الإمارات وفرنسا وفصل جديد من الشراكة الإستراتيجية
التقى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم الخميس، بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارة إلى فرنسا لتعزيز العلاقات بين البلدين.
وكشفت وكالة أنباء الإمارات الرسمية اليوم الخميس أن “الزيارة فرصة للزعيمين لتعزيز وتوسيع الشراكة الإستراتيجية طويلة الأمد بين الإمارات وفرنسا، وتعزيز التعاون الثنائي عبر مختلف القطاعات”.
تعزيز العلاقات
ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، فقد التقى الزعيمان آخر مرة في يوليو 2022 لتوقيع اتفاقيات رئيسية في مجال الفضاء والتعليم والطاقة وتغير المناخ. وكانت هذه أول زيارة دولة خارجية لحاكم الإمارات منذ تعيينه رئيسًا، بعد وفاة رئيس الإمارات الراحل الشيخ خليفة في مايو من ذلك العام.
وتابعت: إن الإمارات وفرنسا تربطهما علاقات ثنائية قوية، ففي أبريل الماضي، منحت الرئاسة الفرنسية وساما رفيع المستوى إلى حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي. وقالت الوكالة في تقرير سابق: إن هذا الأمر جاء تقديرا لمساهمات الشيخ سلطان العلمية والثقافية والأدبية وجهوده في تعزيز العلاقات بين البلدين. وفي مارس الماضي التقى سلطان أحمد الجابر، رئيس قمة المناخ “COP 28” التي ستُعقد في الإمارات، ماكرون في باريس لمناقشة سياسات المناخ، وفي الشهر الذي سبقه، التقت وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية كاثرين كولونا بوزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.
وأضافت: أنه كانت آخر زيارة لماكرون لدولة الإمارات بعد وفاة الرئيس السابق الشيخ خليفة.
شراكة أوسع
وبحسب وكالة “رويترز” الإخبارية الدولية، فإن الإمارات وفرنسا يواصلان تعزيز شراكتهما الإستراتيجية المبنية على الاحترام المتبادل والرؤى المشتركة حول القضايا الإقليمية والعالمية. حيث لعب قادة البلدين، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دورًا حاسمًا في تعزيز العلاقات الثنائية، وأسفرت هذه الشراكة عن نتائج مثمرة عبر المجالات السياسية والدفاعية والاقتصادية والثقافية.
شكَّل التعاون الدبلوماسي بين البلدين ركيزة أساسية في معالجة مختلف التحديات الإقليمية والدولية، بما في ذلك مواجهة التطرف والتعصب، وتعزيز التسامح والتعايش، والمساهمة في الأمن والسلام العالميين.
تاريخياً، تعود العلاقة بين الإمارات وفرنسا إلى تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عندما عملت شركات النفط الفرنسية، مثل توتا، على التنقيب عن النفط في الإمارات.
وبدأت العلاقة بين الإمارات وفرنسا بعد فترة وجيزة من إنشاء دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعززت بشكل أكبر بعد الزيارة الأولى للأب المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إلى فرنسا في عام 1975. ومنذ ذلك الحين، كانت هناك زيارات رسمية رفيعة المستوى ومنتظمة الاجتماعات، وزيادة التعاون عززت الشراكة.
يهدف الحوار الإستراتيجي الإماراتي الفرنسي، الذي تأسس في عام 2008، إلى تحديد الفرص والشراكات الحالية والمستقبلية وضمان استمرار التعاون في القطاعات ذات الأولوية مثل: الاقتصاد والتجارة والاستثمار والثقافة والنفط والغاز والطاقة النووية والمتجددة والتعليم، والثقافة والصحة والفضاء والأمن وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأشارت الوكالة الدولية، إلى أنه خلال السنوات الماضية، تم توقيع عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والعسكرية والبيئية. وكان آخرها توقيع 13 اتفاقية خلال زيارة الرئيس ماكرون للإمارات في ديسمبر من العام الماضي. وعلى الصعيد الاقتصادي، تتمتع دولة الإمارات وفرنسا بعلاقات اقتصادية واستثمارية مميزة. انعكست في بيانات التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين. وبحسب بيانات المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، بلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين أكثر من 25.2 مليار درهم بنهاية عام 2021.
وتابعت: إن الشراكة الثقافية تُعدّ بين البلدين مهمة لأنها تربط التواصل بين شعبيهما. على مر السنين. حققت هذه الشراكة العديد من الإنجازات، مثل افتتاح متحف اللوفر أبوظبي، أول متحف دولي في العالم العربي، وأكبر مشروع ثقافي خارجي لفرنسا. تأسست جامعة السوربون أبوظبي في عام 2006 بعد اتفاق بين جامعة السوربون في باريس وحكومة أبوظبي.
على المستوى التعليمي، يوجد في الإمارات العربية المتحدة سبع مدارس ثانوية معتمدة من فرنسا. والتي تشكل سادس أكبر شبكة من المدارس الفرنسية في العالم من حيث الالتحاق. وتضم أكثر من 100 ألف طالب، وفي عام 2018. تم تنفيذ المرحلة التجريبية لبرنامج اللغة الفرنسية في جميع المدارس الحكومية في الإمارات، الآن أكثر من 60 ألف طالب يتعلمون اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية والخاصة في الدولة.
دولة محورية
بينما أشارت صحيفة “لا كروكسي” الفرنسية، أن العلاقات الفرنسية الإماراتية تصب في صالح فرنسا. حيث تحولت الإمارات لدولة محورية كبرى في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة.
وتابعت: إن السياسيين في فرنسا يتفقون على أن “محمد بن زايد”. أصبح من أكثر القادة تأثيرًا في الشرق الأوسط، إن لم يكن في العالم، من خلال فرض أجندته ورؤيته السياسية على العالم العربي والحفاظ على علاقات مميزة مع الغربيين، بدءًا من الولايات المتحدة وخاصة فرنسا في أوروبا.
وأضافت: أن الإمارات اتخذت خطوات كبرى سبقت بها معظم جيرانها في كافة المجالات من خلال معرض إكسبو دبي الذي يُعدّ الأهم في العالم اليوم، فضلاً عن استضافتها أشهر معارض الدفاع والسلاح. وتختتم الإمارات عامها الحالي باستضافة قمة المناخ “COP 28” أواخر العام الحالي لمناقشة التحديات المناخية الرئيسية في المستقبل هي مثال آخر: التلوث الفائق وتقديم نفسه كعنصر فاعل في التغيير والتحول البيئي.
وأشارت الصحيفة إلى أن مزيجاً من التألق والطموح هو السمة المميزة لدولة الإمارات، والذي جعلها دولة بارزة تسعى فرنسا لتعزيز التعاون معها وتوسيع أفق التعاون المشترك.