العلماء ومسؤولو الصحة العامة يشككون في اللقاح الروسي
إن العلماء ومسؤولو الصحة العامة، يشككون في إعلان روسيا جاهزية لقاح فيروس كورونا، على الرغم من تصريحات موسكو وتأكيداتها بشأن أن اللقاح فعال للغاية، وأعلن من جهته وزير الصحة الروسي يوم أمس الأربعاء، بأنه سيتم خلال أسبوعين إنتاج الكمية الأولى من اللقاح الروسي الجديد، بالرغم من الشكوك الدولية تجاهه والتي تم التعبير عنها بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن عن التوصل إلى اللقاح.
وأعلن أيضا بوتن يومه الثلاثاء، بأن بلاده قامت بتطوير أول لقاح ضد فيروس كورونا المسبب لوباء كوفيد-19، وأشار إلى أن 20 دولة طلبت الحصول على اللقاح الروسي.
انعدام الثقة
وبالرغم من الإعلان الكبير، قام الخبراء الطبيون بالتحذير أنه بدون المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على نطاق واسع، فمن غير المعروف حقا ما إذا كان اللقاح فعالا أو لا، وما هي الآثار الجانبية المحتملة التي يمكن أن تحدث على كافة الناس.
وقال من جهته دانيال سالمون، مدير معهد سلامة اللقاحات في كلية جونز هوبكنز بلومبيرغ للصحة العامة، إن تجارب المرحلة الثالثة حاسمة لتطوير الأدوية واللقاحات، مضيفا: هل سأكون واثقًا من السلامة والفعالية بدون المرحلة الثالثة؟ بالطبع لا، حسب ما أفاد به موقع سي إن بي سي.
يشار إلى أن المرحلة الثالثة من اللقاح الروسي قد انطلقت يوم أمس الأربعاء، والتي تضم التجارب السريرية، وبالرغم من عدم اكتمال هذه المرحلة، كانت روسيا قد أعلنت نيتها لتقديم اللقاح لدول العالم.
في حين قال الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، بأنه قلق من أن تؤدي موافقة روسيا على اللقاح إلى الضغط على الولايات المتحدة حتى تقدم هي الأخرى لقاحا خاصا بها قبل أن يصبح جاهزا، وتابع أوفيت: تصرف روسيا خطأ فادح، وقد يتسبب بضرر كبير. لقد كانت حيلة سياسية.
عقبات صعبة
إلى جانب تشكيك العلماء، فإن اللقاح يواجه أيضا عقبة صعبة في الحصول على موافقة من منظمة الصحة العالمية، التي يجب عليها أن تشتريه ثم توصي به للدول الأخرى. وفي نفس الشأن، قال الطبيب غارباس باربوسا، مساعد مدير منظمة الصحة الأميركية لمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي يومه الثلاثاء: لا يمكنك استخدام لقاح أو عقاقير أو أدوية دون اتباع كل هذه المراحل، بعد الالتزام بكل هذه المراحل، مضيفا: منظمة الصحة العالمية على اتصال حاليا بالسلطات التنظيمية في روسيا لتلقي معلومات عن هذا اللقاح، وفقط بعد تحليل جميع المعلومات، سيمكن لمنظمة الصحة العالمية تقديم توصية.
التأثير على جسم الإنسان
إن العلماء يحذرون من أن الأسئلة لا تزال قائمة بشأن الآثار القصيرة والطويلة المدى، لفيروس كورونا على جسم الإنسان، لاسيما وأنه قد جرى اكتشافه قبل 7 أشهر فقط، وهذا يعني أنه لم يتح الوقت الكافي لدراسة الفيروس بشكل عميق.
وقال من جانبه اختصاصي الأمراض المعدية وأستاذ في جامعة تورنتو، إسحاق بوغوتش: من المؤكد أن روسيا لديها علماء استثنائيون وهي مركز قوة عندما يتعلق الأمر بالعديد من جوانب العلم، وليس لدي شك في أن روسيا يمكن أن تبتكر لقاحا آمنا وفعالا، لكنني لا أزال متشككا، مضيفا: لا يمكنك البدء في توزيع اللقاح على شعوب العالم بهذه السرعة.
الشفافية
هذا وجعلت المراجعة المختصرة من طرف الروس، وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي أليكس عازار يشكك أيضا، حيث قال في مقابلة على قناة أيه بي سي يومه الثلاثاء: نحتاج إلى بيانات شفافة، ويجب أن تكون بيانات المرحلة الثالثة هي التي تظهر أن اللقاح آمن وفعال.. النقطة المهمة ليست أن تكون أول من يستخدم لقاح، فالهدف هو الحصول على لقاح آمن وفعال للشعب الأميركي وشعوب العالم.
وتابع عازار قوله: من المهم أن نوفر لقاحات آمنة وفاعلة وأن تكون المعطيات شفافة (…) هذا ليس سباقا على المركز الأول، مضيفا: أشير إلى أن اثنين من اللقاحات الأميركية الستة التي استثمرنا فيها، دخلت قبل أسابيع المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، التي بدأها للتو اللقاح الروسي.
وقالت منظمة الصحة العالمية فيما سبق بأنه لا يوجد حل سحري لفيروس كورونا، والذي أصاب أكثر من 20 مليون شخص في جميع دول العالم، فيما قتل ما لا يقل عن 737 ألف شخص حتى يوم الثلاثاء ، حسب ما جاء في بيانات جمعتها جامعة جونز هوبكنز، ويتسابق العلماء في جميع أنحاء العالم لتطوير لقاح آمن وفعال للفيروس في وقت قياسي، ويشار إلى أن هناك أكثر من 150 لقاحا قيد التطوير في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك لقاح روسي، حسب ما ذكرته منظمة الصحة العالمية، 26 منها بالفعل في التجارب البشرية.