سياسة

الإمارات.. والشريك الروسي


من جديد تتوالى الأحداث السياسية والزيارات التاريخية لتثبت ما يحرص على إنكاره الحاقدون في أن منطقة الخليج هي مركز الثقل العربي مع توافر فائض من وسائل القوة فيها، لا سيما الناعمة منها.

الإمارات العربية المتحدة وشقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية كانتا محطتين رئيسيتين في زيارة حرص عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع تنامي الدور المحوري الذي تلعبه هاتان الدولتان في تحقيق الاستقرار والسلام بالمنطقة.

وقد كان ذلك عنواناً بارزاً في المباحثات الرسمية التي جرت بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبوتين، وتم التأكيد على ضبط ساعتي البلدين في توقيت واحد فيما يتعلق بقضايا مختلفة؛ أهمها الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بالاستناد إلى مبدأ الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها ووحدتها، إلى جانب الحرص على أمن إمدادات الطاقة والتعاون فيما يتعلق بأسعار النفط.

وقد أخذ التعاون الاقتصادي والاستثماري حيزاً كبيراً من نصيب التشاور الثنائي، خاصة مع اعتبار الإمارات الشريك التجاري الأول لروسيا في منطقة الخليج العربي، ووصول حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الدولتين خلال السنوات الخمس الماضية إلى 14.1 مليار دولار، وقابل ذلك رصيد الاستثمارات الروسية بالإمارات الذي تجاوز ملياري دولار.

 بعدٌ آخر مهم في هذه العلاقة وهو التعاون العسكري الذي سيكمل عامه العشرين بين الجانبين معززاً باتفاقيات ضخمة على مستوى العتاد والسلاح والتبادل المعلوماتي بشأن مكافحة الإرهاب، مع الإشارة إلى أن الإمارات أول بلد عربي يطور التعاون الواسع مع روسيا في مجالات الاستثمارات المتبادلة والتصنيع المشترك لعدد من التقنيات؛ بينها التقنيات العسكرية.

 أما سياحياً وثقافياً وفي كل ما من شأنه تعميق العلاقات بين الشعوب رغم الاختلافات المعروفة، فلا يخفى على أحد حجم السياح الإماراتيين في السنتين الماضيتين الذين توافدوا بكثافة إلى روسيا التي هي الأخرى يتوافد أبناؤها بكثافة إلى الدولة مما يعمق من مفاهيم الانفتاح على الآخر، ويؤكد ما تنعم به الدولتان من أجواء آمنة وجاذبة تخلق حالة من التمازج الفكري، ومؤخراً تعزز ذلك عبر احتفاظ موسكو بإمارة الشارقة ضيف شرف في معرضها الدولي للكتاب، وحينها لا أنسى ما قاله ممثل الرئيس الروسي للشؤون الثقافية عندما قابلته في جناح الشارقة بأن الإمارات بالنسبة لروسيا عالمٌ مميز.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى