سياسة

التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية: تهديدات جديدة تواجه العالم


بعد أيام من الجدل أزاحت موسكو الستار في مجلس الدوما “البرلمان” عن تعاون دفاعي وشراكة استراتيجية شاملة مع كوريا الشمالية.

إذ صوّت النواب الروس، الخميس، بالإجماع لصالح المصادقة على “معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة” مع كوريا الشمالية.

ويأتي التصويت في مجلس الدوما في وقت تؤكد أطراف غربية امتلاكها أدلة على إرسال آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى روسيا.

ووقعت بيونغ يانغ وموسكو المعاهدة في يونيو/حزيران خلال زيارة نادرة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى كوريا الشمالية.

وعلى الفور أوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان تفاصيل الاتفاقية، إذ أكدت “إبرام اتفاقية تعاون بين روسيا وكوريا الشمالية تنص على المساعدة العسكرية المتبادلة”.

الخارجية الروسية مضت موضحة “اتفاقية التعاون العسكري مع كوريا الشمالية تحمل طابعا دفاعيا وغير موجهة ضد دول ثالثة”.

قبل أن تضيف “اتفاقية التعاون العسكري مع كوريا الشمالية تسهم في الحفاظ على توازن القوى وتقليل مخاطر الحرب النووية في شبه الجزيرة الكورية”.

تحذير أمريكي

وكانت الولايات المتحدة أكدت، الأربعاء، وللمرة الأولى حيازتها أدلة على وجود “آلاف” الجنود الكوريين الشماليين في روسيا، مشيرة إلى أنها ستعتبرهم “أهدافا مشروعة” في حال انضموا إلى القتال في أوكرانيا.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في فيديو نشرته وسائل إعلام أمريكية “لدينا الدليل على أن قوات كوريّة شمالية توجهت إلى.. روسيا”.

وأضاف “ما الذي تقوم به بالضبط؟ سنرى.. إذا كانوا يعتزمون المشاركة في الحرب باسم روسيا فهذه مسألة خطيرة جدا”.

من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين “إذا قرر هؤلاء الجنود الكوريون الشماليون الانضمام إلى القتال ضد أوكرانيا فسيصبحون أهدافا عسكرية مشروعة”.

تدريب

إلى ذلك، أكد مسؤول أمريكي كبير، أمس الأربعاء، أن “آلاف الجنود الكوريين الشماليين” نُشروا في روسيا للتدرب، مضيفا أن واشنطن “لا تعرف ما ستكون عليه مهمتهم وإن كانوا سيذهبون للقتال في أوكرانيا”.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته “في حال فعلوا ذلك فسيكون مؤشرا على محنة الرئيس بوتين المتفاقمة في حربه ضد أوكرانيا”. وأكد أن “روسيا تتكبّد خسائر كبيرة كل يوم في ساحة المعركة”، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس”.

في بروكسل، قالت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي “الناتو” إن دول الحلف الأطلسي “أكدت وجود أدلة على نشر قوات كورية شمالية في روسيا”.

وأضافت “إذا كانت هذه القوات ستقاتل في أوكرانيا فإن ذلك سيمثل تصعيدا كبيرا في دعم كوريا الشمالية للحرب غير المشروعة التي تشنها روسيا”.

وهذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها واشنطن وحلفاؤها علنا عن “أدلة” على وجود هؤلاء العسكريين الكوريين الشماليين على الأراضي الروسية.

وبحسب كوريا الجنوبية، فإن قسما من هؤلاء الجنود يفترض أن يتوجهوا بعد ذلك إلى الجبهة في أوكرانيا.

فيما نفت كوريا الشمالية أن تكون أرسلت قوات، إذ قال ممثل لبيونغ يانغ لدى الأمم المتحدة إن إعلان سول في هذا الشأن هو مجرد “شائعة لا أساس لها”.

12 ألف جندي

وأفادت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية، الأربعاء، أن بيونغ يانغ أرسلت 1500 جندي إضافي إلى روسيا، مشيرة إلى أنها محاولة لمساعدة روسيا عسكريا في حربها مع أوكرانيا.

وقال النائب بارك سون-وون من لجنة الاستخبارات البرلمانية بعد إحاطة من جهاز الاستخبارات الوطني “يعتقد أن 1500 جندي إضافي أرسلوا إلى روسيا” ما يرفع العدد الإجمالي إلى ثلاثة آلاف.

ومن المتوقع أن يصل العدد إلى عشرة آلاف بحلول ديسمبر/كانون الأول، بحسب النائب.

وأعلن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف أن أول دفعة من الجنود الكوريين الشماليين ستصل الأربعاء إلى منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا، التي تسيطر على عدة مئات من الكيلومترات المربعة هناك منذ هجومها المفاجئ في مطلع أغسطس/آب.

وكانت الاستخبارات الكورية الجنوبية أكدت، الأسبوع الماضي، أن كوريا الشمالية قررت إرسال ما يصل إلى 12 ألف جندي لمساعدة روسيا، وأن نحو 1500 رجل من قواتها الخاصة موجودون في روسيا للتأقلم قبل المغادرة قريبا إلى الجبهة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى