سياسة

الإمارات ودعم جهود التوزيع العادل للقاحات عالمياً


أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بداية أزمة “كوفيد-19” أنها دولة مسؤولة وشريك قوي وفاعل للمجتمع الدولي.

في جهوده الدؤوبة لمحاصرة هذا الوباء والقضاء عليه. فمنذ اللحظات الأولى للأزمة، سارعت الدولة إلى مد يد العون للدول والشعوب التي عانت من ويلات هذه الأزمة، ووصلت الطائرات الإماراتية الحاملة للمساعدات لجميع أرجاء المعمورة تقريباً، فيما وصل حجم المساعدات الطبية الإماراتية لدول العالم منذ بدء جائحة كورونا وحتى يناير الماضي إلى 1742 طناً، تم إرسالها إلى 128 دولة، كما أسهمت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي التي تضم أكبر مستودعات للإغاثة الإنسانية، في تسهيل نقل أكثر من 80% من مساعدات منظمة الصحة العالمية إلى عدد من الدول. 

كما قامت الدولة بتوجيهات من قيادتها الرشيدة، حفظها الله، بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة الذين كانوا عالقين في مقاطعة هوباي الصينية، بؤرة تفشي الوباء، وأسست لهم مركزاً للصحة الوقائية ضمن “المدينة الإنسانية” في أبوظبي لتقديم الرعاية العلاجية وإجراء الفحوص الطبية اللازمة للتأكد من سلامتهم قبل إعادة نقلهم إلى بلدانهم، وغيرها الكثير من الجهود التي لاقت إشادة وترحيباً واسعين من المجتمع الدولي، ومن منظمة الصحة العالمية، وأثبتت أن الإمارات هي بحق “وطن الإنسانية” والشريك الموثوق للجميع في أوقات الشدة، بصرف النظر عن أي اعتبارات دينية أو عرقية أو ثقافية أو سياسية.

ورغم التفاؤل العالمي بقرب انتهاء أزمة هذا الوباء بعد توصل المجتمع الدولي إلى تطوير لقاحات فاعلة وبدء توزيعها على دول العالم وشعوبه المختلفة، فإنه سرعان ما ظهرت بعض التحديات التي قيدت هذا التفاؤل بالحذر، وفي مقدمة هذه التحديات عدم تكافؤ سياسات توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا عبر العالم، الذي ظهر جلياً خلال الأسابيع الماضية، حيث أدى تسابق الدول الغنية والمتقدمة لشراء اللقاحات؛ بهدف توفيرها لشعوبها أولاً، إلى عدم قدرة الدول الفقيرة على تأمين وصول الحد الأدنى من هذه اللقاحات، وقد دفع هذا الأمر مدير منظمة الصحة العالمية إلى التحذير، في منتصف يناير الماضي، من أن العالم يقف على شفير “فشل أخلاقي كارثي” في حال استأثرت الدول الغنية باللقاحات ضد فيروس كورونا وتركت الدول الأكثر فقراً تعاني.

ضمن هذا السياق، يمكن فهم أهمية المبادرة الإنسانية الرائدة التي أطلقتها إمارة دبي بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، “رعاه الله”، لدعم مبادرة “كوفاكسCOVAX “، التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، الرامية إلى توزيع نحو ملياري جرعة من لقاحات “كوفيد-19” خلال عام 2021 على الدول الفقيرة والنامية، فهذه المبادرة التي تقوم على حشد خبرات وقدرات إمارة دبي اللوجيستية ولا سيما كل من: “طيران الإمارات” و”شبكة موانئ دبي العالمية” ومطارات دبي والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، واستخدامها لنقل وتخزين وتسريع عملية توزيع اللقاحات حول العالم، مع التركيز بشكل خاص على البلدان النامية، تسهم بلا شك في تقديم حلول جدية ومبتكرة لواحدة من التحديات المستحدثة التي تواجه البشرية في تصديها لهذا الوباء اللعين.

كما أن هذه المبادرة الإنسانية تثبت من جديد أن دولة الإمارات تمثل شريكاً فاعلاً وموثوقاً للمجتمع الدولي في دعم جهود التصدي لوباء “كوفيد-19” عالمياً، وأنها حريصة على إيجاد الآليات المبتكرة التي تساعد الآخرين على مواجهة تبعات هذه الأزمة، في الوقت الذي تعلي فيه القوى الأخرى مصالحها الذاتية على حساب أي اعتبارات إنسانية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى