهيلاتها للمليشيات من خلال القيادي الحوثي النافذ “حسن الصعدي” الذي يشغل حاليا الملف الاقتصادي للمليشيات الانقلابية الإرهابية.
سويد وأولاده للصرافة
وتعد “شركة سويد للصرافة” إحدى كبرى شركات الصرافة في اليمن وأكثرها حيازة للعملات الأجنبية بموجب تسهيلات خاصة تحصل عليها من مليشيات الحوثي وشبكة إرتباطات مالية في كل اليمن .
تأسست شركة سويد للصرافة 1991، لكنها مؤخرا صارت أهم شركة توفر سيولة مالية من العملات الأجنبية للمستوردين كما أنها تمنح المستوردين بما فيهم تجار النفط تسهيلات كبيرة لا يجدونها لدى شركات أخرى، وفق رجل أعمال يمني تحدث لـ”العين الإخبارية”
وتملك الشركة 67 نقطة خدمة ووكيل مصرفي في عدد من الدول العربية وأوروبا وآسيا ونحو ألف نقطة خدمة ووكيل مالي في اليمن، وتعمل “سويد” كقناة دعم رئيسية استهدفت إيصال ملايين الدولارات للمليشيات الحوثية مقدمة من الحرس الثوري الإيراني، طبقا لذات المصدر.
مؤسسة فاني لتجارة النفط
طالت العقوبات السعودية وقبلها الإماراتية والأمريكية شركة “فاني أويل” النفطية والتي تورطت في إنشاء مستندات شحن مزورة لتسهيل بيع وشحن بنزين بقيمة عشرات الملايين من الدولارات لشبكة الجمل.
تتبع الشركة رجل الأعمال اليوناني “كونستانتينوس ستافريديس” والذي استخدمها في شراء البنزين من شركة الجمل وتم إرسال عائداته في النهاية إلى الحوثيين.
سفن الشبكة
حددت العقوبات سفينتين مملوكتين لشبكة سعيد الجمل وعبدالناصر محمود الأولى سفينة “تريبل سكسيس” والثانية “سفينة لايت مون”. وتم استخدامها في شحن المنتجات البترولية بشكل غير قانوني، وفقا لما نشره الجانب الأمريكي من معلومات عنهما.
وفإن العقوبات الجديدة جاءت بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد هذه الأسماء والكيانات المتورطة بأنشطة “تسهيل عمليات تمويل مليشيات الحوثي الإرهابية. بدعم من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، كشبكة دولية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في اليمن” بحسب بيان عن رئاسة أمن الدولة السعودية.
ونص القرار على تجميد جميع الأموال والأصول التابعة للشبكة الدولية، كما يُحظر القيام بأي تعاملات مباشرة أو غير مباشرة معهم أو لصالحهم أو نيابة عنهم، من قبل المؤسسات المالية والمهن والأعمال غير المالية المحددة وكافة الأشخاص الاعتباريين والطبيعيين، وستُتخذ الإجراءات النظامية بحق كل من تثبت علاقته بالأفراد والكيانات الـ25 ضمن شبكة الجمل.