سياسة

التناغم بين القيادة والشعب.. أزمة كورونا نموذجاً


تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل قيادتها الرشيدة واحدة من أولى الدول العالمية التي سارعت إلى مواجهة هذا الوباء العالمي.

والحد من انتشاره في العالم؛ من خلال إجراءات ارتأت حكومة الدولة ضرورة اتباعها للحيلولة دون تفشي الوباء، وقد جاءت هذه الإجراءات مبكرة ومتسقة تماماً مع التطورات الدولية المتسارعة، والمعايير الصحية والاجتماعية والاقتصادية المعتمدة دولياً بهدف توفير أقصى حماية للمجتمع، والقطاعات المتأثرة جراء هذه الأزمة العالمية.

ومع ظهور اللقاحات الآمنة المعتمدة لهذا الفيروس، أطلقت الدولة الحملة الوطنية للتوعية بلقاح “كوفيد-19” التي تستهدف توفير جميع المعلومات اللازمة للمجتمع، لتمكينهم من اتخاذ القرار المناسب للوقاية من الوباء، وتمكين الأفراد الأكثر عرضة لمضاعفات المرض مثل كبار السن والأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة في منحهم الأولوية في الحصول على اللقاح لوقايتهم من تلك المضاعفات، وقد أثبتت التطعيمات التي اعتمدتها الدولة نجاحات بنسبة 100% وفاعلية وسلامة لكبار المواطنين والمقيمين ما فوق 60 عاماً، وبالتالي نصحت الجهات الصحية والمسؤولة بالدولة جميع الأشخاص ضمن هذه الفئة بالحصول على اللقاح.

وتعد جهود الحكومة في توفير لقاحات التطعيم المجانية خطوة إضافية بالغة الأهمية في منظومة الرعاية الصحية المتكاملة التي تنتهجها الدولة، التي أكدت منذ بداية الأزمة أن صحة المواطن والمقيم على أرض دولة الإمارات أولوية قصوى وغاية أسمى، فسعت الدولة مشكورة إلى توفير اللقاح في مختلف إمارات ومناطق الدولة؛ وحثت على أخذه لضمان صحة وسلامة أفراد المجتمع، وذلك تماشياً مع خطة الدولة ووزارة الصحة ووقاية المجتمع التي تستهدف تقديم اللقاح لأكثر من 50% من سكان الدولة خلال الربع الأول من العام الحالي 2021م، وهذا الهدف يتطلب منا جميعاً كأفراد؛ مواطنين ومقيمين، التعاون مع الجهات المسؤولة للمساعدة في تقليل الحالات بشكل عام، وتقليل الحالات الحرجة بشكل خاص، والسيطرة على المرض بشكل أفضل في المرحلة المقبلة.

وقد حرصت الدولة على توفير اللقاح منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول 2020م، وتقديمه إلى خط الدفاع الأول، الذي كانت له الأولوية منذ تسجيل اللقاح، ولفئات الشباب والأشخاص لمن هم في سن 18 عاماً وما فوق، لأنهم الأكثر مساهمة في نشر المرض بسبب طبيعة حياتهم، والأنشطة التي يمارسونها، وتم توفير اللقاح في المنشآت الصحية الحكومية والخاصة والمجالس ومراكز اللقاح في مختلف إمارات الدولة، وذلك لضمان تسهيل إجراءات تلقي اللقاح لأكبر شريحة من المجتمع، بحيث يكون اللقاح اختيارياً، وبالمجان للجميع دون استثناء، حيث أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن تخطيها حاجز المليوني جرعة من لقاح فيروس كورونا تم تقديمها، كما تجاوز عدد الأشخاص الذين أتموا جرعتي اللقاح أكثر من ربع مليون شخص.

وتسير دولة الإمارات في هذه الخطوات منذ بداية الجائحة وتمضي بخطى واثقة لتوفير الوقاية اللازمة، سعياً منها للوصول إلى المناعة المكتسبة الناتجة عن التطعيم، إضافة لضرورة متابعة استمرار أفراد المجتمع في تطبيق التدابير الاحترازية الموصى بها، بما في ذلك استخدام الكمامات، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، والحفاظ على النظافة الشخصية، والتباعد الجسدي حتى من جانب الحاصلين على التطعيم، بما يكفل أعلى مستويات السلامة للجميع؛ لمحاصرة الفيروس، وتفادي انتقاله بين أفراد المجتمع، لذا على كل فرد منا أن يبدأ بنفسه ويحث أفراد أسرته، ومحيطه الاجتماعي على اتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية وتناول الجرعات اللقاحية الموصى بها، فمسؤولية الأفراد في الحصول على اللقاح تتعدى المسؤولية الفردية وتمتد إلى المسؤولية الأسرية والمجتمعية، حيث يشكل تحصين الفرد لنفسه درعاً يحمي أفراد أسرته وزملاءه، خاصة إن كان بينهم كبار سن، أو أصحاب أمراض مزمنة، إضافة لضرورة المساهمة في نشر المعلومات الصحيحة من المصادر الرسمية دعماً للجهود الوطنية مما يسهم كل ذلك في:

– السيطرة على الزيادة في أعداد الحالات المسجلة وتقليلها لتخفيف معاناة الناس من هذا الوباء.

– تحقيق مؤشرات البرامج الوطنية الوقائية لاستئصال الأمراض والتخلص منها، حيث يمكن الوقاية منها بالتطعيمات استناداً إلى الاستراتيجيات المتبعة وأفضل الممارسات العالمية.

– عودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية وأنشطتها إلى طبيعتها وخلق فرص عمل جديدة وزيادة تنافسية الدولة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

– العودة إلى الحياة الطبيعية في المدارس لضمان سلامة أبنائنا الطلبة وتنمية خبراتهم ومهاراتهم.

ومما يدعونا إلى الفخر أن قيادتنا الحكيمة كانت قدوة وسباقة في أخذ اللقاح لتشجيع وطمأنة أفراد المجتمع بأن اللقاح آمن تماماً، وذلك قبل تقديمه إلى سكان الدولة جميعا، وأظهرت حكومتنا ومؤسساتنا الوطنية درجة عالية من المرونة والتعاطي الرشيد مع الأزمة بمسؤولية، حفاظا على صحة وسلامة المجتمع وحمايته من الأوبئة والأمراض والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وهذا يتطلب من الجميع مزيدا من الوعي الاجتماعي الذي هو جزءٌ من هويتنا الوطنية، وتقديرا منا لجهود قيادتنا وجهود فرق العمل.. حمى الله الإمارات قيادة وشعبا والعالم من كل شر ومكروه.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى