سياسة

العاصمة الصومال تشتعل.. ما علاقة تركيا؟


طلقات الرصاص والانفجارات، أصوات علا صيتها في العاصمة الصومالية مقديشو، ما يثير المخاوف من عودة شبح الحرب الأهلية والهجمات الإرهابية، إثر الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ مطلع فبراير الجاري، بعد نهاية ولاية الرئيس محمد عبد الله المعروف بـ باسم فرماجو، ليتضح أن قوات خاصة تدربها تركيا تقف وراء هذا السيناريو المرعب.

وكان الصومال يعتزم في البداية تنظيم أول انتخابات مباشرة منذ الحرب الأهلية التي اندلعت في 1991، لكن تعثر الإعداد وهجمات حركة الشباب الإرهابية أجبرت السلطات على التخطيط لاقتراع آخر غير مباشر، حيث كان من المفترض أن ينتخب شيوخ العشائر النواب في ديسمبر وينتخب النواب بدورهم رئيسا في الـ8 من فبراير الجاري، لكن اختيار النواب تأجل بعدما اتهمت المعارضة الرئيس محمد، الذي يسعى إلى ولاية ثانية، بملء المجالس الانتخابية الإقليمية والوطنية بحلفائه.

وإزاء تصرف الرئيس فرماجو، الذي يؤخر عمليا الانتخابات، خرج متظاهرون غاضبون من أنصار المعارضة، الجمعة، إلى شوارع مقديشو، قابلتهم قوات تدربها تركيا في الصومال بقمع شديد.

ونقلت وكالة رويترز عن أحد المحتجين ويدعى فرح عمر عبر الهاتف قوله: هاجمتنا بقوة قوات كثيرة. أنا الآن منبطح أرضا في زقاق. إنها مجزرة، مضيفا أن قوات خاصة دربتها تركيا معروفة باسم فرقة جورجور تشارك في الهجوم على المحتجين.

وفي المقابل، تقول السلطات الموالية لـ فرماجو إن مسلحين كانوا مع المتظاهرين أطلقوا النيران.

وتشعر المعارضة الصومالية بالقلق من التدخل التركي من خلال الدعم المسلح لقوات الشرطة الخاصة التي تستخدم الرصاص الحي ضد المتظاهرين في مقديشو، وفق موقع أحوال المتخصص في الشأن التركي.

وقال محتجون وأهالي في مقديشو إن قوات فرقة جورجور الخاصة التي دربتها تركيا هاجمت مدنيين وقتلت متظاهرين، ما أعاد أجواء الحرب الأهلية الصومالية ويمهد الطريق لانفلات أمني تستفيد منه القوى المتشددة وفي مقدمتها حركة الشباب.

وبحسب تقرير لوكالة رويترز قتال قد يقسّم الجيش على أسس قبَلية ويعزز قبضة المسلحين المرتبطين بالقاعدة.

لضمان استمرار نفوذه بالصومال.. أردوغان يراهن على إعادة انتخاب فرماجو

وتلقت قوات جورجور تدريبات مكثفة في القاعدة التركية بمقديشو (تركصوم)، ويتراوح عدد عناصرها بين 4500 و5000 عسكري، ويتلقون الأسلحة والذخائر من تركيا. ويتمركزون في كل من مقديشو وطوسمريب وبلد حاوة، بينما تعتبر تركصوم قاعدتهم الرئيسية.

وإلى جانب تلقي هذه القوات الأوامرَ مباشرة من “فرماجو”، وتأتمر كذلك بأوامر الضباط الأتراك في القاعدة.

وتضم الصومال أكبر قاعدة عسكرية لتركيا خارج حدودها، حيث تقوم أنقرة بأنشطة عسكرية عديدة منها تدريب الجيش الصومالي، إلى جانب أنشطة اقتصادية تهدف لتعزيز تواجدها في منطقة القرن الإفريقي.

وكانت المعارضة الصومالية قد حذرت في ديسمبر الماضي تركيا من مخاطر إرسال شحنات من الأسلحة إلى الوحدات الخاصة التي تدربها.

وطبقا لشاهد عيان، فإن المدرعات التركية انتشرت في شوارع العاصمة الصومالية، مما يظهر تورط أنقرة في إشعال الصراع.

وعبرت بعثة الأمم المتحدة في الصومال عن قلقها العميق من جراء الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مقديشو خلال يومي الخميس والجمعة، ودعت جميع الأطراف المعنية إلى التهدئة وضبط النفس وخفض منسوب التوتر.

وفي غياب أي وساطة، من المحتمل أن ينتشر القتال سريعا. وتمزق الحرب الأهلية الصومال منذ عام 1991، وبوسع كل من الحكومة والمعارضة أن تستدعي مؤيدين مسلحين تسليحا كثيفا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى