باريس تزيد الضغوط على لبنان لإبعاد حزب الله عن الحدود الإسرائيلية
تؤدي وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الجمعة زيارة إلى لبنان تزور خلالها الكتيبة الفرنسية في قوّة الأمم المتّحدة المؤقتة في جنوب لبنان “اليونيفيل”، وفق وسائل إعلام لبنانية، فيما يبدو أنها تهدف إلى التمهيد لزيارة مرتقبة للرئيس إيمانويل ماكرون إلى بيروت، بالتزامن مع مساعي باريس التي تدعم مخطط إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان، في سياق الضغط الذي تمارسه إسرائيل التي تتمسك بإبعاد حزب الله من الحدود قبل إعادة عشرات الآلاف من مستوطنيها الذين أجلتهم خلال الاشتباكات مع الجماعة اللبنانية.
وأشار موقع “الجديد” اللبناني إلى أن ماكرون سيزور لبنان في 21 ديسمبر/كانون الأول في زيارة تستغرق يومين للاحتفال بعيد الميلاد مع الكتيبة الفرنسية العاملة ضمن قوات “اليونيفيل” كما سيجري لقاءات مع عدد من مسؤولي البلاد.
وكانت كولونا قد دعت خلال زيارتها الأخيرة إلى بيروت في 16 أكتوبر/تشرين الأول السلطات اللبنانية إلى تكثيف جهودها لمنع جرّ البلاد إلى حرب، قائلة “لا ينبغي على أي مجموعة أن تستغل الوضع”، مشيرة إلى الأزمات المتراكمة التي يعاني منها البلد.
وتقود باريس جهودا لإقناع قادة لبنان بضرورة إنشاء منطقة عسكرية جنوب الليطاني وأرسلت خلال الآونة الأخيرة وفدا يترأسه برنار إيمييه مدير المخابرات الفرنسية طرح حزمة من المقترحات لإبعاد حزب الله من الحدود، بينما أثارت زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الأخيرة إلى البلاد جدلا واسعا باعتباره ركّز مباحثاته على هذه النقطة على حساب أزمة الشغور الرئاسي، فيما ذهب بعض المتابعين إلى القول إنه “مكلفّ” بمهمة تنفيذ المخطط الإسرائيلي.
وتراهن إسرائيل على باريس للضغط على المسؤولين اللبناني بهدف إنهاء وجود حزب الله على الحدود، فيما لوّح لودريان بتطبيق القرار 1701 بالقوة عبر تعديله في مجلس الأمن أو اللجوء إلى الفصل السابع لفرضه وإنشاء المنطقة العازلة.
وأفادت صحيفة “الأخبار” اللبنانية نقلا عن مصادرها بأن مستشار الرئيس الأميركي لأمن الطاقة عاموس هوكشتين دخل على خط الوضع على الجبهة اللبنانية، موضحة أن تحرك الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل يعكس تخوفه من انهيار الاتفاق في حال اندلعت حرب بين الدولة العبرية وحزب الله.
ويذهب هوكشتين أبعد من تعديل القرار 1701، إذ يقترح تثبيت ملكية لبنان للنقطة ب 1 الواقعة في خليج الناقورة على أن تكون منطلقا لترسيم الحدود البرية وحل النقاط المتنازع عليها التي سجّلها لبنان رسميا على ما يعرف بـ”الخطّ الأزرق” الذي حدّدته الأمم المتحدة عام 2000 وانسحاب إسرائيل من الشطر اللبناني لقرية الغجر ومزارع شبعا وتسليمها إلى قوات دولية باعتبارها متنازعا عليها، وفق المصدر نفسه.
ويرى الوسيط الأميركي أن “استكمال الترسيم البحري بترسيم بري هو الحل الواقعي الذي يلبّي كل المطالب لإنهاء الصراع بين حزب الله وإسرائيل”.
وكان وزير الدفاع الإسرائلي يوآف غالانت توعّد الأسبوع الماضي بإبعاد حزب الله اللبناني إلى ما وراء نهر الليطاني سواء بالطرق السياسية أو العسكرية، مؤكدا أن نحو 80 ألف إسرائيلي يعيشون على بعد 9 كيلومترات من الحدود وتم إجلاؤهم مع اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لن يعودوا إلى منازلهم قبل استتباب الأمن في المنطقة.