سياسة

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: تكلفة إعادة إعمار غزة قد تتجاوز 70 مليار دولار


في تقريرٍ جديدٍ يكشف عمق المأساة الإنسانية والاقتصادية التي خلّفها العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، قدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) تكلفة إعادة إعمار القطاع بنحو 70 مليار دولار أميركي، في واحدة من أعلى الفواتير لإعادة الإعمار في التاريخ الحديث.

ويأتي هذا التقدير بعد مرور عامٍ على الحرب المدمّرة التي حوّلت أجزاء واسعة من غزة إلى أنقاض، حيث تضرّرت أكثر من 70% من البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل، والمستشفيات، والمدارس، وشبكات المياه والكهرباء، فضلاً عن توقف معظم الأنشطة الاقتصادية والخدمية.

دمار شامل وبنية تحتية منهارة

يشير التقرير إلى أنّ حجم الدمار في غزة غير مسبوق مقارنة بالحروب السابقة على القطاع، إذ تسببت الغارات الجوية والقصف المدفعي في تدمير ما يزيد على 350 ألف وحدة سكنية، بينها عشرات الآلاف لم تعد صالحة للسكن إطلاقاً. كما تضررت شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي بشكل كبير، مما جعل إعادة الإعمار عملية معقدة تحتاج إلى سنوات طويلة وجهود دولية منسّقة.

وبحسب التقرير، فإن إعادة بناء المساكن وحدها قد تتطلب أكثر من 20 مليار دولار، في حين ستحتاج قطاعات التعليم والصحة والمياه إلى حوالي 15 مليار دولار إضافية لإعادتها إلى الحد الأدنى من التشغيل.

اقتصاد مشلول ومعدلات فقر قياسية

أوضح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الاقتصاد الغزي يواجه حالة “شلل شبه كامل”، بعد أن فقد أكثر من 80% من قدرته الإنتاجية، حيث توقفت الأنشطة الصناعية والزراعية والتجارية نتيجة الحصار والإغلاق الكامل للمعابر.

كما ارتفعت معدلات الفقر إلى أكثر من 90% من السكان، فيما تجاوزت البطالة 80%، وهو ما يجعل إعادة الإعمار لا تقتصر على إعادة المباني، بل تشمل إحياء حياة كاملة ومجتمع مدمَّر.

نداءات دولية للتمويل وإزالة القيود

ودعا البرنامج إلى إنشاء صندوق دولي خاص لإعادة إعمار غزة، بإشراف الأمم المتحدة والجهات المانحة، لضمان وصول المساعدات بشكل فعّال وشفاف، مشدداً على أن أي عملية إعمار لن تنجح ما لم تُرفع القيود المفروضة على دخول المواد وحرية الحركة.

كما أشار التقرير إلى أن تأخر الإعمار يعني استمرار الأزمة الإنسانية، خاصة مع تزايد أعداد النازحين الذين يفتقرون لأبسط مقومات الحياة في المخيمات المؤقتة.

رسالة إلى المجتمع الدولي

وحذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أن تجاهل مأساة غزة سيؤدي إلى كارثة إنسانية طويلة الأمد، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري ليس فقط لتوفير التمويل، بل أيضاً لدعم حل سياسي شامل يضمن عدم تكرار المأساة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى