سياسة

العراقيون يردون على ادعاءات الفتنة التي روجتها إيران


العراقيون لم يتأخروا في الرد على ادعاءات الفتنة، التي حاولت جهات إيرانية ترويجها، وذلك بشأن الاحتجاجات التي تشهدها بغداد ومدن أخرى، منذ عدة أيام.

وقد قام العراقيون بالتعبير عن رفضهم الواضح والتام لادعاءات إيران وتدخلها في شؤون بلادهم الداخلية، حيث عززوا حديثهم بصورة تؤكد الفرق.

وقد نشر نشطاء على المواقع الاجتماعية صورة تظهر على يمينها مشهدا من الثورة التي شهدتها إيران عام 1979، وعلى يسارها جانبا من احتجاجات العراقيين. حيث قال المعلقون وصفتم الأولى بالثورة، والثانية بالفتنة.

ومن جانبه، فقد قال كحيلان الشميري على نفس الصورة وتحت وسم #العراق_ينتفض: على اليسار طهران عام 1979 وعلى اليمين بغداد عام 2019 (بناية المطعم التركي) مع ملاحظة: اللي عاليسرى سموها ثورة واللي عاليمنى يسمونها فتنة !.

في حين قد ذكر آخر، على حسابه في تويتر لن تنجح إيران في إشعال فتنة الطائفية، لأنها في الأصل ثورة ضد إيران وحكومة العراق المرتمية في أحضان طهران. وقد أشارت أيضا عراقية بأن ما يشهده العراق ليس فتنة، هذه ثورة كرامة، ثورة إيقاف سرقة العراق.

ولا تزال التظاهرات مستمرة في مختلف أنحاء العراق، إذ خرج العراقيون منذ مطلع أكتوبر المنصرم، للمطالبة بتنفيذ إصلاحات اقتصادية واجتماعية، غير أنه سرعان ما طالبوا بإسقاط النظام.

وقد قام العراقيون باتهام النظام في البلاد بالفساد والرضوخ للقوى الأجنبية مثل إيران، مما يشكل تحديا لسلطات طهران، والتي تدعم عن كثب الحكومة والميليشيات المسلحة.

شيطنة الحراك

وبعد خروج العراقيين إلى الشوارع، سارع مباشرة المسؤولون في إيران وحتى الموالون لها في العراق إلى شيطنة الحراك وترويج ادعاءات الفتنة بين المتظاهرين.

وقد توجه الجنرال الإيراني ، قاسم سليماني، بعد يوم على اندلاع الاحتجاجات في العراق، جوا إلى بغداد في وقت متأخر من الليل. إذ قال مراقبون حينها بأن وصول قائد فيلق القدس الإيراني السريع إلى البلاد يبرز قلق طهران بخصوص التظاهرات.

ومن جانبه، فقد وصف المرشد الإيراني علي خامنئي ما يحدث في العراق بـأعمال الشغب والفتنة، حيث أشار إلى أن مطالب الشارع يجب أن تتم في الأطر القانونية.

في حين قد دعت وزارة الخارجية العراقية يومه السبت، جميع الأطراف إلى ضرورة الالتزام بمبدأ احترام السيادة وعدم التدخل في الشأن الداخلي للبلاد.

وذكرت الوزارة، في بيان بأنه مع استمرار الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح، وصدور بيانات من دول أجنبية ومنظمات دولية، تؤكد الحكومة العراقية على احترام إرادة العراقيين في المطالبة بحقوقهم التي ضمنها لهم الدستور العراقي.

 

تهديد للنظام الإيراني

ومن جانبه، فقد أبرز الكاتب والصحفي العراقي، عزيز الربيعي، بأن ما يحدث في العراق يشكل تهديدا حقيقيا على إيران، على اعتبار أن الشارع العراقي بات يمقت الأحزاب الموالية لطهران، بعد 16 عاما من تردي الأوضاع في البلاد.

في حين قد أوضح الربيعي، في حديث لسكاي نيوز عربية بأن كل حراك شعبي يجري في الدول، التي تلعب فيها إيران دورا رئيسا، سيتم وصفه من قبل مسؤولي طهران بأنه فتنة وأن أصحاب مصالح جهة منحرفة يقفون خلفه.

وأضاف أيضا بأن إيران ستكون الخاسر الأكبر في حال نجحت الانتفاضة العراقية، لذلك تلجأ إلى هذه الأساليب والخطابات. وذكر أيضا الربيعي بأن العالم تعود على الخطاب الإيراني، وهو ما جعل العراقيين يطالبون الآن بتغيير النظام برمته بما يخدم مصلحة بلدهم.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى