الطائرات من دون طيار واستفادة صهر أردوغان من الحرب في ليبيا


لقد تصاعدت وتيرة استخدام أنقرة للطائرات من دون طيار محلية الصنع مع تزايد التدخلات التركية في أكثر من بلد في المنطقة، وخاصة تلك التي تنتجها شركة لصهر الرئيس رجب طيب أردوغان.

وحسب ما جاء في تقرير لمجلة دير شبيغل الألمانية، تم نشره يوم الأحد، فإنه لا يكاد يخلو بلد تتدخل فيه أنقرة بقوتها العسكرية من طائرات بيرقدار تي بي 2 التي تصنعها شركة مملوكة لصهر الرئيس التركي، سلجوق بيرقدار، والذي يلقب بعراب الدرونز (الطائرات المسيرة).

ولفتت أيضا المجلة الألمانية إلى استخدام درونز بيرقدار تي بي 2 من دون طيار التركية، بقوة وكثافة غير مسبوقين في ليبيا لدعم حكومة طرابلس، بقيادة فائز السراج وتعتمد على ميليشيات متطرفة.

وقامت أنقرة في وقت سابق باستخدام هذا النوع من الطائرات من دون طيار ولا تزال تستخدمها في سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية، وفي العراق وتركيا ضد قوات حزب العمال الكردستاني.

كما سلمت حكومة أردوغان  ميليشيات طرابلس في الأشهر الأخيرة، عدة طائرات من دون طيار إلى جانب الدبابات والمدرعات، لمواجهة الجيش الوطني الليبي الذي يشن عملية عسكرية واسعة لتخليص الغرب الليبي من الجماعات المتشددة.

بيزنس عائلة أردوغان

لقد استغلت عائلة أردوغان نفوذها السياسي في القيام بصفقات تحال إلي الشركات التي يمتلكها أفرادها، بينما يرأس بيراقدار، زوج سمية ابنة الرئيس الصغرى منذ 4 سنوات، قسم التطوير التكنولوجي في شركة بيكار ماكينا ويظهر بأنه استفاد بشكل جيد من علاقة المصاهرة حيث استغل ذلك في الدفع بإنتاج طائرات من دون طيار محلية وإيجاد أسواق لها في مناطق النزاعات.

فيما ساهمت سياسة الرئيس التركي في منح شركة صهره فرصة ذهبية من خلال عقد صفقات مع قطر وحكومة السراج لشراء الطائرات المسيرة من طراز Bayraktar TB-2، بيرقدار تي بي 2، وقد اعتمدت أنقرة في الأول على تقنيات من إسرائيل في تصنيع الطائرات من دون طيار، قبل أن تتوسع محليا في إنتاج هذا النوع من الطائرات.

التحدي الليبي

إن الاستعانة بالطائرات التركية المسيرة كانت الأمل الأخير في مواجهة الجيش الوطني الليبي، وذلك أمام الإخفاقات التي منيت بها الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج، وبالرغم من عقوبات الأمم المتحدة على ليبيا التي تحظر تصدير السلاح إليها، إلا أن تركيا قامت بتدشين جسر جوي لإمداد الميليشيات في طرابلس بالمعدات العسكرية، ووجد من جهته بيرقدار في النزاع الليبي فرصة لتعزيز مبيعات مصنعه من الطائرات المسيرة، بصفقات ضخمة.

فيما تقوم تركيا بالتوسع في إنتاج هذا النوع من الطائرات، فإن إسقاط الجيش الليبي لعشرات الطائرات التركية المسيرة يمثل تحديا كبيرا للشركة التي تضخمت فور زواج بيرقدار من سمية أردوغان، هذا ويشن الجيش الوطني الليبي منذ أشهر حملة عسكرية واسعة، للقضاء على ميليشيات طرابلس والتي تعمل تحت إمرة حكومة السراج.

Exit mobile version