بأوامر إيرانية.. حماس تعود إلى أحضان الأسد
برعاية إيرانية وإشراف من حزب الله وبعد سنوات من “القطيعة” بين حركة حماس والنظام السوري، عادت العلاقات بينهما.
معلنًا طي صفحة الماضي حطّ وفد من حركة حماس أمس في دمشق، وبدء عهد جديد في العلاقات مع النظام السوري. كما أنه لم يُسجَّل لقاء منفرد علنيّ بين ممثّلي الحركة والأسد على هامش الاجتماع الموسّع. إلا أنّ وفد حماس كان له لقاءات أخرى مع المسؤولين السوريين تناولت الخطوات المستقبلية.
طيّ صفحة الماضي
أكد خليل الحية، رئيس وفد حماس، أنّ ما جرى أمس سيجبّ كلّ ما قبله من منغّصات وتوتّرات بين الجانبَين، وأفادت مصادر مطّلعة بأنّ “خطوات بناء الثقة تسير بشكل ثابت”. وستستمرّ في تقدّمها “وصولاً إلى إعادة افتتاح مكتب للحركة في سوريا”.
وكشف القيادي في حركة حماس خليل الحية في تصريحات صادمة أن تركيا شجعت الحركة على إعادة علاقاتها مع سوريا، خاصة أن أنقرة حتى اللحظة تسير في طريق إعادة علاقاتها مع النظام السوري.
وأوضح الحية في مؤتمر صحفي عقده في دمشق بعد اللقاء قائلاً: “أعلمنا الدول التي على علاقة معنا بقرارنا تجاه عودة العلاقات مع سوريا”. مضيفاً أنّ “القرار اتخذته حماس بمفردها، ولم نستشر أحداً، ولم نكن لنتراجع لو رفض أيّ طرف ذلك”.
وأكد الحية أنّهم اتفقوا مع الأسد على طيّ صفحة الماضي، مشدداً “على صوابية قرار الحركة باستئناف علاقاتها مع سوريا”، بعد نحو (10) أعوام من توتر العلاقات بين الجانبين. وقال الحية: “اللقاء مع الرئيس الأسد ردّ طبيعي على مشروع الاحتلال الذي يستهدف تفتيت أمتنا”. مضيفاً: “نحن متفقون مع الرئيس الأسد على طيّ صفحة الماضي”.
خطورة “الترضيات”
ومن جانبه لم يعلّق النظام السوري على الزيارة الأولى من نوعها منذ عشر سنوات، إلا أن وسائل إعلام مقربة من نظام الأسد، وجهت انتقادات لاذعة لـ”حركة حماس”. حيث وصفت خطوة التقارب مع النظام السوري وعودة العلاقات بأنها جاءت بضغوط من الجناح المقاوم وليس الجناح الإخواني.
ويرى مراقبون أن الخطوة الأخيرة أكدت أن حركة حماس أضافت الرئيس السوري إلى قائمة الذين تسعى لاسترضائهم، وهي قائمة موسعة تشمل إضافة إلى سوريا كلاً من إيران وتركيا. ما يجعل علاقاتها الخارجية مبنية على التناقضات وتعدد الولاءات والترضيات. في حين أنّها غير مهتمة باسترضاء الفلسطينيين من بقية الفصائل، ولا بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
وحسب مصادر مطلعة، فإن حماس تريد توسيع دائرة الترضيات بشكل يبدو أكثر صعوبة, بسبب تناقض الأجندات بين حلفائها؛ ما يدفعها إلى الإدلاء بالتصريحات التي تشيد بكل دولة على حدة، وهو أمر لا يمكن أن يستمر طويلاً. خاصة أنّ كل حليف من حلفائها يريد استثمار هذه العلاقة لصالحه وتوظيفها في أجنداته، كما أنّ الاستمرار على هذا النهج قد يقسّم الحركة إلى “حماسات” متعددة، وكلّ فصيل يرتبط بجهة خارجية، ولا تريد الحركة أيضاً إغضاب تركيا التي تقود الإسلام السياسي الإخواني الذي تنتمي إليه “حماس” واقعياً، حتى وإن نفت أنّها جزء منه، وهي تراعيه في تحركاتها ومواقفها.
ابتزاز إيراني
في السياق ذاته، يرى مصطفى الصوّاف، المحلل السياسي الفلسطيني أن حركة “حماس” أو القيادة المتمثلة بها تم إجبارها. أو حتى ابتزازها بشكل صريح، من إيران وحزب الله، بشرط إعادتها إلى محور المقاومة المزعوم. ودفعها دفعًا لتعيد العلاقات مع نظام الأسد.
وأشار المحلل السياسي أن خطوة حماس التصالحية تجاه سوريا تهدف إلى خلق أرضية جديدة للحركة. مضيفًا: “أعتقد أن معظم المناطق التي تتواجد فيها الحركة، بما في ذلك تركيا. بدأت تضيق عليها، وبالتالي فإنها تسعى لإيجاد أرضية أخرى يمكنها مواصلة العمل منها”.