المغرب الأكثر قدرة على تمثيل أفريقيا في مجلس الأمن: ما هي الأسباب؟
أكد الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال أن بلاده تمتلك القدرة على تمثيل القارة الأفريقية كعضو دائم في مجلس الأمن، مشيرا إلى أن الرباط أثبتت التزامها بالدفاع عن مصالح المنطقة، بينما تقيم علاقاتها الوثيقة مع الدول الأفريقية وحرصها على تحقيق الرفاه لشعوبها من خلال تعزيز التعاون معها في مختلف المجالات، الدليل على أحقية المغرب بهذا المنصب.
-
المغرب يعزز ترسانته العسكرية بصفقة مع شركة هندية
-
مخطط إرهابي مرتبط بالبوليساريو ينهار بتنسيق أمني بين المغرب وإسبانيا
وقال هلال خلال الدورة الـ13 للمؤتمر الدولي السنوي “الحوارات الأطلسية”، الذي ينظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد إن “المغرب بقيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس أثبت قدرته على تمثيل القارة والدفاع عن قضايا ومصالح إفريقيا”، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء.
ولم تأت هذه المكانة من فراغ بل كانت ثمرة التزام المغرب بعمقه الأفريقي من خلال إقامة جسور التواصل والدخول في شراكات على أساس المنافع الاقتصادية المتبادلة، فضلا عن الدور البارز الذي لعبته الرباط في نشر الأمن الروحي في المنطقة عبر تكوين الأئمة في المغرب وإنشاء مساجد في العديد من البلدان الأفريقية، شكلت منارات لنشر قيم الإسلام السمحة.
-
مجلة صينية تستعرض فرص الاستثمار الواعدة في المغرب
-
المغرب.. شركات تقتحم عالم صناعة المسيرات بعد تجربة طائرة ‘أطلس’
قال هلال إن “المملكة مؤهلة لأن تصبح عضوا في مجلس الأمن لأنه وبكل بساطة فإن المعيار الأساسي للحصول على العضوية يتمثل في المساهمة في السلم والأمن في العالم، ولاسيما من خلال المشاركة في قوات حفظ السلام”.
وسلط السفير المغربي الضوء على الجهود التي تبذلها المملكة منذ الستينيات لتعزيز الأمن في المنطقة، لافتا إلى أن “المغرب من أكثر البلدان نشرا لجنوده في إطار مهام حفظ السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في جهات العالم الأربع”.
-
العاهل المغربي: العدالة الانتقالية تجربة مغربية فريدة ورائدة
-
جنوب أفريقيا والجزائر: تحالف اقتصادي وسياسي لمنافسة المغرب
وراكمت المملكة خبرة هامة في مجال تدبير التحديات الأمنية والتنموية، وأثبتت قدرتها على تقديم حلول مبتكرة في إفريقيا، فيما تدلّ مبادرة الأطلسي التي أطلقتها الرباط لتعزيز وصول دول الساحل إلى الممر المائي الحيوي على أن المملكة تركز على تلبية الاحتياجات التنموية لبلدان المنطقة عبر مبادرات غير مسبوقة، في ظل معرفتها الدقيقة بالواقع الأفريقي.
وأشار هلال إلى أن “القوات المسلحة الملكية اضطلعت بدور أساسي وخاصة في إفريقيا، بفضل معرفتها بالثقافة الإفريقية واللغة والعمل الاجتماعي الذي توفره للسكان والنهوض بالحوار بين مختلف المجتمعات وذلك تنفيذا للتوجيهات الملكية”.
-
المغرب وإسبانيا يحققان نجاحًا أمنيًا مشتركًا في تفكيك خلية إرهابية
-
فرنسا تدعو العاهل المغربي لحضور الحدث التاريخي في كاتدرائية نوتردام
وفي ما يتعلق بالمعيار الثاني المتمثل في الديمقراطية أكد هلال أن “المملكة دولة الحق والقانون، ظلت متشبثة بالقيم الكونية واحترام ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة”.
وتابع أن “المغرب منخرط بشكل كبير في التعاون الثنائي والثلاثي الأطراف، إلى جانب جهوده ومبادراته في مجال الوساطة”، مشيرا إلى اعتراف الأمم المتحدة بدور المملكة في التعاون والدعم الإنساني.
وقال “من هنا، فإن للمغرب مؤهلات تخول له بشكل شرعي أن يحظى، في الوقت المناسب، بمقعد دائم في مجلس الأمن”.
-
زيارة شي جين بينغ للرباط.. مرحلة جديدة في العلاقات المغربية الصينية
-
استقالة جماعية لقضاة العدل الأوروبية بعد قرار إلغاء اتفاقيات المغرب
وتدعو دول عديدة منذ سنوات إلى إصلاح هيكلية مجلس الأمن الدولي، في ظل إخفاق آليته الراهنة في ملفات عديدة تهدد السلم والأمن الدوليين.
وأعلنت الولايات المتحدة في 12 سبتمبر/أيلول الماضي دعمها لمقترح للرئيس جو بايدن، قبل عامين، بمنح مقعدين دائمين بالمجلس للدول الإفريقية.
ويتألف المجلس من 15 عضوا هم 10 دول يتم انتخابها دوريا و5 دول دائمة العضوية تمتلك سلطة النقض (الفيتو)، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا.
والمجلس هو المؤسسة الوحيدة التي لها سلطة اتخاذ قرارات تلتزم بتنفيذها الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 دولة)، بموجب المادة 23 من ميثاق المنظمة الدولية.
-
تحركات خليجية للمصالحة بين المغرب وإيران تستنفر الجزائر
-
زيارة ماكرون إلى المغرب: نحو شراكة اقتصادية قوية وصفحة جديدة في العلاقات
وعزز المغرب طيلة الأعوام الماضية شراكاته مع الدول الأفريقية في إطار حرصه على إعطاء دفعة قوية للمسار التنموي في المنطقة، كما كان سباقا في مد يد العون للبلدان التي واجهت أزمات اقتصادية واجتماعية من خلال دعمها سواء في إطار برامج تعاون ثنائي أو المساعدات المالية.
ويترأس المغرب حاليا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي تتويجا لاعتراف دولي بجهوده في تأمين القارة وتسوية العديد من الأزمات، فضلا عن دوره البارز في إنهاء التوترات داخلها، معتمدا على دبلوماسية ناجحة تغلّب الحوار بعيدا عن المزايدات السياسية أو التدخل في الشؤون الداخلية.