العمل اليدوي يجمع نساء السودان وجنوبه الناجيات من الصراعات
دفعت أزمة استمرت لعقد من الزمان في جنوب السودان النساء السودانيات اللائي يعشن في مخيمات النازحين داخليًا في بنتيو بولاية الوحدة والتي تفاقمت بعد الصراع في السودان، إلى البحث عن طرق بديلة للبقاء على قيد الحياة، حيث نزحت معظم النساء وعائلاتهن بسبب الفيضانات قبل أربع سنوات التي قضت على قراها ودمرت سبل عيشهن، واليوم ارتفع عددهم بعد نزوح الآلاف من مدن السودان جراء الحرب، كما نزح آخرون عندما اندلع القتال بين القوات الحكومية والمقاتلين الموالين لنائب الرئيس الحالي ريك مشار بعد عام من حصول جنوب السودان على استقلاله في 2011.
ظلال سيئة
قالت أنجلينا نياتابا مانيونج، إحدى النساء اللواتي يتلقين الدعم من لجنة الإنقاذ الدولية (IRC): “اعتقدنا أنه بمجرد انتهاء الحر ، ستعود الحياة إلى طبيعتها وتصبح جيدة، لدينا الآن حرب أخرى ضد الفيضانات التي شردتنا ودمرت قرانا، والحرب الدائرة في الشمال والتي ألقت بظلالها السيئة علينا”.
وأضافت: “عندما كنا نعيش في القرية، كان لدينا ماشية وماعز وتمكنا من اصطحاب أطفالنا إلى المدرسة، لكن كل شيء ذهب الآن، وساعدتنا لجنة الإنقاذ الدولية في إعادة بناء حياتنا”.
وبحسب شبكة “دويتش فيلا” الألمانية، فإن المنظمات غير الحكومية مثل لجنة الإنقاذ الدولية النساء في بينتيو تدعم اللاجئات من خلال مساعدتهن على تكوين مجموعات وتعليمهن المهارات الحياتية، مثل الحياكة وإقامة الأكشاك والمطاعم في السوق، ومن خلال الدخل المتولد من المنتجات والمدخرات، يمكن للمرأة أن تعتني بأسرتها بشكل أفضل.
قالت مانيونج: “منذ أن بدأنا في الادخار، تحسنت الحياة لأنه يتم بشكل جماعي، عندما أقترض من المجموعة، يمكنني تحقيق ربح من البضائع المشتراة والمباعة، واليوم ننقل ما تعلمناه للنساء القادمات من الشمال، لمواجهة النقص في التمويل من منظمات الإغاثة”.
تابعت مانيونغ أن النساء في جنوب السودان يواجهن العديد من التحديات، بما في ذلك عدم التمكين الاجتماعي والاقتصادي، قائلة: “منذ الأزمة، كانت حياة النساء صعبة، فقد العديد من النساء أزواجهن وأطفالهم الذين كانوا سيعيلونهم، ولكن بدعم من لجنة الإنقاذ الدولية ، تمكنا من بدء المشاريع التي غيرت حياتنا، نريد أن نعيش حياة طبيعية.”
وأضافت: “تعلمت كيفية الحياكة وتمكنت من تدريب نساء أخريات مقابل رسوم رمزية قدرها 1000 جنيه سوداني أي ما يعادل 1.5 يورو، لقد قمت بحياكة مفارش المائدة وأغطية الأسرة، ومع الدخل، أطلب حاويات بلاستيكية [صناديق تيفين] من جوبا وأبيعها هنا في بينتيو بربح يساعدني في سداد القرض ودفع الرسوم المدرسية لأولادي”.
أزمة نساء الشمال
وأفادت الشبكة الألمانية، بأن جوبا استقبلت ما يقرب من 30 ألف لاجئ قادم من الشمال معظمهم من السيدات ويرجع الكثير منهن لمخيمات اللجوء، حيث فشلن في الحصول على المساعدات الأممية.
وقالت فرح لاجئة سودانية: “تمكنت من عبور الحدود مع جوبا قبل إغلاقها، ولكن زوجي لا يزال عالقا هناك، ولكنني نجحت في العبور مع أطفالي الثلاثة، ووجدت ترحيبا من لاجئات سودانيات أخريات هنا، وبدأت أتعلم الحياكة”.
وتابعت: “أسعى الآن لإنقاذ عائلتي، وإبقاء أطفالي على قيد الحياة، لست سعيدة بوجودي هنا بمفردي ولكنني أتمنى أن أجمع المال اللازم لعبور زوجي ولم شمل العائلة مرة أخرى”.
وأكدت الشبكة الألمانية أن لجنة الإنقاذ الدولية تساعد السيدات أيضًا على التعافي من الصدمات من خلال استعادة حياتها من “الأذى الذي يلحق بالمنزل” من خلال التدريب على المهارات وتقديم القروض، من بين خدمات أخرى.
وقالت كارولين نكيددي سيكيوا المديرة القطرية للجنة الإنقاذ الدولية: إن جنوب السودان بحاجة إلى “نهج التعافي والتنمية” للتعامل مع تحديات مواطنيها.
وتابعت سيكيوا: “تعمل لجنة الإنقاذ الدولية عن كثب مع الحكومة وتبحث عن حلول دائمة من أجل الاستثمار في البنية التحتية والأنظمة التي تعمل لتقوية المهارات لتنمية جنوب السودان”.