انحسار حرب غزة يضع الحوثي أمام استحقاقات الداخل

مع هدوء الأوضاع في غزة تجد مليشيات الحوثي نفسها في مواجهة تحديات الداخل، من دون أوراق تذكر.
ووضعت الحرب في غزة أوزارها باتفاق طرحته أمريكا ودعمته بقوة. لتنهي مأساة غزة التي سعت مليشيات الحوثي لاستغلالها على ما يرى مراقبون.
وتعرضت مناطق سيطرة الحوثيين لضربات إسرائيلية وأمريكية وبريطانية خلال العامين الماضيين. بعدما شنت هجمات على الملاحة الدولية وفي إسرائيل.
وقالت مليشيات الحوثي، أمس الخميس، إنها استخدمت في هجماتها على إسرائيل وسفن الشحن نحو 1835 صاروخا باليتسيا وطائرة مسيرة. وزورقا حربيا ضمن عملياتها لما أسمته “معركة إسناد غزة”.
-
الحوثيون يوظفون القاعدة وداعش لتعزيز نفوذهم الأمني
-
161 ألف انتهاك في 11 عاماً.. سجل أسود يفضح ممارسات الحوثيين
انكشاف
ورأى رئيس الدائرة الإعلامية في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية اليمنية محمد أنعم أن “مليشيات الحوثي تعيش حالة صدمة (بعد نهاية الحرب في غزة) .فقد سقوط ورقة طالما تاجرت بها للتعمية على أزمات الداخل”.
وأوضح أنعم في حديثه، أن “مليشيات الحوثي كانت تتخذ حرب غزة ورقة للمتاجرة بالقضية الفلسطينية والتهرب من استحقاقات السلام ومطالب الشعب اليمني”.
وأضاف أن المليشيات “استغلت حرب غزة كذريعة لقمع الشارع اليمني بتهم العمالة لأمريكا واسرائيل ولهذا هي أكثر طرف سوف يتضرر من إيقاف حرب غزة”.
-
غزو عقاري في قلب العاصمة… كيف يقترب الحوثي من ممتلكات صنعاء؟
-
اليمن يدفع الثمن.. مقامرة الحوثي مع إسرائيل تدخل مرحلة الخطر
وقال إن “هجمات مليشيات الحوثي لم تكن سوى مجرد ضجيج ولم تلحق بإسرائيل أي ضرر”. مشيرا إلى “تعرض اليمن بسبب طيش الحوثي .وممارسته لتدمير بنيته التحتية كما هو حال ميناء الحديدة ومساكن المدنيين فيما أفلت زعيم المليشيات وقيادته من دفع الثمن”.
وعن السيناريوهات المحتملة بعد انتهاء حرب غزة. قال أنعم إن ذلك” يضع مليشيات الحوثي أمام استحقاقات داخلية ومطالب شعبية ويزيح الغطاء الذي استغلته المليشيات ذريعة لهجماتها على سفن الشحن وتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة إيرانية”.
-
الحديدة تحت النار… إسرائيل تشن هجمات على ميناء الحوثي الحيوي
-
بالسفن والحاويات.. جهود الرقابة تكشف تسلل أسلحة الحوثي إلى اليمن
وتعد طهران الداعم الرئيسي لمليشيات الحوثي في الإقليم.
وأشار إلى أن “مليشيات الحوثي كانت تنفذ أعمال القرصنة في البحر الأحمر بدعوى ارتباط السفن بإسرائيل لكن في الوقع كان الأمر يتعلق بتخفيف الضغط عن طهران”.
وفسر أنعم إعلان الحوثي نهاية الهدنة مع واشنطن باستشعار المليشيات خطر انكشافها داخليا.
-
تصعيد جديد.. الحوثيون ينهون تفاهمات وقف الهجمات ضد أمريكا
-
إسرائيل تراقب الحوثيين عن كثب.. تنامي القوة العسكرية يثير القلق
مأزق سياسي
من جانبه، يعتقد المحلل السياسي هائل الشارحي أن “توقف الحرب في غزة سيضع المليشيات في مأزق سياسي وإعلامي يفقدها الذريعة. التي استخدمتها سابقا لتغطية تحركاتها خدمة لأجندة طهران”.
ورأى الشارحي في حديثه، أن انتهاء حرب غزة يضع المليشيات أمام انكشاف سياسي حقيقي بوصفها ذراعا ضمن مشروع توسعي إقليمي. لا فصيل يحمل مشروعا لنهضة اليمن.
وتوقع المحلل السياسي أن تتجه المليشيات لافتعال توترات عسكرية في السواحل الغربية لليمن لجعلها بؤر تهديد للملاحة في باب المندب والبحر الأحمر. مشيرا إلى أن انتهاء الحرب سيجبر الحوثيين على إعادة تموضع تكتيكي للحفاظ على دورهم الإقليمي.
وعن السيناريوهات المحتملة لردة فعل الحوثي بعد انتهاء حرب غزة. توقع الشارحي أن ينتقل التصعيد إلى الجبهات الداخلية، تحت شعار “حماية السيادة”، مع استمرار تنفيذها هجمات محدودة على الملاحة الدولية عقب استكشافها قيمة ورقة البحر الأحمر وأهميته لابتزاز المجتمع الدولي.