بدل الحماية المفرطة.. كيف يساعد نهج الاستقلالية في تخفيف قلق الأطفال والمراهقين؟
تشهد معدلات القلق والاكتئاب بين الأطفال والمراهقين في العالم ارتفاعًا مستمرًا، فمنهم من يشعرون بأعراض القلق وآخرون بالاكتئاب، ومنهم من يحاولون جديًا في الانتحار.
ورغم توافر العلاج النفسي بشكل أوسع اليوم، لا تزال مشاكل الصحة النفسية في ارتفاع. وأحيانًا، قد يفاقم العلاج النفسي التقليدي بعض المشكلات، إذ يمكن أن يؤدي التركيز المستمر على المشاعر والأفكار الذاتية إلى زيادة الانشغال بالذات، في حين أن التهوين أو التنفيس عن المشاعر قد يجعل الشخص يشعر بالسوء أكثر.
العلاج بالاستقالية
وبحسب موقع “سايكولوجي توداي” يعد العلاج السلوكي المعرفي، وبالأخص العلاج بالتعرض، المعيار الذهبي لعلاج القلق، لكنه قليل الاستخدام بين المعالجين، خاصة مع الأطفال، بسبب رغبة المعالجين والآباء في تجنب شعور الطفل بعدم الراحة.
وفي هذا السياق، طور الدكتور كاميلو أورتيز، أستاذ علم النفس السريري، علاجًا جديدًا للأطفال المصابين بالقلق يُعرف باسم “العلاج بالاستقلالية”، ويعتمد على منح الأطفال فرصة لاتخاذ قرارات صغيرة بمفردهم، مثل ركوب الحافلة بمفردهم أو خبز شيء دون إشراف، ليواجهوا المخاطر البسيطة ويختبروا الفشل والنجاح بأنفسهم. وهذه التجارب الواقعية تُعد “تعرضًا خفيًا” للمخاطر وعدم اليقين، دون أن يشعر الأطفال بأنها علاجية.
وتشير الدراسات الأولية إلى أن ممارسة الأطفال لأنشطة الاستقلال اليومية يمكن أن تخفض مستويات القلق خلال أسبوعين فقط، أسرع من معظم أدوية القلق أو العلاج السلوكي التقليدي. ويؤكد أورتيز أن الأطفال يحتاجون لممارسة الحياة الحقيقية، حيث يخطئون ويصيبون ويواجهون مشاكل دون تدخل الكبار، لبناء الثقة بالنفس والقدرة على التعامل مع تحديات الحياة.
وفي النهاية، بدلًا من الإفراط في الحماية، يحتاج الأطفال إلى تجارب واقعية وصغيرة من الاستقلالية لمواجهة الحياة، فالسقوط والفشل جزء من النمو، والاعتماد على النفس هو الطريق لبناء المرونة والثقة.







