متابعات إخبارية

بسبب هجمات البحر الأحمر.. إسرائيل تفقد أحد أهم موانئها الاستراتيجية


أعلن ميناء إيلات الإسرائيلي توقفه عن العمل بداية من الأحد المقبل، بسبب إفلاسه وعجزه عن سداد ديونه إثر انخفاض حاد في إيراداته جراء حصار بحري تفرضه جماعة الحوثي اليمنية، وفق إعلام عبري.

ويعتبر البعض أن ميناء إيلات، وهو المنفذ البحري الوحيد لإسرائيل على البحر الأحمر، الذي كان يرمز للتوسع الإسرائيلي نحو الشرق، أصبح الآن شاهدًا صامتًا على إخفاقات الحكومة الإسرائيلية في مواجهة التهديدات.

وأجبر توقف الملاحة عبر البحر الأحمر وباب المندب السفن المتجهة إلى إسرائيل على الالتفاف حول إفريقيا (رأس الرجاء الصالح)، فيما زاد هذا المسار البديل في وقت الإبحار بما بين 17 إلى 22 يومًا، مما رفع تكلفة الشحن وأسعار البضائع، وتسبب في تأجيل العديد من الصفقات التجارية.

وأعلن ميناء إيلات إفلاسه بعد توقفه شبه الكامل لأشهر، حيث انخفض النشاط التجاري فيه بنسبة تصل إلى 85 بالمئة بسبب التراجع الحاد في حركة الشحن، ما أدى إلى خسائر فادحة للمنشأة، ودفع إدارتها لطلب مساعدات مالية من الحكومة الإسرائيلية لتغطية نفقاته وتجنب الإغلاق النهائي.

وقالت القناة “12” الإسرائيلية الخاصة إن “بلدية إيلات اضطرت إلى الحجز على حسابات الميناء بسبب ديون مستحقة، وبالتالي ستُغلق أبوابه ابتداءً من الأحد”.

وأضافت أن الديون تبلغ نحو 10 ملايين شيكل (حوالي 3 ملايين دولار)، وتراكمت على الميناء نتيجة عدم دفع الضرائب للبلدية.

وزادت أن “المستحقات تراكمت على الميناء نتيجة الانخفاض الحاد في إيراداته”، جراء ما أسمته “النشاط العدواني للحوثيين في البحر الأحمر”. وأردفت أنه بسبب هذه الهجمات “تحولت إلى ميناءي أشدود وحيفا، على البحر المتوسط، السفن التي كانت تصل إلى إيلات”.

ونتيجة للشلل التام، أعلنت إدارة الميناء عزمها تسريح نصف موظفيها (حوالي 60 موظفًا من أصل 120)، مما يعكس حجم الأزمة المالية التي يواجهها.

وحسب البيانات المالية للميناء، بلغت إيراداته في 2024 نحو 42 مليون شيكل فقط (12.52 مليون دولار)، مقارنة بحوالي 212 مليون شيكل (63.19 مليون دولار) في 2023، بانخفاض قرابة 80 بالمئة، وفق القناة.

وحتى بداية الحرب على غزة، كان النشاط الرئيسي للميناء هو استيراد السيارات، حيث تم فيه تفريغ نصف المركبات المستوردة، إضافة إلى تصدير الأسمدة والمعادن، كما يوجد فيه خط أنابيب “إيلات ـ عسقلان”، لنقل النفط الخام من ميناء إيلات إلى ميناء عسقلان على البحر المتوسط.

ويشن الحوثيون هجمات السفن التابعة لإسرائيل وتلك المتوجهة إليها بذريعة التضامن مع غزة التي تئن تحت وطأة حرب تشنها الدولة العبرية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وعلى الرغم من تشكيل تحالفات دولية بقيادة الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر، إلا أن هجمات الحوثيين استمرت، مما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي الإقليمي والعالمي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى