الإمارات والبرازيل والاتفاق على الارتقاء بالعلاقات


قامت الإمارات والبرازيل بالاتفاق على الارتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيزها حتى تصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وجاء ذلك في بيان مشترك بمناسبة الزيارة الرسمية للرئيس البرازيلي جايير بولسونارو إلى الإمارات والوفد المرافق والذي يتكون من أعضاء مجلس الوزراء وممثلي الكونجرس وعدداً من رجال الأعمال.

وقد جاء في البيان بأن هذه الزيارة تأتي بدعوة من الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وتعتبر الجولة الرسمية الأولى للرئيس البرازيلي إلى المنطقة العربية.

وذكر أيضا البيان بأن زيارة بولسونارو تأتي خلال العام الذي تحتفل فيه الإمارات والبرازيل بذكرى مرور 45 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلديْن الصديقين. وأشار أيضا إلى الاجتماعات التي يعقدها الرئيس البرازيلي في أبوظبي مع كل من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وقد اتفق الطرفان على الارتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيزها حتى تصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، إذ قد تم توقيع مذكرة تفاهم بخصوص الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والبرازيل في مجالات الأمن والسلام والاقتصاد والطاقة والسياحة والثقافة والرياضة. وتم أيضا التوقيع على العديد من الاتفاقيات في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيئة والدفاع والتجارة والتعاون الجمركي.

وقد تحدث الطرفان خلال اجتماعهما القضايا ذات الصلة بالعلاقات الثنائية، ويتعلق الأمر بالإجراءات المشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي والدفاعي والعلمي والتكنولوجي والتعاون في مجال الاختراعات والابتكار، إلى جانب التعاون في مكافحة الإرهاب. وقد تبادلا أيضا الجانبان وجهات النظر حول العديد من القضايا على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما سلط الطرفان الضوء على التعاون الاقتصادي المتميّز بين الإمارات والبرازيل، وأعربا عن عزمهما على تعزيزه.

وقد أشار أيضا الجانبان إلى الاستثمارات المتبادلة المهمة القائمة فعليا، وحددا مبادرات مشتركة تكتسب أولوية وأهمية كبيرة لتوسيع الشراكات التي تشمل صناديق الاستثمار، في قطاعات رئيسية مثل قطاع الأعمال الزراعية والأمن الغذائي والبنية التحتية والنقل والطاقة والدفاع والابتكار والتي تهدف في مجموعها إلى تحقيق المنافع والمصالح المتبادلة التي تعود بالخير على كل من شعبي واقتصاديْ كلا البلدين.

بالإضافة إلى ذلك، فقد لفت الجانبان إلى موقع دولة الإمارات نظرا لكونها ثالث أكبر شريك تجاري عربي للبرازيل، وأكدا عزمهما توسيع الشراكة التجارية بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

وجدد الجانبان التأكيد على أهمية الإمارات لأنها بوابة رئيسية للأسواق الإقليمية والعالمية، وشددا أيضا على وجه الخصوص على إمكانية الاستفادة من الموقع الاستراتيجي لها، والبنية التحتية المتقدمة، وبيئة الأعمال الديناميكية لتسهيل وصول المنتجات البرازيلية إلى أسواق الدول الأخرى وخاصة في قارة آسيا.

وقد حضر الرئيس البرازيلي منتدى الأعمال الإماراتي البرازيلي تحت شعار خلق فرص الأعمال بين البرازيل والإمارات ومد الجسور إلى آسيا، وذلك على ضوء الجهود التي يبذلها الجانبان لتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي واستكشاف الشراكات التجارية والاستثمارية الجديدة المحتملة،

وقد تم عقد المنتدى يوم 27 أكتوبر الأول الجاري حيث استقطب أكثر من 300 من كبار ممثلي القطاع التجاري والقطاع الخاص من البلدين لاستكشاف الفرص في مجالات الأغذية والزراعة والاستشارات المالية والرعاية الصحية والإمداد اللوجستي والبنية التحتية والدفاع والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقطاعيْ النفط والغاز.

وأكد أيضا الجانبان على أن التعاون الدفاعي يعتبر جزءا رئيسيا من الأجندة الثنائية، وليس من منظور تجاري فحسب، ولكن أيضاً من أجل بناء الثقة وترسيخها، وتحقيق أفضل الممارسات في هذا المضمار المهم.

ومن جهته، فقد أعلن الرئيس بولسونارو عن إنشاء ملحقية عسكرية لبلاده في أبوظبي، وذلك وانسجاما مع إنشاء ملحقية عسكرية لدولة الإمارات العربية المتحدة في برازيليا.

وأكد كذلك الجانبان استعدادهما لتوطيد وتعميق آفاق التعاون في مكافحة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود الوطنية، والتصدي للإرهاب. وأكدا أيضا التزامهما بحماية وتعزيز الحرية الدينية، والعمل على تيسير الحوار والوئام والتسامح بين الأديان. وجددا التأكيد على أهمية تعدد الأطراف والدور الحيوي الذي تقوم به منظمة الأمم المتحدة في الحفاظ على السلم والأمن الدولييْن.

وقد قام بولسونارو بزيارة مسجد الشيخ زايد الكبير، وواحة الكرامة حيث وضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الإمارات، وذلك في ختام زيارة الرئيس البرازيلي إلى الإمارات، وفي ضوء عام التسامح 2019 في الإمارات.

وأعرب أيضا الرئيس البرازيلي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن امتنانه لكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال الذي حظي بهما والوفد المرافق خلال زيارتهم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

Exit mobile version