المقداد في تونس… إحياء العلاقات بعد سنوات من الجمود
صرح الرئيس التونسي قيس سعيد الثلاثاء خلال لقائه بوزير الخارجية السوري فيصل المقداد في قصر قرطاج. إن بلاده حريصة على استئناف السير الطبيعي للعلاقات والتعاون الثنائي مع سوريا.
ووفق بيان نشرته صفحة الرئاسة التونسية على حساباتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي. أكد سعيد على “حرص تونس الثابت على استئناف السير الطبيعي لروابط الأخوة والتعاون المتينة والتاريخية القائمة بين تونس وسوريا”.
وأشار إلى “ما يجمع تونس بسوريا من قواسم حضارية وثقافية وإلى ما يحدوهما من عزم مشترك على إعطاء دفع جديد للعلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى أعلى المستويات ورفع كلّ التحديات من أجل تحقيق تطلعات الشعبين”.
قال المقداد إن “القرارات الجريئة والشجاعة التي اتخذها الرئيس سعيد لا تعبر فقط عن إصرار وعزيمة من أجل توحيد جهود الأمة العربية لمواجهة التحديات التي يتعرض لها الجميع لكنها تعبر بشكل دقيق عن الإيمان بالحاضر والمستقبل”، مضيفا “نحن في سوريا مرتاحون جدا للعلاقات التي ربطت بين البلدين”.
وتابع “هناك سفير سوري جديد (لدى تونس) وافقت عليه دمشق. وسنقوم خلال الأيام القادمة بفتح سفارتنا (في تونس) بعد تفقدها وإرسال كادر دبلوماسي جديد”.
ووصل وزير الخارجية السوري إلى تونس قادما إليها من الجزائر وكان قبلها قد زار السعودية، في إطار جولة خارجية تعتبر الأولى لدول عربية منذ بدء النزاع في مارس 2011 ومنذ تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية في العام التالي.
وتشهد المنطقة العربية حراكا دبلوماسيا مكثفا محوره سوريا باستثناء قطر التي تعترض على عودة سوريا للحضن العربي في موقف يتناقض مع الاجماع العربي لاعادة تصحيح مسار العلاقات السورية العربية.
وفي 3 أبريل الجاري، أمر الرئيس التونسي بتعيين سفير لدى دمشق بعد انقطاع العلاقات بين البلدين لأكثر من 10 سنوات. وذلك بعد أسابيع من اعتباره أن “قضية النظام السوري شأن داخلي يهم السوريين بمفردهم”.
وتعدّ زيارة المقداد أول زيارة يجريها مسؤول في النظام السوري إلى تونس منذ قطع العلاقات بين البلدين في فبراير 2012 في عهد الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي الذي تولى السلطة بتوافق مع الإسلاميين ممثلين في حركة النهضة الإسلامية.
ويواجه أعضاء في الحركة الإسلامية في تونس رسميا اتهامات بالتورط في تسفير جهاديين لسوريا حين كانوا في السلطة. وبعضهم موقوف على ذمة تحقيقات يقودها القطب القضائي لمكافحة الإرهاب.
ومن شأن عودة العلاقات التونسية السورية إلى طبيعتها أن تحرك هذا الملف وهو واحد من أعقد الملفات التي أمر الرئيس التونسي قيس سعيد بمتابعته بعد أن جمدت العديد من القضايا في عهد وزير العدل السابق والقيادي في حركة النهضة نورالدين البحيري.
وفي عام 2015 وبعد تولي الباجي قائد السبسي رئاسة البلاد، عينت وزارة الخارجية التونسية قنصلا عاما لتونس في العاصمة السورية دمشق. كما أشار وزير الخارجية السابق خميس الجهيناوي إلى أن “مستوى العلاقات الدبلوماسية مع سوريا ليست على مستوى السفراء لكنها على مستوى قنصلي”، بما يعني أنه لم تكن هناك قطيعة دبلوماسية بالكامل.
وتأتي زيارة المقداد إلى تونس والتي من المقرر أن تستمر لثلاثة أيام بعد أيام من اجتماع تشاوري خليجي عربي عقد يوم السبت الماضي بحث خلاله المجتمعون جهود حل أزمة سوريا وعودتها لمحيطها العربي.
وأكد الاجتماع التشاوري على “أهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في جهود إنهاء الأزمة السورية ووضع الآليات اللازمة لهذا الدور وتكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود”.
وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، جمدت جامعة الدول العربية عضوية سوريا، ردا على ما اعتبرته قمع النظام السّوري للاحتجاجات الشعبية.